يوسف الراشد السوداني
تتسارع الاحداث السياسية وتتناقل الاخبار الصحفية التي تشهدها المنطقة عن قرب توجيه الولايات المتحدة الاميركية ضربة عسكرية لسوريا ولاشك فان الدول المجاورة لسوريا وكذلك الدول العربية والاقليمية ستتاثر بتداعيات هذه الضربة بشكل او باخر وان هذا التدخل سيخلق المزيد من الكوارث والازمات على سكان المنطقة ويجعلها ساحة مفتوحة للمعارك ولتصفية الحسابات بين القوى المتناحرة والمتواجدة على الاراضي السورية من جهه وبين القوى الاقليمية من جهه اخرى ولتكريس التواجد المخابراتي والعسكري الامريكي - الاسرائيلي واضعاف المنظومة الاقليمية لدول المنطقة فالمتتبع لسيناريو الاحداث يلاحظ بوضوح ان المنظمات الارهابية والجماعات المتطرفة قد اتسع وجودها وظهرت تعمل بشكل واضح وتمسك الارض بعد احداث الخليج عام 1991 وان فخ الاعتداء على الكويت من قبل نظام صدام جاء بدعم ورعاية ومباركة امريكية - اسرائيلية لخارطة الطريق الجديدة فالسيارات المفخخة والانتحاريين والعبوات والاحزمة الناسفة لم نسمع بها ولم نشاهدها ولم يألفها الشعب العراقي او الشعب العربي قبل هذا التاريخ فالذريعة التي ادعتها امريكا لضرب العراق بحجه امتلاك نظام صدام سلاح كيمياوي هي نفس السيناريو الان لضرب سوريا بحجه امتلاك الجيش السوري لهذا السلاح واستخدامه ضد مواطنيه ولاضعاف القوات النظامية وتهيئه الاجواء المناسبة للتنظيمات الارهابية ( جبهة النصرة والمقاومة السورية وجبهة التحرير السورية والاسلاميين السوريين وجبهة تحرير بلاد الشام والعراق وغيرها من التنظيمات التي رفعت السلاح لاسقاط نظام اسد واستعانت بالمقاتلين العرب ) ان قرع طبول الحرب والتدخل العسكري الاميركي المحتمل على سوريا اذا ماتحقق فانه سيعكس تداعيات كبيرة وخطيرة وسيكون بداية للسيطرة على المنطقة العربية وتقسيمها الى دويلات صغيرة للمحافظة على امن ووجود اسرائيل وان نشاط اللولب الارهابي في المنطقة سببه وجود الحاضن الامريكي له وهو يتحرك تحت غطاءه وحمايته وهو يعد وجهان لعملة واحدة وسوف لان يتوقف هذا الاعتداء على سوريا وحدها فقط وانما سيشمل مناطق اخرى من دول المنطقة باسرها واولها العراق وايران ومصر والمغرب العربي 00000 فالحرب بالنسبة لامريكا هو الحل والخيار الوحيد لتنفيذ مخططاتها في المنطقة وبتحريض من السعودية وقطر وتحرك شيخ بندر على بعض رؤوساء وملوك الدول العربية لشراء ذممهم وانها ستقع أي امريكا بنفس الخطأ الذي وقعت به عند اجتياحها العراق او الحرب في افعانستان وان الصورة التي رسمتها لاضهار ملامح الشرق الاوسط الجديد غير واضحة الملامح وقد تعطي نتائج عكسية وبذلك ستخسر امريكا هيبتها وسطوة سلطانها ولعنة التاريخ فالشعوب هي التي تحدد شكل وملامح انظمتها وقوه السلاح قد لاتعطي نتائج ايجابيه في اغلب الاحيان فالماذا الاصرار على قرع طبول الحرب وتوجيه ضربة عسكرية لسوريا 0
https://telegram.me/buratha