ابو هاني الشمري
يقال أن شخصاً طاعنا بالسن دخل أحد المقاهي المكتضة بالناس فحصل شجار بينه وبين أحد الشباب الطائشين (طيش السياسيين هذا اليوم) حتى وصل الحال بأن تجاوز هذا الشاب على الشيخ بأن قال له (إمشي لك گواد !!!) ولما كان هذا الرجل لم يسمع قبلاً من شخص قال له هكذا كلمة شديدة خرّ الى الارض مغشياً عليه من هول الكلمة وقباحتها. اجتمع الناس على الشيخ وهم بين من يقول أنه مات وآخر يقول رشّوا عليه الماء فإنه ما زال حياً, جاء صاحب المقهى وسأل عن سبب سقوطه مغشياً عليه فقالوا له أن شاباً مستهتراً نعته بكلمة (گواد) ثم ولّى هارباّ بعد خرّ هذا الشيخ مغشياً عليه مباشرةً بعد سماعه لتلك الكلمة. قال صاحب المقهى ابتعدوا عنه قليلاً فأنا اعرف كيف اشفيه وأجعله يستفيق من إغمائته ... ولما ابتعد الناس عن الشيخ تقدم نحوه صاحب المقهى ووضع فمه بالقرب من أذن الشيخ وبدأ يصرخ بصوت عالي ويكرر (گواد ... گواد ... گواد ... گواد .....) وأعاد الكلمة في أذنه عشرات المرات . وفجأة انتبه الشيخ من غيبوبته ونهض سالما معافى !!تعجب الناس المتجمهرين من طريقة العلاج التي استخدمها صاحب المقهى لإفاقة الشيخ فتقدم منه أحدهم وقال له هذا علاج عجيب فكيف عرفته؟!!!أجابه صاحب المقهى (عمي شوف ... هذا الشايب ما سامع گبل واحد گايلله گواد ومن سمعها انصدم وفقد الوعي ... وآني ترست أذنه ودماغه بالكلمة حتى تعود عليها وصحى).الشعب العراقي تجاوز حالة الشيخ المسن لأنه اعتاد على سماع أنواع الشتائم والنعوت بحقه .. فقد قال احد البرلمانيين إن اغلبية الشعب خنازير ومجوس وصفويين ... وقبله كان هناك من ينعتهم بالهنود (لأنه كان يرى الهنود اقل انسانية منه !!) وآخرين ينعتونه بالشروگية فالشروگـي اقل مقداراً في سلم الانسانية من بني آدم وآخر قال أن اغلب الشعب عميل لإحدى الدول المجاورة وما الى ذلك من النعوت التي لا تكفيها مقالات لجمعها. ولكن بالرغم من كل ما ذكرناه من نعوت إعتاد عليها شعبنا فإنه لم يرد على اصحابها بما يستحقون, ليس لأنه عديم الاحساس أو أنه ليس ذو كرامة أو أنه غير ذو عزة نفس ليرد على هذه الطفيليات الطافحة في برك آسنة ولكنه وجد من هو خير منه ومن هو اطهر من كل البشر على هذه الارض سمع ما هو اشد وأقسى من تلك الكلمات البائسة المنحطة ولكنه تجاوزها وترك الزمن يكشف حقيقة قائليها حينما لم يجد من البشر ناصراً له ليرد على أكاذيب القائلين. اليس هناك من عتاة المجرمين في قريش ونحوها من ملة اليهود من نعت رسول الله بالمجنون والساحر ثم جاء بعده من إدعى الاسلام لينعته بأنه غير عادل وأنه يهجر وأنه أذن ... بل كان هناك من يمشي خلفه ويقلد وراءه مشية غريبة كي يستهزئ بالنبي (ص). ثم جاء من بعده خير العرب والعجم وأخي رسول الله امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام وأنظر ما خلّفه كفار المسلمين ممن يدّعون الاسلام وهم اشد خطرا عليه من شياطين الانس والجن, فنعتوا أمير المؤمنين بنعوت أولها (قاتل الاحبة) ولم تتوقف حتى بعد أن قتلته سيوفهم في بيت الله غدراً ليرتقوا منابر المسلمين ويشتمونه وأهل بيته علناً عشرات السنين بل مئات السنين وحتى يومنا هذا ... فكيف نساوى شعب العراق بهاتين الشخصيتين اللتين اصطفاهما لله لخلقه.مطشر السامرائي لم يختلف عن سيرة أجداده ولا عن سيرة الرابضين في كنيف حضيض الانسانية فقد جاء (دايحاً) وسيولي عن أعيننا (دايحاً) كما سيأتي وأتى قبله الكثير ممن كان (دايحاً) وصار عضوا في البرلمان أو وزيرا أو مسؤولاً وهو في نظر الفقراء واليتامى والمعوزين لا يساوي عفطة عنز بل أدنى من ذلك ومن ثم يذهب إلى دولة من دول الجوار أو المهجر التي كان فيها أو سيذهب اليها بعد أن يسرق ما يسرق ليقضم الاموال التي سرقها من أفواه الفقراء والارامل واليتامى ومن ثم ليسب هؤلاء وينعتهم بالبؤس والمهانة (والدياحة) ويشبههم بالخنازير والعملاء.في شهر رمضان الماضي التقت الفضائيات العراقية بالعديد من البرلمانيين والوزراء في لقاءات تطرقت الى حياتهم الشخصية السابقة وكانت المفاجئة أن 99,99% منهم إدعوا انهم اصحاب ثروة وأموال طائلة وأبناء تجار وميسوري الحال وكأن لسان حالهم يقول أنهم ولدوا في هذه الدنيا وفي أفواههم ملعقة من ذهب ... ولكن الاعجب من ذلك هو أن هؤلاء البرلمانيين والوزراء الغارقين في الثروة كما إدعوا في الفضائيات صاروا لا يقبلون إلغاء الرواتب التقاعدية لهم خوفا على عوائلهم وأنفسهم من (الدياحة) ... طيب وين فلوسكم اللي تباهيتوا بيها على الفضائيات قبل كم يوم .... شنو قابل صرفتوها وبنيتوا بيها بيوت لابناء الشعب العراقي البائس حتى ما يصير دايح مثلكم !!! لأن العراق كما يقول واقع حاله صار بلد ديمقراطي فالمسؤولية كل المسؤولية تقع على ابناء العراق كي ينتشلوا انفسهم من الحال التي وصلوا اليها بسبب السراق والارهابيين من قادة اليوم (رجالاً ونساءً .. علمانيين وإسلاميين ... سنة وشيعة ... عرباً وأكراداً ... مسلمين ونصارى وصابئة ويزيديين) وما عليهم إلا ان ينصفوا أنفسهم وأهليهم وأرضهم ولو ساعة من نهار لكي يتخلصوا من هذه الجيف النتنة التي تسمى سياسيين ومن ثم يأتوا بأناس يخافون صولة الشعب إذا صرخ بهم .. أما وبعد أن علم هؤلاء السياسيين أن الشعب نائم وأن لا أحد يردع جورهم وسرقتهم وارهابهم فلينتظر أبناء العراق أيام اقسى وأشد وأحلك ما داموا ساكتين و خانعين لما يصار بهم من إنتهاك لكل شئ.
https://telegram.me/buratha