حيدر عباس النداوي
في الوقت الذي رفضت معظم دول العالم حتى تلك التي تدور في فلك أمريكا وعمالتها توجيه ضربة جوية إلى سوريا او استخدام أراضيها وقواعدها تقاتل على الطرف الأخر دول الخليج على إرضاء أمريكا ومساعدتها في تحمل تكاليف العمليات الإرهابية وتفتح أجوائها وقواعدها وموانئها لضرب سوريا ومحاولة إسقاط النظام فيها او تمكين قوات المعارضة من الجيش الحر وعصابة القاعدة وجبهة النصرة من استعادة المبادرة وتحقيق التوازن على الأرض خاصة بعد النجاحات الكبيرة التي حققتها القوات النظامية على الأرض.وموافقة دول الخليج على تحمل تكاليف الضربات الجوية على سوريا والتي تكلف مليارات الدولارات وقبولها استخدام أمريكا أجوائها وموانئها وأراضيها لتكون منطلقا لهذا العدوان ليس من اجل الحرية او الديمقراطية إنما من اجل هدف وغاية اكبر تروم هذه الدول تحقيقها والتي كثيرا ما أعلنت عنها لان هذه الدول ابعد ما تكون عن الحرية او الممارسات الديمقراطية بل هي الاسوء في مجال الحريات الفردية.ان حقيقة دوافع دول الخليج والأردن وتركيا تتمثل في استغلال فرصة هجوم امريكا على سوريا لاسقاط نظام بشار الاسد وهذا السقوط له تداعيات كبيرة على دول المنطقة واول هذه التداعيات هو خلخلة الهلال الشيعي او تقطيعه كما عبرعنه ملك الاردن لانه سيتسبب بقطع الصلة بين ايران والعراق من جهة وبين سوريا ولبنان من جهة اخرى وبالتالي فان هذا القطع سيسهل من مهمة السعودية ودول الخليج من القضاء على المقاومة الاسلامية في جنوب لبنان لانعدام الغطاء من جهة سوريا وقطع خطوط الامدادات من جهة اخرى وبالتالي سيكون بمقدور اسرائيل التباهي بما قامت به دول الخليج من فضل كبير في انهاء المقاومة وطوي صفحتها وتسليم لبناء الى الحريري على طبق من ذهب وتامين الجانب الشمالي لاسرائيل بعلم وموافقة الدول الخليجية الجبانة.ليس هذا فقط فان ابعاد سوريا والقضاء على المقاومة في لبناء وانشغال العراق بنفسه سيسلط الضغط على ايران ومن شان هذا الضغط ان يولد انفجارا سيراهن عليه الغرب وامريكا واسرائيل ودول الخليج.ان الهدف الاساس من سيناريو ضرب سوريا ومحاولة تغيير نظام الحكم فيها من قبل امريكا ودول الخليج والاردن وتركيا امر واضح ومكشوف لان نوايا الامريكان والخليج تلتقي وتفترق في تفاصيل بسيطة الا ان الهدف والغاية واحدة الا ان التساؤل المطروح هو ان هذه النوايا المكشوفة من قبل الدول المعتدية هل ستقابل برد من قبل ايران وسوريا ولبنان واستثناء العراق لانه مشغول بنفسه ولا يملك اسلحة الردع والهجوم ام انهم سيتفرجون على تفاصيل عمليات الهجوم وانتظار سقوط الاسد وانتهاء محور المقاومة.ان المنطق يحكم بان ترد دول المقاومة على دول الاعتداء وخاصة دول الخليج لانها اساس كل شر وفتنة كما ان هذا الرد من شانه ان يادب دول الخليج ويقلم أظافرها ويضعها بحجمها الطبيعي وبالتالي سيعيد الاستقرار الى المنطقة ويبعد امريكا وقواعدها ومؤامراتها عن دول المنطقة الاخرى التي ابتلت بعمالة الخليج وغطرسة امريكا..كما ان الرد يمثل منهج واقعي للتعامل بالمثل وتساوي الضرر والخسائر.ان اعتقاد دول الخليج بجدية ايران وسوريا ضرب المصالح والمواقع الخليجية والامريكية المهمة من شانه ان يجعل هذه الدويلات تعيد التفكير بمواقفها وسياستها لانها اجبن من ان تدخل في حروب لانها لا تجيد فيها غير سباق الهجن ولعب القمار والسهر مع البغايا وبنات الليل.ان الرد على دول الاعتداء هو الخيار الوحيد الذي تمتلكه دول الممانعة لان وقوفها متفرجة يعني القضاء عليها نهائيا ولا يوجد عاقل في الكون يقبل ان يقتل وهو يملك اسلحة الدفاع عن نفسه وعن الاخرين.ان ضرب سوريا ربما سيكون عنوانا لمرحلة وتاريخ جديد لان اثار هذه الضربة لن تقتصر على سوريا وحدها انما سيكون لها تاثير على كل دول المنطقة وعلى العالم باجمعه وهذا ما لا يتمناه عاقل او شريف.
https://telegram.me/buratha