المقالات

هزالة الدول العربية

418 12:00:00 2013-09-07

منتظر العمري

الأزمة السورية الدائرة منذ سنتين ونصف وما صاحبها من تفاعلات دولية وإقليمية أظهرت للمراقب عدت مؤشرات ، من أهم هذه المؤشرات التي ظهرت ولا تقبل الشك هو ضعف الكتلة العربية ، وهذا الضعف الذي يدب بالكتلة العربية وصل إلى نقطة الذروة مع بداية القرن 21 وتكللت في الأزمة السورية .. وبين فترة وأخرى يظهر الضعف واضحاً بمجرد ظهور أزمة ويتطلب من الأنظمة العربية ان تحدد موقفها منها .. تظم الكتلة العربية 22 دولة أثبتت ضعفها وهزالة موقفها في عدة مناسبات ، منها الأوضاع التي تمر بها فلسطين ، حيث ان كل يوم يتعرض الشعب الفلسطيني الى بطش الآلة الصهيونية على مرأى ومسمع الأشقاء ، وكذلك في حرب تموز 2006 التي شنتها إسرائيل على لبنان ، والضربات الصاروخية لأهداف في دول عربية متعددة كما حدث في اليمن والسودان .ونحن اليوم إمام أزمة خطرة من المتوقع ان تنتقل نيرانها الى اغلب الدول العربية ، وعلى اقل التقديرات ستمتد نيران الأزمة الى دول المحيط السوري وخاصة العراق ولبنان ، لكن رغم كل هذا الخطر المتوقع والنار الملتهب سعيرها لم تجد موقف عربي حقيقي ايجابي يؤدي إلى الخروج بالمنطقة إلى بر الأمان .وما يؤكد الضعف العربي هو دخول الأقطاب العالمية في الأزمة السورية ومحاولة توجيهها بالوجهة المناسبة التي تحقق من خلالها أهدافها ، وتحصل على مكتسبات متعددة مع غياب للموقف العربي الذي من المفترض ان يكون له السبق في ذلك .لو رجعنا إلى مواقف اللاعب الأمريكي نجدهُ هو المهيمن بل صاحب الكلمة الأولى والطولا على حساب غياب عربي شبه تام ، وخاصة الوعد والوعيد الذي يصدر من قبل الرئيس الأمريكي باراك اوباما واحتمال توجيه ضربة محدودة لنظام الأسد ، وهذا الأمر لم تتجرأ على إصداره أي دولة عربية مع إطلاق اليد للخارج أن يفعل ما يريد .. وهذا ما قاله الرئيس الأمريكي أن " الوقت حان لرد فعل حاسم من الولايات المتحدة على وحشية الحكومة السورية " ووضح اوباما في مقابلة مع " سي أن أن " الأمريكية .. أن " الولايات المتحدة تظل عنصراً لا غنى عنه بالنسبة لما يحدث بالشرق الأوسط " هذا الكلام يوضح لنا الدور الكبير التي تقوم به الولايات المتحدة في المنطقة على حساب الأنظمة العربية محاولة تغيب الدور العربي بشتى الطرق ، وإبراز قوتها التي تقدر من خلالها معاقبة الأنظمة ومكافئتها ، بل في الحقيقة ابعد من ذلك اقدر إن أطلق عليها أنها " مؤدت الأنظمة وخالقتها " في الشرق الأوسط ، وكل هذا يأتي جراء الضعف العربي الذي يعبر عنه دافيد بن غوريون ) 1886 - 1974 ) أول رئيس وزراء إسرائيلي ، حيث يقول مخاطباً اليهود " لا تعتقدوا إن ما حققناه كان بقوتنا بل بضعف الأخر " ويقصد بالأخر هنا العرب .وجراء هذا الضعف الذي دب في الجسد العربي المقطع المرقع ، وجدت أمريكا نفسها ودول كبرى ومتوسطة اخرى ، هي الإمرة الناهية والمديرة لأزمات الشرق الأوسط في اي اتجاه يحقق مصالحها ، مما أدى إلى غياب عربي شبه تام عما يحدث في سوريا واكتفاء البعض بالتصريحات والمؤتمرات ، بل البعض صار أداة تُستخدم من قبل الولايات المتحدة يتحرك وفق الخطوط التي ترسمها إدارة الرئيس اوباما ، وكان من الممكن ان تستخدم الدول العربية قدراتها تحت خيمة الجامعة العربية لتوصل الى وضع حل لأي أزمة تعصف بالمنطقة ، بدل فسح المجال إمام الغير ليتصرف فيما يحدث ، ونحن كلنا نعلم وعلى مر التاريخ ان الولايات المتحدة تنظر إلى الأزمات وتقوم بوضع الحلول لها وفق ما يناسب تحقيق مصالحها ، مصلحتها التي تقتضي إدخال المنطقة في صراع ونزاع دائم على أن لا يكون هناك انتصار لطرف على طرف بل يكون هناك إضعاف وتدمير وقتل لكلا الطرفين وهذا ما يحصل في النموذج السوري تحاول دائما تحقق تكافئ بالقدرات بين الطرفين حتى تُطيل امد الصراع وبمرور الوقت يتبين لها من هو الطرف الأقرب إلى مصالحها لتقف معه . أن هزالة الكتلة العربية وضعفها هو بسبب عدم امتلاكها إرادة التصرف والتعاطي بحرية مع الملفات العربية بعيداً عن الأملائات الاسرأمريكية .رغم ان الدول العربية تملك الكثير من أوراق الضغط وعناصر القوة التي تقدر من خلالها ان تحقق ما تصبوا اليه . لكن ذلك يتطلب الخروج من حالة العقم الدائمة التي تعيشها الدول العربية بإعادة تفعيل منظومة التعاون العربية واستثمار عناصر القوة التي تمتلكها .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك