المقالات

البحث عن أسم بديل..!

581 19:33:00 2013-09-05

 

   لن أضيع الوقت والجهد في الحديث عن القوى السياسية العراقية، فهي بلا إستثناء تواجه مشكلة الإنكفاء الذاتي؛ وبات من الصعب عليها إيجاد أنصار جدد؛ وبالحقيقة فهي ضعيفة تعاني الهزال، وتحتاج إلى أن تدخل غرفة العناية المركزة..!

   وعلى ضوء واقعها المتبل بالعجز، أتسائل تساؤلا حقيقيا هل ثمة بديل عن كلمة (قوى) في هذا المضمار؟..أي هل يصح أن نطلق عليها التسمية المناقضة؟!..ولا أكتمكم القول بأني لم أتمكن من التوصل الى نقيض تسمية قوى، وأستعين بكم وبحصافة المتخصصين منكم، كي يعينونني في الوصول الى هذا النقيض..لكن المعطيات التي في يدي تفيد أن نقيض القوة هو الضعف أو الوهن أو الهزال، ومنها نستطيع أن نقارب التسمية البديلة لـ(قوى)!..

    وفي المعطيات فإن العجز الفاضح لهذه التي كان أسمها (قوى) قبل أن تضعف وتهن وتهزل..!.ناتج عن ظرف موضوعي داخلي وخارجي، وعن ترهل ذاتي رجعي، وافتقارها لآليات وبرامج سياسية حقيقية؛ جعلها تتحول إلى تكتلات مفرغة المضمون، غير واعية لمهامها الحقيقية، ولمستحقات هذه المهام، وعاجزة عن تحليل الواقع.

   وما يعبر عن عجزها هذا، هو خطابها السطحي الهزيل، الذي ينشغل بقضايا صغيرة ويركز عليها، فيما يترك قادتها وأركانها القضايا الكبيرة بلا مقاربة؛ ليس فقط لأنهم غير قادرين على تفهمها فحسب، بل لأن القضايا الكبيرة أكبر منهم ومن (قواهم السياسي) ومن إمكاناتهم الفكرية واللوجستية والتنظيمية..ولذلك فإن أقصى ما يستطيعونه، هو أنهم باتوا باعة خطابات سياسية في سوق الإعلام؛ يحترفون الندب والردح في هذه السوق، وأدمنوا الانبطاح تكسبا أمام العامل الخارجي..

   فكان لهذا العقم السياسي والفكري آثاره الكارثية، على مسار حاضرنا وبناء مستقبلنا، مثل تصاعد الخطاب المتشدد، وترسيخ المخاوف لدى قطاعات مجتمعية واسعة؛ مما أدى إلى تمسكها بدورها كمتفرج على مآلات الصراع.

   إن الحقيقة التي يتعين أن تعترف بها معظم (القوى) السياسية أنها لم تعد (قوى)، سيما وأن معلمها الرئيس داخليا، يتمثل بغياب التنظيم السياسي والخطاب السياسي المسؤول.

   ولدينا أمثلة لا تحصى على أصحاب الخطاب السياسي اللا مسؤول، والأيام السابقة قدمت نماذج من هذا الخطاب، جميعها لا تتسم بعدم المسؤولية فقط؛ بل أن بعضها يتحدى مشاعر الشعب ومطالبه المشروعة..

   وفي هذا السياق، فإن النواب الذين يعلنون صراحة، موقفا مخالفا من قضية المطالب الشعبية بإلغاء الرواتب التقاعدية، التي منحت بطريقة مخالفة للدستور، للنواب والوزراء وكبار مسؤولي الدولة  وساسة اللحظة العابرة؛ إنما يقفون في الصف المعادي للشعب، وبوقفتهم هذه، فإنهم لا يعون أنهم يخسرون حتى موطيء القدم الذي يقفون عليه اليوم في الساحة السياسية..

   وكمثال واحد فقط لاغير، أسألكم ماذا قدم الألماني الجنسية، غازي عجيل الياور الذي حكم العراق شهرا واحدا، حتى يستحق هو وزوجته نسرين برواري التي كانت وزيرة لعدة أشهر، راتبا تقاعديا يقال أنه يبلغ 120 مليون دينار شهريا..!..

كلام قبل السلام: إنها الفجيعة تتغلغل في العظام، فحتى الهواء الذي نتنفّسهُ يُسرِّب إلينا رسائل مؤلمة.!

 

سلام....

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
زهراء محمد
2013-09-05
هذه الشخصية اليوم يمتلك الكثير من عقارات الفيلية في منطقة الكاظمية والكرادة واعتقد هذه المنطقتين من اغلى المناطق في العراق لكن هذا الانسان الملتزم والذي يصلي ويصوم ..........اقول يااخي العجرش هولاء ماذا يختلفون عن صدام سوى بالمظهر فقط مع العلم انه كان يسير على خط ذاك القائد (رحمه اللّه) الذي ذكر لو كان اصبعي بعثياً لقطعته..هل كنوز علي بابا انستهم الضمير والغيرة ام ماذا. هناك اشخاص لهم برسنت من كل عقد ولهم قصص طويلة..
زهراء محمد
2013-09-05
تحية طيبة اخي قاسم العجرش: هناك اشخاص قبل 2003 فقراء في العراق لايمتلكون بيتا واحد اليوم صاروا من مليونيرة (بقدرة القدر المشؤم) حيث الاقدار له دورا كبيرا في حياة كل فرد منا فنحن مثلا القدر الذي جعلنا هدفا لعين صدام ابن العوجة حيث فتك بنا بشكل يجعلك في حيرة وارباك ويجعلك تعيش في دوامة من الاحزان لاينهي الا بالقبر.. اعود للذين بعد الاحتلال كما هم يذكرونه حيث من خير الاحتلال صاروا من مليونيرة القدر المشؤوم احدهم كان من اصدقائنا حميمين جدا جدا! الذي صار طلب منا ان يشتري احدي ممتلكاتنا بربع قيمة!
كلمة
2013-09-05
اه من الرسائل المؤلمة اراني سنغرق وسط حروفها احسنتم كثيرا مقال واقعي وصياغته جيدة وطرحه متناسق
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك