المقالات

عمر الدم ... ما يصير مَية

627 13:42:00 2013-09-08

الحاج هادي العكيلي

أسئلة أضعها أمامك عزيزي القارئ : ماذا تفعل لو أخيك من لحمك ودمك أستأجر سفاح وأقتحم بيتك وسرق مالك وقتل أبنك وعذب أبيك وأمك وأغتصب أبنتك وأختك أمام الجميع ,وأنت تنظر بعد ذلك تحطيم وتفجير بيتك وصَب عليك صنوف العذاب .. ماذا تفعل ؟!!! هل تبلغ الشرطة فقط وتجعل القضاء يأخذ مجراه وأنت عارف الحكم مسبقاً هو الحبس مدى الحياة في منزل محترم تتوفر فيه جميع الاحتياجات وأنت تعيش عشية ضنكا بين الناس وكأن شيئاً لم يكن ؟. أم تبحث عنه بنفسك لتأخذ بثأرك لتشقي غليلك وترفع رأسك بين الناس ؟ . أم تترك بيتك ومنطقتك وتهرب إلى منطقة أخرى خوفاً منه وتدفن عارك ؟ أقول لا حول ولا قوة إلا بالله العزيز الحكيم .لقد أختلف الموازين والأعراف وأصبح الدم مَي ليس كالماء العادي بل كمياه المجاري، فقد قالوا أجدادنا أنا وأخوي على أبن عمي ، وأنا وأبن عمي على الغريب ، فقد صار أنا والغريب على أبن عمي ، وأنا وأبن عمي على أخي . لقد بيعت كل القيم والأخلاق والدم واللحم البشري والوطن أصبح لهم سعر . لازالت الاهواء الطائفية تلعب في مشاعرهم وتدغدغ عواطفهم طبيعة أجندات البغي الإقليمية والخارجية . فقد سبق لها في عام 2004 - 2005 أن لعبت ما لعبت وأقدموا على تفجير المرقدين الشريفين للعسكريين بكل خسة وحقارة من دون مراعاة لأي قيمة لطبيعة الأغلبية ولطبيعة مشاعر المسلمين في هذا البلد .لقد قتلوا وهجروا وفجروا وذبحوا وشردوا وفعلوا كما استطاعوا ، ولكن ما الذي اغتنموه ؟ وما الذي حصلوا عليه ؟!! بالرغم من موقف الأمريكان كانوا يحمونهم ويدافعون عن ذباحيهم ويمولونهم ، وحين أنتفض الشعب وأخذ مسؤولية الدفاع عن نفسه ، ماذا حصلوا عليه ؟لقد نفذ صبر العراقيون فلا تستهينوا بهم ولا تستضعفوا حلمهم ، فيا حكومة تنفيذية ويا برلمان ، فأن من خلال أشارة سيقلب عواليها على سوافلها . الكل يتفرج وكأن شيئاً لم يكن فلغة التكفير والكراهية والاحقاد تحشد وتحرض النفوس على شيعة أهل البيت من على منابر التكفير .نقول من يريد أن يعيش في هذا الوطن لا يتصرف بهذه الطريقة ومن يريد مؤاخاتنا لا يمكنه أن يتصرف بهذه الطريقة ، على الأقل احترام جزء من مشاعرنا . فالذي جرى ويجري في مدينة الصدر والزعفرانية والكاظمية وحي العامل والإعلام وسبع البور وزيونة وبغداد الجديدة والكرادة والشعلة والحرية وأبو دشير مَر ويمر وكأن شيئاً لم يحصل .وها هو الشيخ جلال الدين الصغير في خطبة الجمعة يقول (( والله فورة الخطب قد بلغت مداً كبيراً وحذاري من أن تنفجر )) ويقول (( رأفة لما تبقى من قواسم العيش المشترك )) لقد كثرة حوادث القتل الجماعي وها هي اللطيفية التي يحاول التكفيريون أن يعيدوها من جديد وما من متحرك باتجاه معالجة الأمور .نقول إلى أين تتجه الأمور ؟ والى أين ستنتهي بنا الأمر ؟ وأسفنا على أن من بيده الأمور التنفيذية لا يبالون بطبيعة ما يجري لأبناء هذا البلد ،بقدر ما يبالون أن تبقى المنطقة الخضراء سالمة وبقية الشعب إلى الجحيم ، فأن غضب الشعب آت لا محالة ، وأن لم تتدارك الحكومة الموقف وتحفظ الآمن ومعاقبة القيادات المسئولة عن كل هذا الإهمال ، فأن الأمور سوف تنحدر كما حدثت عام 2004 - 2005 ، ولم يصبح الدم ميه بعد اليوم .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك