المقالات

تعليمنا بين الواقع والطموح

430 22:02:00 2013-09-06

د. فراس الكناني

يشهد العلم تسارع معرفي وتطور تقني , مهدت له انظمة التربية والتعليم , فقد تطورت هذه الانظمة التعليمية بسرعة لتواكب التطور الحاصل في مختلف الميادين , ولتسد احتياجات الدول من الكوادر الشابة المتعلمة والمهيئة لتسلم زمام الامور , ويعد العراق من اول البلدان العربية التي شهدت اهتمام ملحوظ بالعملية التعليمية التعلمية ففيه عرفت المدارس النظامية , وتاسست اول المعاهد والكليات التربوية , لتضخ بناة اجيال اكفاء ساهموا ببناء العراق لتكون بغداد كما كانت منذ القدم بوابة المعرفة , ومنبع التجارب التربوية , وقد ساهم ابناء الرافدين بتاسيس المعاهد والكليات بكل بلدان الوطن العربي , ولكن مع السياسة العدوانية وكثرة الحروب سرعان ما تدهور الواقع التعليمي , قد عرف المعلمون حالة من الفاقة بعد غنى , وأصبحت الرواتب لا تسد جوع ايام قليلة , الأمر الذي اضطر اغلبهم لممارسة أعمال أضافية مرهقة طلبا للقمة العيش , وعلى حساب التعليم الرسمي , فتدهورت الحال المعرفية للطلبة , ودب الضعف في المؤسسات التعليمة , فبعد 2003 ورغم محاولات الإصلاح المتزايدة , التي ووجهت بعقبات كبيرة منها ضعف البنى التحتية , وقلة الدافعية , وتصدي غير المختصين لزمام الإدارة في وزارتي التربية والتعليم العالي , مع جهل بالتخصصات المنوعة, وتفضيل مواد تعليمية على حساب الأخرى الأمر الذي اثر سلبا على رصانة وموضوعية المناهج التعليمية الحالة التي رافقها تساهل مع الطلبة على حساب المستوى المعرفي , فظهر الدور الثالث وعدم الرسوب والتحميل ونظام العبور , كل هذه الأمور مرافقة بصعود كوادر تعليمية معدة بعجالة , ساهم سلبا بضعف تحصيل الطلبة المعرفي والمهاري , فأصبحت المؤسسة التعليمية في العراق متأخرة عن مثيلاتها والتي لا تمتلك تاريخها العريق , هذا الواقع من الممكن ان يتغير بإرادة خلاقة وعزم لا يوقفه المصالح الفئوية القصيرة الأمد , فيمكن ان يتم تعديل المناهج , وان تستقدم التقنية التربوية , مع إعداد لبرامج تطويرية للهيئة التعليمية وزمالات دراسية وبعثات وفق الحاجة الحقيقية لا على أساس العلاقات الشخصية بتبني نظام التوائمة , واستقدام الخبراء , وإعطاء الطلبة الحوافز المادية والمعنوية , وإلغاء الدور الثالث والتحميل والعبور , وتفعيل الامتحانات المركزية ولجان الرقابة الإرشادية , خدمة لبلدنا ولسد الفجوة الكبيرة بيننا وبين دول العالم المتطور في هذا المجال الحيوي , الذي من شانه تحقيق الأمن والرخاء للفرد والمجتمع .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك