كاظم هاشم
بعد تآزر العالم العربي (والاسلامي) والكافرعلى قمع واطفاء جذوة انتفاضة شعبان المباركة العظيمة،اضطر رجالاتها الى البحث عن مأمن لهم ولعوائلهم،بعد استباحة عارمة للمدن الشيعية شملت القصف بثقيل المدافع والراجمات والدبابات والهاونات وحتى الارض ارض حيث امطروا النجف الاشرف_مثلا_باكثر من خمسين صاروخا!!!اضافة للطائرات الحربية السمتية التي لعبت دورا كبيرا في القمع والابادة،كما ان السلاح الكيمياوي لم يكن غائبا،حيث استخدمه النظام المقبور في اماكن محدودة كما حدث في الاهواروفي المنطقة الصحراوية الواقعة بين النجف الاشرف وكربلاء...ثم ليدخل الجيش الصدامي المدن والقرى ليبدأ فصل دموي لم نسمع به الا في روايات اهل البيت عليهم السلام عن جيش السفياني..اعدامات كيفية...والسحل،والدفن بالشفلات للاحياء...وغير ذلك وقد شاهدنا باعيننا بعض هذه التفاصيل المروّعة...اضافة لاعتقال عشرات او مئات الالاف اعدموا جميعا فيما يعرف بالمقابر الجماعية..فلم يكن امام المنتفضين غير البحث عن اقرب مأمن ينقذهم من هذه المحرقة البعثية..فدخلوا اراضي السعودية المحاددة للاراضي العراقية على تفاصيل يطول ذكرها..فجمعتهم القوات الغربية في معسكرات احاطتها باسلاك شائكة ووزعت الخيام التي نصبها اللاجئون الجدد واستقروا بها مؤقتا..وبعد بضعة اسابيع قامت هذه القوات بتسليمهم الى(السلطات) الوهابية في اسوأ عملية نقل لعشرات الالاف اذ وضع الجيش الاميركي عشرات اللاجئين قد يصل الى ستين او ربما اكثر في كل شاحنة عسكرية!!!في طريق طويل..وهذا احد مصاديق(الانسانية) الاميركية!!...وبعد الوصول الى اماكن اللجوء الجديدة،راى اللاجئون(غابات) كثيفة من الاسلاك الشائكة المتداخلة،من اراد تقريب الصورة لذهنه فليتذكر صور معسكر(غوانتينامو)!!كان المعسكرعبارة عن(مربعات) يحيط بكل منها سوران من الاسلاك(brc) تعلوهما اسلاك شائكة،وبين السورين مسافة مترين الى ثلاثة،كان الجيش الوهابي يستخدم هذا المسافة عند اخراج اللاجئين للتعداد مثلا او لافراغ المربع من ساكنيه لاغراض اخرى كالبحث عن شيء ما في الخيام...طول المربع حوالي مئة متر وعرضه حوالي العشرين مترا،له بابان:داخلية تفضي الى المسافة التي بين السورين،واخرى خارجية يقف عندها الحرس الوهابي الغليظ...اضافة لذلك:كانت كل اربعة مربعات تقريبا يحيطها سور اخر له باب دخول وباب خروج وعليهما نقاط حراسة واخيرا:تحيط بتمام المربعات سور كبير اخر تتمركز في جوانبه نقاط حراسة..كما كانت تتمركز قرب المعسكر وحدات عسكرية مشاة ودرع ونقليات...كان استقبال السلطات استقبالا مكفهرا جدا..وكان سؤالهم::(انت مسلم ام شيعي)؟؟؟ثم (يُنسّب) اللاجيء الى رقم معين من المربعات..وقد وصلت الاعداد في بعض المربعات الى الف...والى ثمانمئة...وسبعمئة،بحيث ان الخيام لم تكن بحاجة لاوتاد التثبيت بل كان يربط بعضها ببعض وكانت الخيمة حجم180 قد تضم عشرة اشخاص...وضعوا في بداية المعسكربضعة حنفيات ماء يضخون فيها الماء لبضعة ساعات ثم يقطعونه الى اليوم التالي ولم تكن هناك اواني لملأ الماء وخزنه...وبضعة(تواليتات) وكان الازدحام عليها طيلة اليوم ولايكاد يمضي يوم الا وتكون مشاجرات على الماء وعلى التواليات على مارى ومسمع من السلطات السعودية الوهابية الغاشمة..ولاحاجة للتذكير بعدم وجود الكهرباء..كانت العواصف الترابية والحر الشديد سمة اجواء المعسكر..حتى قال بعض الجنود من الحرس بما معناه:عجيب كيف تعيشون هنا؟؟؟...وحتى لانطيل في السرد فان الامر يحتاج ربما لكتاب نشير لبضعة نقاط:في يوم حدثت مشاجرة في مربع 7 على ماذكر الاخوان:فجاءت قوة وهابية واحاطت بالمعسكر من جهتين وبدات بالرمي على داخل المربع!!!فاين يهرب اللاجئون وبماذا يحتمون؟؟بقماش الخيام؟؟؟فاستشهد البعض وجرح اخرون...وفي يوم اخر جاءت قوة سعودية واحاطت بمربع 8 واخرجت نزلاءه ووضعتهم في باصات بعد تقييد اياديهم وانطلقت بهم نحو الحدود وسلمتهم بيد اجهزة النظام يدا بيد ولم يعرف مصيرهم!!!نظم اللاجئون اضرابا عن الطعام احتجاجا على هذه الاوضاع،فبقيت الارزاق مكدسة خارج المربعات.وبعد تفاصيل تحمل كل انواع الظلم والطائفية والاستعلاء..قررت السلطات جمع هؤلاء اللاجئين في الارطاوية باخوانهم في مخيم رفحاء..بعد اكثر من سنة قضوها في هذا المكان الذي لاتعيش فيه حتى العقارب والافاعي...وليبدا فصل اخر من العناء الطويل والظلم وانتهاك ابسط حقوق البشر...في رفحاء طالت مدة الاقامة اضعاف الارطاوية..وحصل فيها ماتشيب منه الرؤوس:قتل...وانفجارات..وتعويق..وتسليم لاجهزة النظام..حظر تجوال..امتهان للكرامات..رعاية طبية شبه معدومة حتى ان البعض اضطر لقلع سنه بيده بعد ربطه بخيط سميك من طرف وربط الطرف الاخر بحجر كبير ثم اسقاط الحجر!!!والبعض اصابه النزيف جراء ذلك!!!وبعض الاخوان سرقوا احد اعضائه بعد عملية جراحية له!!!الاستخبارات لاترحم احدا يقع في يديها لاي سبب كان..كانت اتفاقات تجري بين المخابرات الصدامية ومخابرات ال سعود على اسماء معينة من اللاجئين ليتم تسليمهم الى مخابرات صدام...وقد يكون الثمن بضعة زجاجات من الخمور او بضعة اشرطة حبوب مخدرات!!!استباحت قوات خاصة وهابية المعسكر بعد احداث الاغاثة التي بدات بقتل حارس سعودي لاحد اللاجئين بدم بارد...فقامت قيامة المخيم فاحرق مقر الاغاثة وهو عبارة عن كرفانات خشبية...فانسحب كل العسكر من داخل المخيم..وفي اليوم التالي او ليلته دخلت تلك القوات فاحرقت المحلات ونهبت مافيها والقت القبض على كل من وجدته امامها..ثم اقتحمت البيوت للبحث عن(مطلوبين)...وكان القرار بترحيل جميع اللاجئين وتسليمهم للنظام..وتناقلت وسائل الاعلام الخبر...ولولا اتصال من السيد الشهيد الحكيم محمد باقر قدس سره بشخص الملك المقبور فهد لكان الله هو العالم فقط بمصيرهم...كانت السلطات الوهابية تعطي(معونة) كل ستة اشهر للاجئين قدرها(300)ثلاثمئة ريال فقط!!! اي بحدود مئة الف دينار عراقي كل ستة اشهر...حاولت السلطات منع اللاجئين من اقامة مراسيمهم الحسينية لكنها فشلت...وفشلها مع تضحيات طبعا...نتيجة الاوضاع الماساوية حدثت في المخيم ثمان حالات انتحار!!!حدث انفجار في المخيم تبين انه من طرود بريدية مفخخة ارسلتها مخابرات صدام لاغتيال اشخاص او تفجير بعض المساجدالتي بناها اللاجئون من اللبن(البلوك الطيني) وسقفوها بالخيام...هذا اجمال ماحدث لهؤلاء المجاهدين الشيعة...وعند كل واحد منهم قصة او قصص...تحية وسلام عليهم..ومبروك لهم اعادة حقوقهم التي اخذوها باصرارهم وتظاهرهم بعد تسويف ومماطلة حكومية وبرلمانية قادها صفاء الدين الصافي..ومن يريد حقه فليتعلم منهم.
https://telegram.me/buratha