هادي ندا المالكي
الرئيس الأمريكي اوباما قرر ضرب سوريا رغم علمه ان المعارضة هي من استخدم الأسلحة الكيماوية والرئيس اوباما لا يقل غباءا عن سابقيه من الرؤساء الامريكيين الذين يدخلون في صراعات دون ان يعرفوا نهاياتها ودون ان يقدروا النتائج والاثار التي تترتب عليها الا انه مع هذا الغباء فانه يسعى الى جعل العالم ساحة محترقة طالما ان نيران هذا الاحتراق لا تصل الى امريكا ولا تعرض مصالحهم الى الخطر ومصالح اسرائيل دون غيرها لانها الابن المدلل اما مصالح الأصدقاء فانها تاتي في المرتبة الثانية وقد تتنازل عنها في طرفة عين طالما وجد البديل. على الجانب الاخر فان مواقف الدول التي تقف الى الضد من امريكا وتقف الى جانب سوريا ليست نفس المواقف التي كانت عليها قبل عقدين او اكثر اذا ما استثنينا روسيا التي لا تجيد غير الخذلان ،كما ان المواقف العالمية اكثر وضوحا ونضوجا مما كانت عليه الاوضاع في احتلال العراق فهذه الدول ترى ان اشعال صراع دامي في المنطقة امر غير مقبول مطلقا ومن المحتمل ان يشعل برميل البارود الذي يتحرك في المنطقة بخفة ورشاقة.وبالعودة الى الأوضاع في المنطقة واحتماليات تاثير الضربة المباشر على دول الجوار والدول الاقليمية نرى ان اكثر الدول التي ستتاثر بشكل مباشر من تطور الازمة في سوريا هي العراق ولبنان بسبب التأثيرات الجيو سياسية التي تقيد العلاقة وتعقد المشكلة فالعراق يرتبط بحدود برية طويلة مع سوريا وهذا الامتداد مع ضعف بناء المنظومة الامنية سيجعل الحدود منطلقا ومرتعا للعصابات التكفيرية لزعزعة الامن في العراق وهذا الامر تحقق حيث تم استهداف الاسواق والمدارس وتجمعات العمال بالمفخخات والعبوات الناسفة والتي تقف خلفها دولة العراق الاسلامية في العراق والشام وهذا يعني ان امتداد الحدود ووجود قوى سياسية تقف الى جانب المعارضة السورية سهل مهمة هذه المجاميع في الدخول والخروج من العراق الى سوريا وبالعكس وبالتالي فان استمرار هذا الاستهداف سيكون جزء من استراتيجية الادارة الامريكية لان تجعل دول المنطقة تحترق بنيرانها بعيدا عن حدودها ومصالحها وهذا هو المراد. ان قيام أمريكا بتوجيه ضربة عسكرية الى سوريا ستكون الحلقة الأصعب والأخطر في إشعال المنطقة وزيادة حدة التوتر فيها لان توجيه الضربة الى سوريا يعني استهداف مكون بعينه لصالح مكون اخر عملت على تقوية هذا الاستهداف دول تريد تحقيق أجنداتها الطائفية ولهذا فان وقوف السعودية وقطر والإمارات والأردن وتركيا وراء دفع أمريكا لضرب سوريا سيجعل ايران وسوريا وحزب الله امام موقف واحد لا غيره وهو الرد على هذا العدوان والدول التي تقف وراءه لحماية شعوبها من جهة وحماية مصالحها والدفاع عن نفسها من جهة اخرى وعندها سيكون الحديث عن اوضاع المنطقة أمرا معقدا ومفتوح على كل الاحتمالات.اما موقف العراق فسيكون منقسما على نفسه فالاكثرية الى جانب الحكومة السورية تؤيد الحل الدبلوماسي والكرد الى جانب إخوانهم اما سنة العراق فهم شركاء حقيقيين في الحرب والقتال والدعم والاسناد وهذا الموقف ربما سيجعل العراق ساحة صراع خلفية لسوريا والله العالم.
https://telegram.me/buratha