د. فراس الكناني
يشهد العلم تسارع معرفي وتطور تقني , مهدت له انظمة التربية والتعليم , فقد تطورت هذه الانظمة التعليمية بسرعة لتواكب التطور الحاصل في مختلف الميادين , ولتسد احتياجات الدول من الكوادر الشابة المتعلمة والمهيئة لتسلم زمام الامور , ويعد العراق من اول البلدان العربية التي شهدت اهتمام ملحوظ بالعملية التعليمية التعلمية ففيه عرفت المدارس النظامية , وتاسست اول المعاهد والكليات التربوية , لتضخ بناة اجيال اكفاء ساهموا ببناء العراق لتكون بغداد كما كانت منذ القدم بوابة المعرفة , ومنبع التجارب التربوية , وقد ساهم ابناء الرافدين بتاسيس المعاهد والكليات بكل بلدان الوطن العربي , ولكن مع السياسة العدوانية وكثرة الحروب سرعان ما تدهور الواقع التعليمي , قد عرف المعلمون حالة من الفاقة بعد غنى , وأصبحت الرواتب لا تسد جوع ايام قليلة , الأمر الذي اضطر اغلبهم لممارسة أعمال أضافية مرهقة طلبا للقمة العيش , وعلى حساب التعليم الرسمي , فتدهورت الحال المعرفية للطلبة , ودب الضعف في المؤسسات التعليمة , فبعد 2003 ورغم محاولات الإصلاح المتزايدة , التي ووجهت بعقبات كبيرة منها ضعف البنى التحتية , وقلة الدافعية , وتصدي غير المختصين لزمام الإدارة في وزارتي التربية والتعليم العالي , مع جهل بالتخصصات المنوعة, وتفضيل مواد تعليمية على حساب الأخرى الأمر الذي اثر سلبا على رصانة وموضوعية المناهج التعليمية الحالة التي رافقها تساهل مع الطلبة على حساب المستوى المعرفي , فظهر الدور الثالث وعدم الرسوب والتحميل ونظام العبور , كل هذه الأمور مرافقة بصعود كوادر تعليمية معدة بعجالة , ساهم سلبا بضعف تحصيل الطلبة المعرفي والمهاري , فأصبحت المؤسسة التعليمية في العراق متأخرة عن مثيلاتها والتي لا تمتلك تاريخها العريق , هذا الواقع من الممكن ان يتغير بإرادة خلاقة وعزم لا يوقفه المصالح الفئوية القصيرة الأمد , فيمكن ان يتم تعديل المناهج , وان تستقدم التقنية التربوية , مع إعداد لبرامج تطويرية للهيئة التعليمية وزمالات دراسية وبعثات وفق الحاجة الحقيقية لا على أساس العلاقات الشخصية بتبني نظام التوائمة , واستقدام الخبراء , وإعطاء الطلبة الحوافز المادية والمعنوية , وإلغاء الدور الثالث والتحميل والعبور , وتفعيل الامتحانات المركزية ولجان الرقابة الإرشادية , خدمة لبلدنا ولسد الفجوة الكبيرة بيننا وبين دول العالم المتطور في هذا المجال الحيوي , الذي من شانه تحقيق الأمن والرخاء للفرد والمجتمع .
https://telegram.me/buratha