المقالات

الغاء الدرجات الخاصة بين المشروع الوطني واستغلال الاجندات المغرضة

684 17:41:00 2013-09-08

بقلم: محامي وطني

مقترح إلى دولة رئيس الوزراء المحترمهل الدرجات الخاصة وحقوقها الخاصة التي استمدت منها اسمها هي اختراع عراقي حتى تلغى؟ ام انها جزء اساس من تركيبة الحكومة والدولة، وهل هناك حكمة معينة من وراء منح هذه الفئة الخاصة من الموظفين امتيازات مقررة في قوانين جميع الدول بلا استثناء حتى فيما كان يعرف بالمعسكر الاشتراكي؟ واذا الغيت هذه الحقوق والامتيازات التي تتمتع بها فهل يبقى لمصطلح (الخاصة ) من معنى؟يعرف موظفو الدرجات الخاصة بانهم تلك الفئة من الموظفين الذين يكلفون بمهام ذات طبيعية سيادية تتعلق بمصالح الدولة العالية سواء كانت هذه المصالح تتعلق بأمن البلاد أو سياستها الخارجية أو مصالحها الاقتصادية والمالية العليا أو التشريعية أو الرقابية أو اقامة العدالة في المجتمع.وعرفت هذه الفئة عبر التاريخ في اقدم النظم القانونية والسياسية منذ عرف البشر مفهوم الدولة في عهود الدولة السومرية والآشورية والبابلية ومصر الفرعونية مرورا باليونان وروما وصولاً إلى العصر الحديث، حيث نظمت القوانين الخاصة مهامهم وحقوقهم.والحكمة التشريعية من منح امتيازات قانونية لهذه الفئة لا ترجع لعدد سنوات الخدمة كما هو حال الموظف العام بل يرجع ذلك إلى عدة اسباب منها:1ـ حماية الامن العام للبلد: تطلع هذه الفئة من الموظفين بحكم عملها على اسرار الدولة وهي من يخطط لها وهي من تنفذ معطياتها على ارض الواقع، سواء كانت هذه الاسرار عسكرية أو اقتصادية أو سياسية، مما يجعل منها عرضة لاختراق اجهزة المخابرات الأجنبية وفي توفير الحماية الامنية والكفاية المالية لها حاجز قوي يمنع اختراق شبكات التجسس. فهل يمكن احالة مدير استخبارات عسكرية أو مخابرات أو مدير جهاز رقابي أو مستشار لرئيس الوزراء أو وكيل وزير مثلا للتقاعد بدون راتب لانه خدمته لم تتجاوز اربع سنوات في ظل تشكيلة حكومية معينة؟ ان الحكومة في مثل هذه الحالة ستسلمه بيدها للمخابرات الاجنبية مستغلة وضعه الاقتصادي2ـ ضمان نزاهة هذه الفئة التي تتولى امور عامة تمس الامور المالية والاستثمارات وتوقيع العقود العامة، فمن يعرف انه سيحضى بامتيازات بعد تقاعده سيسعى للمحافظة عليها.3ـ ان اعمال هذه الفئة تمس صميم مصالح البلاد وسيادتها ولياقتها امام الدول مما ينبغي ضمان كرامتهم وضمان عدم تعرضهم للمخاطر بسبب اداؤهم لواجباتهم بعد انتهاء مهامهم وعدم شغلهم بعد التقاعد اعمال لا تليق بمن شغل مثل هذه المناصب.4ـ تستعين الدولة عادة بخبرة هؤلاء الموظفين في المؤتمرات والمباحثات الدولية، ويتم عادة تكليفهم بمهام خاصة، مما يقتضي ابقاء صفة شبه رسمية حتى بعد تقاعدهم.5ـ مدة خدمة الدرجات الخاصة تكون عادة لمدة محدودة يمتد مع عمر تشكيل الحكومة في النظم ألانتخابية وفي قصر هذه المدة حكمة ايضاً وهي عدم ايكال امر الامور الحساسة في البلد إلى شخص واحد لمدة طويلة مما يؤدي إلى نشوء ما يعرف بدكتاتورية الادارات العليا.وهناك ملاحظة مهمة مفادها ان التعيين في الدولة العراقية قد توقف لمدة ثلاثة وعشرين سنة خلال فترة الحرب العراقية الايرانية وخلال فترة الحصار في تسعينيات القرن الماضي حتى سقوط النظام السابق 2003، فكيف نطالب الدرجات الخاصة ممن عملوا في النظام العراقي الجديد بسنوات خدمة طويلة حتى يستحقوا الراتب التقاعدي؟؟؟؟والسؤال الذي يطرح نفسه هنا؟ ما هي المصلحة من وراء الغاء حقوق هذه الفئة واشعارها انها لن تجد بعد انتهاء مهامها من ضمان يكفل لها قدر من الكرامة خاصة وانه من الصعوبة بمكان ان يتولوا وظائف اخرى لاسباب عديدة تثيرها التساؤلات التالية:1ـ هل يمكن للوزير أو الوكيل أو المدير العام، الذي اصر اوامر وعقوبات قاسية بحق المخالفين للقانون أو موظفي وزارته ان يعود ليعمل في نفس الوزارة؟ أو في وزارة اخرى؟2ـ هل يمكن للنائب الذي تولى امر محاسبة الوزراء والمسؤولين الفاسدين واستجوابهم ان يعود للعمل كمواطن عادي في القطاع الخاص والأسواق؟3ـ هل يمكن للقاضي الذي اصدر عقوبات قانونية قاسية بحق المجرمين ان ينزل للشارع بعد انتهاء مهام عمله؟ما هو الحل؟؟؟؟؟؟؟ وكيف يكون التوازن بين مطالب الشعب وهو اساس السلطة وبين مصالح البلاد العليا؟ وكيف يمكن تصفية الموقف الشعبي الوطني الذي استغلته وسائل الاعلام المغرضة وادخلت اليه اجندات مغرضة تهدف بالاساس إلى تخريب المشروع الوطني الديمقراطي؟من خلال ملاحظة ان من قاد هذه الحملة من وسائل الاعلام تلك وسوقها بشكل يومي حاول اقناع الناس بان جميع قادته المنتخبون لصوص وفاسدون، وسخرت بشكل كاريكاتيري من قادة العراق في حملة اعلامية مركزة لاشك انها مولت باموال ضخمة معروف للجميع مصدرها.وفي ضوء ما تقدم نقترح على دولة رئيس الوزراء المحترم ان يلتقي بمجموعات وممثلين عن هذه المظاهرات من مختلف محافظات العراق وان يتم النقاش معهم في ضوء مصلحة العراق العليا وفي ضوء المعطيات التي اشرنا اليها للوصول إلى حل وطني ينقى منه ما حاولت الاجندات المغرضة ان تفرضه لتحقيق احلام اعداء العراق وتخريب مشروعه الوطني.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
مظهر عبد الواحد
2013-09-15
كلام الاستاذ المحامي صحيح انا كنت ادرس في روسيا وكان احد الاساتذة وكيل خارجية سابق من زمن بريجنيف رئيس الاتحاد السوفيتي السابق وكان يصل الكلية بسيارة حكومية مع حماية تنتظره حتى نهاية محاضراته، فلا يمكن اهمال الشخصيات الحكومية ويجب ان تكون توعية بهذا الصدد للمواطنين بل ان الكثير من الدول تعطي امتيازات خاصة للشخصيات الوطنية من غير الموظفين مثل كبار السياسيين والادباء والفنانين والشعراء فمثل هؤلاء هم الصفوة الثقافية التي يجب ان يحفظها المجتمع من المهانة.
ابو عبدالله
2013-09-10
احسنتم وبارك الله فيكم هذا هو المنطق السليم
عبد الكريم
2013-09-09
انشاء الله (لا يطبهم طوب) وانما (يطب) باعداء العراق الاشرار، فان من بين اولئك المسؤولين من الشرفاء الامناء الكثير، وبينهم من اغواه الشيطان، فلا تأخذنا ياعزيز بما يفعل السفهاء منا، اللهم انصر العراقيين احباب نبيك صلى الله عليه وسلم وآل بيته الاطهار احباب علي وفاطمة والحسن والحسين، اللهم انصر العراقيين على اعدائهم الاشرار المجرمين الذين كفروا بخلقك العظيم الا وهو الانسان المكرم فذبحوا من العراقيين الشرفاء الالاف اللهم اننا صابرون اللهم انك القوي المقتدر فلا تبق ولا تذر من اراد بالعراق وشعبه شراً، اللهم اهد العراقيين وقادتهم إلى سواء السبيل فانت نعم المولى ونعم النصير.
صادق
2013-09-09
1- على جميع العراقيين ان يكونوا امناء على بلدهم و خصوصا اسراره و معطياته و ليس استخدامها للحصول على امتيازات خاصة في ظل السلطة الموجودة و النفوذ الكبير 2- اثبت معظم بل كل البرلمانيين عدم نزاهتهم طيلة العشر سنوات الماضية و الادلة التي تظهر بين الحين و الاخر على البرلمانيين ليست بدخان بدون نار 3- خدمة العراق شرف لجميع العراقيين و لكن ماذا تفعل لمن ذهبت منه الغيرة العراقية و التحجج لاخذ التقاعد الغالي فأين مؤسسات الشرطة و الحماية مما يظهر ان البرلماني لا يحمي الا نفسه و العراقيين (طبهم طوب)
حيدر
2013-09-09
احسنتم حقا لا يخلوا العراق من رجال تحب العداله البغداديه هي من قادت هذا المشروع
صباح المهاجر
2013-09-09
لماذا لاتكون هناك حمله مضاده بتجاه تقنين القانون ووضعه بشكل منفرد وعادل يضمن حقوق الناس ويضمن المال العام لان المطالبه بالغاء تقاعد الناس وخلط الاوراق بين الغاء رواتب الرئاسات الثلاثه جملة وتفصيلا كلام غير منطقي وكلام عليه علامات استفهام كثيره وكلام الاستاذ كاتب المقال منطقي وواقعي
ابو محمد التميمي
2013-09-08
كلام منطقي وواقعي وهذا هو عين العقل اتركوا المزايدات و المغالطات هذا هو الشيئ الصحيح والا لالا لغاء الرواتب للدرجات الخاصة وانما اصدار قانون خاص بها
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك