عادل عزارة
لو رجعنا الى الوراء الى فترة ما قبل الحربين العالميتين لوجدنا من تشابه الضروف التي سبقتهما مع ما يمر به العالم والمنطقة العربية بالتحديد , من احتقان سياسي وأزمات اقتصادية تعيشها الدول الكبرى المتحكمة بأقتصاديات العالم هذه الآزمات نتيجة حتمية لقرب نهاية الراسمالية المطلقة والتي لا تحتمل أي تصادم وأحتكاكات بين اقتصاديات الدولة الكبرى العاملة بالنظام الرأسمالي , ومسألة البحث عن حروب وصراعات هي من وسائل التجديد لنظرية الآستعباد الآقتصادي.
سبقت الحرب العالمية الآولى عمليات حربية وغزوات استباقية للقوى الآحتكار العالمي في ذلك الوقت للآمساك بأرض وأقتصاديات الدول الصغيرة والسيطرة على ثروات الشعوب وتأسيس انظمة عميلة تابعة والحصول على مواقع قدم عسكرية بحجة حماية الشعوب العربية من روسيا القيصرية , فتم احتلال فرنسا لتونس عام 1881 وأحتلال بريطانيا لمصر عام 1882 والغزو الآنكلوفرنسي لآحتلال السودان عام 1898 وأحتلال فرنسا لمراكش عام 1911 وأحتلال ايطاليا لطرابلس الغرب عام 1911 والسيطرة على ساحل الصلح (الآمارات الآن ) وعمان وجزر البحرين . لذا تعد السيطرة على المنطقة العربية بأكملها أحد اسباب الحروب الكونية لما لها من أهمية اقتصادية وجفرافية وعنصرحاسم في كسب النصر.
ما تمر به المنطقة العربية من ضروف استثنائية خطرة مشابهه لضروف ما قبل الحرب العالمية الآولى , من عمليات تغيير الآنظمة بحروب تدميرية بحجة نشر الديمقراطية وتخليصها من الدكتاتوريات عفنة حكمت عقود من الزمن , هذه الآنظمة التي كانت تحظى بأعتراف ودعم الدول الكبرى نفسها على أنها حكومات شرعية وممثلا لشعوبها الا احدى الطرق الملتوية للسيطرة عليها وأنهب ثرواتها وفرض واقع سياسي جديد .
فالآزمة السورية أحدى هذه الغزوات وتعد من أخطر المراحل لما تحملة من مخاطر كارثية على شعوب المنطقة بشكل عام وليس على المستوى السوري فقط, لعدة أسباب أهمها قرب المعركة من قنبلة الشرق الآوسط اسرائيل المدعومة بترسانة حربية تدميرية ومن أسلحة دمار شامل وترسانة نووية وعقلية اجرامية لنظامها اللقيط وحماية قوى الآستعمار لها وأعتبارها أحمر الخطوط الحمر وأمنها يعتبره أوباما وأمثاله جزءا من أمنهم القومي, فكيف اذا وصلت نيران الحرب اليها , والسبب الثاني الذي لا يقل عن سابقة خطرا دعم دعاة الديمقراطية من دول العالم المتحضر لقوى الآرهاب من القاعدة و جبهة النصرة والتكفيريين واعادت سنياريو افغانستان حين قدموا العسكري والمالي لمنظمات القتل لآسقاط نظامها الآشتراكي ومحاربة الآتحاد السوفيتي. ثم شنهم لحرب شبة كونية بقيادة الولايات المتحدة على من أوجدوه من نظام متخلف همجي والغاية من ذلك التواجد قرب روسيا والصين , دعم الغرب لهذه المجاميع هو مرحلة من مراحل السيطرة على سوريا وتدمير جيشها وتهديم مقومات الدولة السورية .فالآزمة لها اسبابها ودوافعها الخاصة وليس لها من نشر الديمقراطية بصلة , بقدر ما هو استهداف قوى الممانعة لمشروع التحكمي الآسرائيلي أو بما يسمى شرق أوسطي جديد أو كبير ,وليس ربيع عربي كما يدعي دعات الربيع وأي ربيع هذا ,تهب رياحه من الآنفاس العفنة لمشياخ منابع البترول وحكام الورث التسلطي على رقاب الشعوب وحرمانهم من أي سمة توحي على انهم شعوب لهم هوياتهم الوطنية ولهم أوطان, سوى انهم شعوب تعيش بفضل وكرم طويلين العمر .فقوى الممانعة تعي خطورة المرحلة وتعني نهاية النظام السوري لهم هي بداية العد التنازلي للقضاء على بقية أطرافه (ايران +حزب الله) وأن معركة الحياة أو الموت قد بدأت , وأن سوريا تمثل الحلقى الوسطى وجسر التواصل اللوجستي بينهم, فقصم هذه الحلقة , بقاء الحلقتين متباعدتين و يسهل احتوائهم ثم الآنقضاض عليهم تباعا. فحزب الله سوف يحكم عليه الطوق وتمنع عنه الآسلحة والدعم وحرمانه من سوريا لما تمثل له من عمق استراتيجي , وتبقى ايران غير فاعلة وغير مؤثرة ولم تعد تهدد أمن اسرائيل على الآرض بدون الحزب , وهذا لا يعني ان ايران لم يبقى لديها من وسائل ضغط ومشاكسة بعد فقدانها لحليفين سوريا -حزب الله , فلديها أوراق أخرى ( مضيق هرمز والعراق) سوف تطيل من خلالهما من عمر معركتها مع الغرب وتناور من خلال تلك الآوراق من أجل مصالحها السياسية وأمن نظامها وبرنامجها النووي .ما أخطأت به قيادات التأمر ودول النابحة (وليس المانحة) سعودية -قطر أروغان من تقييم عقلية النظام السوري المتمرسة في ادارة أزمات الغير وسياسة الآنبطاح والآنحناء للعاصفة ومبدأ التأجيل بالرد (نحتفظ بالرد للزمان والمكان المناسب) التي عودنا عليها نظام البعث في سوريا , وهو النطام الذي تحاشى التصادم مع اسرائيل طيلة ثلاث عقود من الزمن علما بأن جزاءا من أراضيه محتلا من قبل العدو الآسرائيلي, وقد تعامل نظام حافظ الآب ومن بعده بشار الآبن مع أزمات المنطقة بعقلية انتهازية وتوظيفها لصالحة نظامة وكسب من خلالها ود وثقة كبار دول العالم وأصبح رقما صعبا في معادلة قضايا الشرق الآوسط ,يأخذ رأيه في مجمل قضايا المنطقة بدأ من الملف الفلسطيني واللبناني وحروب الخليج الآربع.صمد النظام لمدة عامين كاملين و عتقد الغرب وأذياله أن يزول بتكتيك معين بدعم لقوى التكفير وتجميع كل مجرمي العالم على يد الآستخبارات السعودية والقطرية والتركية وتغليفهم بالشرعية الوطنية تحت مسمى بالجيش الحر, ولم يسقط النظام بهذا التكتيك , فلما لم يلجئ الغرب الى مسرحياته المعهودة بأسقاط أنظمة بأسم الشرعية الدولية ,هذه الشرعية تناست واجباتها اتجاه انظمة أرهابية مارقة مثل اسرائيل ونظام السعود الوهابي ونظام بغل قطر ودعمها للآرهاب والآرهابيين .ولماذا لم تهتم الشرعية الدولية بتعريف الآرهاب وتجفيف منابعة الفكرية والعقائدية والمالية ,ما غاب عن سيناريوا اسقاط الآسد هو العوبة الغرب المعتادة أو بما يسمى بمجلس الآمن الدولي, أدات ذبح الشعوب هذا المجلس الذي كبل العراق وقتل شعبه البرئ دون ذنب عشرة سنين بحصار جائر لم يسقط نظام المقبور من خلاله , أسباب هذا الغياب هو استيقاظ التنين الصيني والدب الروسي عندما وصلت نيران الحروب على مشارف مصالحهم القومية والآقتصادية, فروسيا اليوم عليها استحقاق أخلاقي في الدفاع عن الشعوب الضعيفة من نظام الآستعباد الآقتصادي لنظام الرأسمالية لكونها وريث وحامل تاريخ مشرف للآتحاد السوفيتي ( روسيا السوفيتية كانت قلبا للآتحاد ), والصين نظام عمالي اشتراكي مطمع أخر من مطامع الآمبريالية العالمية والخصم المنافس للنظرية رأس المال الآحتكاري ومسؤولية الدفاع عن الشعوب وحمايتها من الآمبريالية هي من صميم أهداف الحزب . فالآمر واقع لامحال والضربة قادمة في أي لحظة ولا يمكن للجانب الآمريكي أن يتراجع لما تترتب علية من نتائج اعتبارية كارثية للولايات تقلل من هيبتها وجبروتها تراجعها يعني رفع الراية البيضاء امام محمور المقاومة ,وأعلان هزيمة حلف الدول النابحة وتنهزم فلول الآرهاب ومجاميع الذبح وأكلي القلوب ,وهذا ما لا تقبله الآدارة الآمريكية ولا تنام عليه اسرائيل ليلها ولا تلبس عليه عقل دول الخليج .الحرية والديمقراطية للشعب السوري وخلاصة من الحرب الدائرة على أرضه بين نظام لا يقل شراسة وأجرام من جهة وفلول الآرهاب والحركات الآصولية والتكفرية من جهة ثانية لا تأتي بها أصاطيل الغزات وألتهم التدميرية وأنما تأتي من خلال الرحم السوري المنتور المفعم بالسلام وعقلية ابناءه سوريا الشهباء الوطنيين المخلصين وبالطرق السلمية والحوار البناء.
https://telegram.me/buratha