محمد حسن الساعدي
في حادثة تعودنا عليها في عراقنا الديمقراطي الجديد ، أذ وأثناء السير الى العمل صباحاً ، قطعت الطريق ثلاث سيارات لمسؤول عراقي ، ولا اعرف أن كان المسؤول موجود أم لا ؟ ، قطعت الطريق لمجرد ان احد أصحاب السيارات الصغيرة( المنفيس) سار في الجانب الايسر للسيد المسؤول ،وإذا بالرتل يتوقف في منتصف الشارع وينزل رجل ضخم الجثة ، وقميصه مفتوح ليقترب من صاحب السيارة المسكين ورفاقه المدججون بالسلاح (الرشاشات) ، ويبدأ التخويف والتهديد ، وبعد حديث مع صاحب السيارة ( المنفيس) والذي اصابه الذعر في بلده ، وربما في منطقته والتي اصبح غريباً بها . من هذه القصة اخترت عنواناً يكون ( حكومة الكابوي ) ، لأعرض جوانب مهمة من حكومات العراق والتي تعاقبت على حكمه ، ولا اريد الدخول في حكم ( القائد الضرورة) لأنها حقبة مظلمة مرت على الشعب العراقي ، وأخذ الدروس منها والعبر ، ولكن بعد سقوط الصنم ، وبدأ مرحلة تاريخية من تاريخ الشعب العراقي في رسم وبناء معالم العراق الجديد .كنا نتوقع في ظل العراق الجديد ان تكون هناك قواعد تحفظ حقوق الفرد العراقي ، الذي اعطاكم صوته لتكونوا اليوم في سيارتكم المصفحة ، وامتيازاتكم الانفجارية ، والتي اصبحت مكشوفة للجميع .التقرير الذي نشرته صحيفة الديلي ميل البريطانية عن الوضع السياسي العراقي وواضعي سياسته حيث كتبت بان الساسة العراقيين يحصلون على ألف دولار للدقيقة الواحدة دون أن يضعوا قانونا واحدا يهم البلد ويسكنون مجانا في أرقى فنادق بغداد .ويحصل السياسيون في العراق على أكثر من ألف دولار للعمل لمدة عشرون دقيقة فقط في هذا العام، فقد حصلوا على رسوما بقدر 90.000 دولار وراتب شهري قدره 22.500 وسكنوا أرقى فنادق بغداد مقابل لا شيء يذكر من جانبهم.ظهرت الامتيازات الخاصة بهم فيما يخص الفخامة والرواتب عندما استعد الـ325 نائب لعقد الجلسة البرلمانية الثانية منذ انتخابات مارس عام 2011.هناك استياء زائد في الأوساط العراقية العادية لأن النائب العراقي يحصل على 22.500 دولار في الشهر وإكراميات في أرقى فنادق بغداد، في حين يكافح الكثيرون من أجل تغطية نفقاتهم.موظف حكومي من المستوى المتوسط يحصل على حوالي 600 دولار في الشهر، والناس العاديين تفتقر إلى الخدمات الأساسية مثل المياه والكهرباء. أما الراتب الشهري الأساسي للسياسيين هو 10.000 دولار ما يعني أن السياسيين في العراق يحصلون على 4500 دولار أكثر من عضو في الكونغرس الأمريكي، بالإضافة إلى ذلك يحصل النائب على إعانة من 12.500 فهريا لترتيبات السكن والأمن.ويمكن للسياسي أن يقضي ليالي مجانا في أرقى الفنادق في بيئة أمنة من المنطقة الخضراء، بغض النظر عم ما إذا كان البرلمان في الدورة، وهذا يساوي 600 دولار في اليوم عند السفر داخل أو خارج العراق. بعد الاستقالة يحصلون على 80 بالمائة من رواتبهم الشهرية مدى الحياة ويسمح لهم بالاحتفاظ بجوازاتهم وجوازات عائلاتهم الدبلوماسية. لم يأتي الاجتماع الثاني في البرلمان العراقي والذي دام 20 دقيقة بأي نجاح يذكر. وفي ظل هذا يشهد العراق الجديد يومياً عشرات الانفجارات والتي توقع الآلاف من الشهداء والجرحى جراء هذه التفجيرات الارهابية وعمليات الاغتيال والتصفيات السياسية. علاوة على حرق مؤسسات الدولة بفعل المس الكهربائي في بلد يفتقر أصلا للكهرباء! ، وسرقة المليارات وآلاف الجرائم الأخرى، ومع هذا فالفاعل المعلوم يعتبر من وجهة نظر الحكومة أما مجهول، أو معلوم لكنه محمي من قبل الحكومة. هنا اصبح الشعب وأمسى بين مطرقة الفساد الحكومي وبين الارهاب ، واللذان هما سلاح واحد ولكن بأيادي مختلفة ، فيا ترى هل يبقى حال العراقيين كحال مدينة تكساس سابقاً وهي تعيش سيطرة الكابوي ؟!!
https://telegram.me/buratha