مرة قرأت لكاتب نسيت من هو، ما ينطبق في كثير من التفاصيل على واقعنا، وإن كان به بعض التعسف، يقول ذلك الكاتب: جميع الساسة يفكرون في تغيير العالم, ولكن لا أحد فيهم يفكر في تغيير نفسه...!
والحقيقة أن ما قاله صحيح الى حد كبير ويلامس مشكلاتنا بشكل أخاذ.. إذ تتداخل الأدوات في اللعبة السياسية التي تمارس الدائر في بلدنا، محولة ما يفترض أن يكون وسيلة لبناء مستقبلنا،الى صراع شرس بكل الوسائل، تتحرك معها على الأرض وقائع تكون في الاغلب كارثية كنتيجة لشراسة الوسائل التي تمارسها مختلف الجهات مع إختلاف الغايات، لكن المحصلة التي وصفتها بالكارثة هي أننا في حرب..!
ويكون الأمر هينا أذا كنا نطلق تسمية الحرب على عدونا الذي ما فتيء يذبحنا منذ أن حصل التغيير في عام 2003، لكنها حرب داخل البيت السياسي وأركانه وأرضيته وسقفه وجدرانه.. إن الحقيقة هي أننا في وضع ليس له مثيل عند غيرنا، ولا يمكن أيضا المقايسة عليه إقتداءا أو نموذجا من قبل غيرنا..!
إننا في تناقض صارخ لم يؤد بنا إلا الى بناء دولة فاشلة وفقا لكل المقاييس، وهو فشل مركب بالمعطى والسبب والنتيجة..
وسوف يكون من العسير الإنتقال من الفشل الى واقع سوي إلا بثمن باهض جدا، لكن لا مناص لنا أن نتقبله.. ولعل الخطوة الأولى في عملية التغيير هي أن نتقبل فكرة أننا بنينا دولة فاشلة..فنصف المعالجة تتمثل بالتشخيص..!
https://telegram.me/buratha