المقالات

لماذا تصر دول الخليج على مهاجمة سوريا ؟

846 21:19:00 2013-09-08

حيدر عباس النداوي

في الوقت الذي رفضت معظم دول العالم حتى تلك التي تدور في فلك أمريكا وعمالتها توجيه ضربة جوية إلى سوريا او استخدام أراضيها وقواعدها تقاتل على الطرف الأخر دول الخليج على إرضاء أمريكا ومساعدتها في تحمل تكاليف العمليات الإرهابية وتفتح أجوائها وقواعدها وموانئها لضرب سوريا ومحاولة إسقاط النظام فيها او تمكين قوات المعارضة من الجيش الحر وعصابة القاعدة وجبهة النصرة من استعادة المبادرة وتحقيق التوازن على الأرض خاصة بعد النجاحات الكبيرة التي حققتها القوات النظامية على الأرض.وموافقة دول الخليج على تحمل تكاليف الضربات الجوية على سوريا والتي تكلف مليارات الدولارات وقبولها استخدام أمريكا أجوائها وموانئها وأراضيها لتكون منطلقا لهذا العدوان ليس من اجل الحرية او الديمقراطية إنما من اجل هدف وغاية اكبر تروم هذه الدول تحقيقها والتي كثيرا ما أعلنت عنها لان هذه الدول ابعد ما تكون عن الحرية او الممارسات الديمقراطية بل هي الاسوء في مجال الحريات الفردية.ان حقيقة دوافع دول الخليج والأردن وتركيا تتمثل في استغلال فرصة هجوم امريكا على سوريا لاسقاط نظام بشار الاسد وهذا السقوط له تداعيات كبيرة على دول المنطقة واول هذه التداعيات هو خلخلة الهلال الشيعي او تقطيعه كما عبرعنه ملك الاردن لانه سيتسبب بقطع الصلة بين ايران والعراق من جهة وبين سوريا ولبنان من جهة اخرى وبالتالي فان هذا القطع سيسهل من مهمة السعودية ودول الخليج من القضاء على المقاومة الاسلامية في جنوب لبنان لانعدام الغطاء من جهة سوريا وقطع خطوط الامدادات من جهة اخرى وبالتالي سيكون بمقدور اسرائيل التباهي بما قامت به دول الخليج من فضل كبير في انهاء المقاومة وطوي صفحتها وتسليم لبناء الى الحريري على طبق من ذهب وتامين الجانب الشمالي لاسرائيل بعلم وموافقة الدول الخليجية الجبانة.ليس هذا فقط فان ابعاد سوريا والقضاء على المقاومة في لبناء وانشغال العراق بنفسه سيسلط الضغط على ايران ومن شان هذا الضغط ان يولد انفجارا سيراهن عليه الغرب وامريكا واسرائيل ودول الخليج.ان الهدف الاساس من سيناريو ضرب سوريا ومحاولة تغيير نظام الحكم فيها من قبل امريكا ودول الخليج والاردن وتركيا امر واضح ومكشوف لان نوايا الامريكان والخليج تلتقي وتفترق في تفاصيل بسيطة الا ان الهدف والغاية واحدة الا ان التساؤل المطروح هو ان هذه النوايا المكشوفة من قبل الدول المعتدية هل ستقابل برد من قبل ايران وسوريا ولبنان واستثناء العراق لانه مشغول بنفسه ولا يملك اسلحة الردع والهجوم ام انهم سيتفرجون على تفاصيل عمليات الهجوم وانتظار سقوط الاسد وانتهاء محور المقاومة.ان المنطق يحكم بان ترد دول المقاومة على دول الاعتداء وخاصة دول الخليج لانها اساس كل شر وفتنة كما ان هذا الرد من شانه ان يادب دول الخليج ويقلم أظافرها ويضعها بحجمها الطبيعي وبالتالي سيعيد الاستقرار الى المنطقة ويبعد امريكا وقواعدها ومؤامراتها عن دول المنطقة الاخرى التي ابتلت بعمالة الخليج وغطرسة امريكا..كما ان الرد يمثل منهج واقعي للتعامل بالمثل وتساوي الضرر والخسائر.ان اعتقاد دول الخليج بجدية ايران وسوريا ضرب المصالح والمواقع الخليجية والامريكية المهمة من شانه ان يجعل هذه الدويلات تعيد التفكير بمواقفها وسياستها لانها اجبن من ان تدخل في حروب لانها لا تجيد فيها غير سباق الهجن ولعب القمار والسهر مع البغايا وبنات الليل.ان الرد على دول الاعتداء هو الخيار الوحيد الذي تمتلكه دول الممانعة لان وقوفها متفرجة يعني القضاء عليها نهائيا ولا يوجد عاقل في الكون يقبل ان يقتل وهو يملك اسلحة الدفاع عن نفسه وعن الاخرين.ان ضرب سوريا ربما سيكون عنوانا لمرحلة وتاريخ جديد لان اثار هذه الضربة لن تقتصر على سوريا وحدها انما سيكون لها تاثير على كل دول المنطقة وعلى العالم باجمعه وهذا ما لا يتمناه عاقل او شريف.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
كريم البغدادي
2013-09-09
يااستاذ نزار اصبت الحقيقه في مقالتك .ان امريكا لم تغادر الخليج الا بالقضاء على الشيعه بالدفع من مشايخ الخليج بدون استثناء ولم تخرج من العراق لافي الماضي ولافي الحاضر دول الخليج دفعت صدام لضرب ايران ومدته بالاموال الطائله واليوم امريكا تلعب اضعاف شيعة العراق من الداخل بدعم حكومه شيعيه بلباس ديني حيث ان المالكي عبد مطيع لسياسة امريكا باضعاف الجيش العراقي والقوات الامنيه الاخرى ومنذ عشر سنوات والقوات الامنيه بدون سلاح دفاعي لاهجومي فضلا عن الاسلحه الحديثه ومن المفترض تحديث القوات الامنيه
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك