بسم الله الرحمن الرحيم
في منتصف تسعينات القرن الماضي افتتح ابن الطاغية المقبور قناته المشبوهة " الشباب " ليُدخل علينا نفحة من نفحات الجحيم من مسلسلات مدبلجة لا تمت مواضيعها بصلة لمجتمعنا المحافظ وسباق للاغاني لا تنتهي فيه رهانات خيول اللهو الخاسرة ومأساة "الفيديو كليب" الذي كان جديد عهد في تلك الفترة فانبهر المجتمع لاطلاعه على العالم بالتفاتة من الفاجر ابن الكافر وكل ذلك كان منتقاة من قنوات فضائية افاض بها علينا ذلك الوغد الارعن ليزيد من الاثام وليضمن انحرافات لمن قصدهم الا وهم فئة الشباب والمراهقين .
كان" الفيديو كليب" حديث المدارس وابطاله محط اهتمام الشباب وحواراتهم ومن جملة دعاة قول الزور من المطربين الذين تزاحموا على الشاشة بالمئات المدعو " فضل شاكر ", شاب وسيم له صوت ساحر يسير في اغانيه في قوارب وسط زرقة بحر وخضرة مروج يعد حبيبته بما تحلم به كل فتاة يتنهد فيتنهد معه المعجبون وتنهال دموع العذارى حرقة على عطف الكلمة وسحر الاداء ويقلده الشباب كقدوة لاستمالة قلوب الفتيات هكذا كما في كل العصور وليس في تلك الفترة بالذات فسرعان من اتسع الثقب وفٌتح باب المفاسد على مصارعيه وولى زمن الانتقاء الاجباري من قبل الفاجر وصار جهاز التحكم ملك الجميع وليكون الامتحان اصعب فزق السم بايدي الاخرين ايسر من شربه اختيارا ً !!.
وبعيدا عن مأساة الاعلام والقنوات الفضائية ودعارة معظمها والابتلاء المحيط بها ورجوعاً الى امير الرومانسية كما يلقب لعذوبه الصوت الذي اودعه الله له في حنجرته ليكون مصدر ابتلائه ! فأن الرجل وبصورة مفاجئة انتقل من عالم الطرب والغناء المحرم الى عالم الجهاد التكفيري المحلل من الشواذ ومن احضان الغواني الى حضن الاسير فصار احد رجالاته !!ومن بياع القلوب الى بياع السيوف ! ومن ثوب ملوث الى انغماس في الوحل بات مصير الرجل فانتقل الاثم من الحنجرة المتهمة في اللهو اللعب والبعد عن الله الى اثم الايدي لتقترف الجرائم بحق الابرياء ولتزداد بعدا الى حيث الطرد من الرحمة الالهية معاذ الله ." فضل شاكر " صاحب الاسم الذي لا يخفى جمال معناه والذي لم يكن ليتلائم مع لاهي فكيف يتلائم مع مجرم !! بات من اهل التكفير ونزع قناع الرومانسية وظهرت الصورة الشيطانية التي تخفت وراء ذلك الصوت الساحر وكيف لا وقد توعدنا ابليس المطرود الاول من الرحمة الالهية بانه مقبل علينا بصوته ورجليه !! وها هو فضل شاكر يقدم نفسه كجندي من جنود ابليس ولكن بلباسه العسكري ولحيته بعد ان انسلخ عن ثوب الرومانسية .
ان هذا الحدث جدير بالتأمل ففيه عبرة كبيرة ويمكن ان يقرأ على وجهين بمعنى ان يزيد ايمان المؤمنين ويزيد من جحود المعاندين فالحدث ممكن ان يقرأه البعض من المصرين على المعاصي من ان التمسك بدين الله هو امر يجر الى التعصب والطائفية وان مسك العصا من الوسط هو امر اسلم فمسلم بمعاصي افضل من متدين متعصب, فضل شاكر وامثاله ينفرون الناس من الدين خاصة لمن اسلامهم لم يذهب لابعد من نطق الشهادتين والتمسك ببعض من هوية المسلم كما ان الحدث يمكن ان يكون اشارة وعبرة للمتأملين من ان هذا الدرب المنمق حقيقته مخيفة واصله شيطاني وفضل شاكر مثلا ُ !!وها هو اليوم يزيل الصدأ عن حنجرته ليتغنى بشعر ابن لادن المأخوذ عن لحن شعر جاهلي وليغير به فضل كلمة كفر الى كلمة فرس فتأمل عمق الحقد على الاسلام الذي نزع الجميع رداءه ما خلا القلة ومنهم الجمهورية الاسلامية وحُسب كل شيعي رافضي موالي لايران في معادلة غير موزونة واليكم نص الكلمات
"تأهب مثل أهبة ذي كفاح .. فإن الأمر جل عن التلاحسألبس ثوبها وأذود عنها .. بأطراف الأسنة والصفاحِأتتركنا وقد كثرت علينا .. ذئاب الفرس تأكل من جناحِذئاب الكفر ما فتئت تألب .. بني الأشرار من شتى البطاحِفأين الحر من أبناء ديني .. يذود عن الحرائر بالسلاحِوخير من حياة الذل موت .. وبعض العار لايمحوه ماحِوحيد هزني ظلم الأعادي .. وأحرم أن أدوس ثرى بلادِطريد ما طردت لأجل ذنب .. شريد لا ديار لكي تنادِيتحاول كل الروافض إغتالي .. وأدعو الله موتاً في جهادِتشير أصابع الأنذال نحوي .. وأرمى بالجرائم والتماديوذاك لأنني بالحق أشدو .. وأطلب عزتي تحت الزنادِوحيد لا فرب العرش عوني .. وحسبي العون من رب العبادِ"
يعتقد ان الروافض ستغتاله ولا يعلم انه ميت بعقيدة فاسدة هذا لفضل اما قائل السطور فقد قتله الامريكان !! !! يستعين بخالق ويذبح خلقه ! يطلب العزة تحت الزناد وليس برضا الله ولعمري ان النفاق اخطر من الكفر باضعاف فكيف بخلط الاوراق هذا وكل يدعي انه منصور بالله وان الحق معه كيف نتعامل مع مراهقينا في الزمن الذي يعصف بكل شيء ويقدم الابيض والاسود بهيئة طبق رمادي كئيب.وعرض الموضوع كان لهذا السبب فلسنا هنا في معرض التكلم عن الغير والحكم عليهم لاننا لا نأمن عاقبة امورنا فسبحان الذي يجعلنا نكشف مصدر ابتلاءات غيرنا وننسى انفسنا فحتى " فضل" هذا لا نعلم ربما يمن الله عليه بحسن العاقبة اذا ما شمله التوفيق الالهي لذا صعب علي ان ارميه بالكفر والضلال لا لشيء الا لان له عمرا ً ربما تراجع فيه عن ظلمه لنفسه وللاخرين اما اذا ختمها بالاصرار فعند ذلك يصدق عليه قوله تعالى " وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُواً أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ" .
وهنا لا استغرب انسلاخه فهو احدى قواعد الوهابية الانتقال من حال الى حال بلمح البصر ولكني استغرب حقده على الروافض الم يكن من الاولى ان يحقد على الغواني والراقصات وبنات الهوى اللاتي ارتمى في احضانهن !! اليس من الاولى ان يكون داعية للغير لو انه اهتدى كما ادعى لماذا الهدي يكون بتكفير الروافض لماذا !! ايعرف لماذا نسمى بالروافض !! ايدرك معتقداتنا ؟! الان ثبات الكرة الارضية وطهارتنا هي بقتل الشيعة من وجهة نظرهم !! وما على الغانيات من حرج فأولاد الحرام فخر اما شيعة علي فانهم جرثومة أي معتقد هذا ومازالت هذه هي الحقيقة فلماذا نسمح لانفسنا بمتابعة اهل الغناء والفن المشبوه ! سؤال بحاجة لتأمل.
وحقيقة هناك تسائلات كثيرا ما رددناها في اعماقنا !! لماذا تحرم الاغاني وهي تخفيف للروح ووعود واحلام وردية لماذا نحاسب عليها وهي لا تضر احدا ؟ فان كانت هي لهو فكثيرة هي الامور التي يمكن اعتبارها لهوا ً ولتكن هي من احداها !! كما في لعب الرياضة وغيرها وكثيرا ً ما كانت هذه الاسئلة منغصة للسامع الذي يعرف حرمتها ولا يدركها واجد ان ادراك الشيء وادراك سبب منعه والاقتناع بذلك هو المخلص الوحيد ولعمري فان افة سماع الاغاني لا يقف بوجهها سد الا قول الامام الصادق عليه السلام " الغناء مجلس لاينظر الى اهله , والغناء يورث النفاق , ويعقب الفقر ."
وما حكاية فضل هذه الا مصداق ومحط تأمل لكل هذه التسائلات ,نعم ان هذه الافة تورث النفاق والذي هو خطوة في طريق الهلاك معاذ الله فلنتفنن بطرق لانقاذ ابنائنا وانفسنا من هذا البلاء ولتصدح حناجرنا بعد طلب التسديد من الله بقول الحق واقناع المقابل بالاقلاع عن التمسك بالمعصية ولتدور عجلة الاقلاع من امر لاخر فهذا بلاء من سلسلة طويلة اولها الغيبة والنميمة وترك الامر بالمعروف وعدم صيانة النظر وووو وغيرها .
الهي بحق هذه الليلة العظيمة ليلة الجمعة نقسم عليك بفاطمة وابيها وبعلها وبنيها ان تسدد خطانا وان تعيننا على انفسنا وان تحشرنا مع احبائك وان تُذهب عنا حب الدنيا وتثبت ايماننا وان تنصرنا وتقر اعيننا بظهور صاحب الامر عليه السلام واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين .
اختكم بغداد
https://telegram.me/buratha