المقالات

ما الذي يجري في بلدي؟

458 22:10:00 2013-09-08

حسين الركابي

ثمة اسئلة تدور في زوايا رأسي، وكادت إن تنسف ما حويته أكثر من ثلاثة عقود، وهو"عمري" وتحاول إن تعيدني إلى نقطة الفراغ الذهني. وفي الوقت الذي تلاشت فيه معظم العهود، والمواثيق، ونقضت فيه الكثير من وثائق الشرف، والمعاهدات، وتهاوت على الارض تشابك الايدي، والصلوات الاعلامية؛ والتي اضحت عادة وليست عبادة، فقد اصبح الشعب سكارى وما هم بسكارى من شدة ما اكتووا به من النيران السياسية. ما الذي يجري اليوم في بلدي يجر كالكبش مذبوحا مصلوبا على كناره الجزار؟ ما ذنب صاحب الشيبة والوقار مرميا على قارعة الطريق مخضب لحيته بشواهد الزمان؟ ما ذنب مخدرة انفض خدرها، وهتك سترها، وصارت شاخصا في سنام الاجيال؟ ما ذنب يافعة خلت ديارها من اهلها، وصارت تجوب الطرقات حاملة شرفها على اكفها بين عديمي الضمير، ومراهقي الحياة؟ ما ذنب صبية يلعبون على مراجيح الطفولة، وغارقين بالأحلام؟ ما ذنب طالبا رأى استاذه تتناثر اشلاءه، وقد صارت الامية اقرب اليه من شهادة الدكتوراه؟ ما ذنب شجرة خلت من الورود، وزقازيق العصافير في الصباح، وتحت ظلها طيور السلام؟ ما ذنب المراجيح التي غابت عنها الابتسامة، وخلت من مداعبيها؟ ما ذنب استاذ لم يجد من يكتب في ذهنه سطرا واحدا أو جملة ينتفع بها؟ ما ذنب بيوت هدمت، ونساء رملت، وشباب قطعت، وكهول اندثرت؟ ما ذنب مدينتي البصرة التي اعطت كل ثمارها، وقوتها لنا اليوم يستكثر عليها إن تسمى ام العراق، ومصدر عيشة؟ ما ذنبنا نحن الذي اجبرنا على إن نشم راحتكم النتنه، ولعابكم المتطاير، ووجوهكم الكالحة التي جعلتنا نطفوا على امواج الوعود الوهمية؟ كل هذا جعلني إن اعيد ذاكرتي، والملم اطراف خارطة انهكتها الايادي الغير متوضئة، ووضعتها كل جزئا على جبلا، وارتب اوراق بلدي الذي اضحى بين انياب الحقد ومخالب المعاندين" العراق" الذي ناخ فيه ركب الحضارات على مر التاريخ، واستقى منه العالم خط الكتابة، والنحت، والصناعة، والزراعة، وهو يمثل سنام العالم العربي، والإسلامي منذ عقود من الزمن؛ وقد ارضع الجميع من مشاربه العلمية، والإنسانية، والأخلاقية، والاقتصادية، وربا العلماء، والمفكرين، والمجاهدين، ولاذ تحت ظله الكثير من اؤلئك الذين اليوم عاكفين في صوامع المسؤوليين..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك