المقالات

هادي المهدي صفحات وتجوال ..!

469 20:18:00 2013-09-08

فلاح المشعل

إغتيال هادي المهدي قبل سنتين يشكل أحد أخطاء العملية السياسية ان لم نقل هي واحدة من أبشع جرائمها في قتل النقاء الصاعد تحت عنوان الحرية والنقد والمصارحة الطالعة من الحقيقة ..!هادي ليس أكثر من عفوية تتحرك بطاقة طفل يبحث عن سماوات نظيفة ويوم ينتهي برومانسية العشق للوطن وتلاوة تعاليم علي بن ابي طالب ، وصراخ مفاجئ يداهم أعماقه في تأمل و بحث عن لحظة توازن درامي لحياته التي يجدها ناقصة لشيء ما غير مكتشف ..! رجل لذيذ وبسيط لايكلف الأصدقاء سوى بعض كلمات من محبة وتعاطف يضعه في مصيدة البدوي .هادي الذي تشرد بوقت مبكر دون تصنيف او توصيف سياسي او أكاذيب وبطولات زائفة ، كان يبحث عن حرية لايعرف حدودها او قوانينها ،هو يعشق الطيور والشعر ويبكي للفقراء في عاطفة مشرعّة الأبواب..!كان يحارب الدكتاتورية بشجاعة وصوت جهوري يرفل بعراقية طاهرة ويحلق بمفرده ، خارج حسابات الإنتماء والربح والتسلق ، عاش غربة عن النفعية ومواردها وأصولها التي جاءت بعد حين لتتحكم بالبلاد والعباد وتهدر دم المهدي . لماذا قتلوا هادي المهدي ..؟هادي لم يكن يحتاج للقتل ، فهو مقتول بأحزان الوطن المنهوب وجراحاته ومقابره وتاريخه ، مقتول بمراثي ينحتها بحريق الدم والدموع وشجاعة لم يبق منها سوى صوت يرتفع بالصراخ ..؛ أغيثوا وطني ..!قاتل هادي المهدي ، قاتل للبساطة والعفوية والطفولة الغرة والمشاكسة اللذيذة التي تؤلف أسطورة العذوبة والنقاء .تجولت كثيرا في المسارات الذاتية لهادي المهدي ، الخفية والمكشوفة ، وضحكنا كثيراً ، تجولنا في دروب دمشق واحيائها القديمة ، كنا نطلق عليه الصمت بكلمة تأنيب مني او من جبار المشهداني او عماد العبادي او الشيخ نايف التميمي وكل من أحبهم هادي . هادي دائما كان الخجول والمفلس والحالم والكريم والواهب والشاعر ومبتدع حكايا السحر والطفولة ، لم يشكل خطرا او سوءا او إزعاجا ، هادي ليس أكثر من طاقة أحتجاج سرعان مايهدأ ويصبح وديعاً سلس الإنقياد والتوجيه والطاعة .قتل هادي المهدي يشبه القتل الذي يتعرض له العراق من عتاة الإرهاب والجريمة. وفي لحظة إختراق رصاصات الجريمة جسد هادي ، أكتشف اللحظة الناقصة في حياته التي أعطت له خلوداً وشجاعة أبدية .في الذكرى الثانية لجريمة إغتيال الصديق هادي المهدي أجد ان أسمه صار يكبر مع رموز الوطن والحرية ، بينما يتقازم الحكام وقتلة هادي وتسقط مسميات الساسة وتنكشف وضاعتهم بينما هادي المهدي يصعد نخيل العراق ينافس لمعان البرحي وحلاوته العراقية ، محبتي لك هادي أيها الماكث بالوجدان ورفيق حكاياتنا .كاتب ومحلل عراقي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابو مسلم
2013-09-09
هادي المهدي الشهيد ....شهيد الاحتجاج لأجل ابسط حق للعراقي في العيش كإنسان. هادي ليس ظاهرة فريدة في العراق. غالبية العراقيين كما كان الشهيد وما اغتياله إلا رسالة للأصحاب الصوت العالي من الأغلبية ان اصمتوا أو ستكونون كما هادي والرسالة كانت فعالة لان من ارسلها لا يمنعه شيء من ان يفعل ما وعد به
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك