المقالات

شهاب 6: من هرمز الى ديمونا..!

735 08:16:00 2013-09-09

 

    مضى على ما يجري في سوريا من أحداث أكثر من سنتين ونصف، فقد بدأت الأرض تتحرك منذ آذار عام 2011، وخلال هذا الزمن الذي يبدو قصيرا لدى صناعه، وطويلا للمتأثرين به، حدثت تغيرات كثيرة في المواقف الداخلية والعربية والدولية؛ وبمضي الوقت تشكلت جبهتين واضحتي المعالم، الأولى تقودها الولايات المتحدة الأمريكية التي غذت الأحداث، بما يخدم مخططاتها بتعزيز هيمنتها على جزء حيوي من العالم، تقع سوريا في قلبه؛ والثانية تقودها روسيا، الخصم الطبيعي للغرب وأمريكا.

   وهكذا فإن الأحداث هناك، ليست شأنا داخليا يمكن التعامل معه بلا مبالاة، أو بمعزل عن العامل الدولي، بل من المتعين أن تتم قراءته وفقا لمعادلات التوازن الدولي الكبرى، وأن يتم النظر بواقعية الى ما يجري في سوريا؛ فالرئيس السوري بشار الأسد، وإن بدا أنه لم يتمكن من السيطرة الكاملة على بلده المنكوب، لكنه طور موقفه بثبات، وبالمقابل لا يتمتع معارضوه بالقوة الكافية للإطاحة به.

   بل بالعكس، فقد حقق الأسد انتصارات عسكرية مهمة، وفي الأشهر الماضية وبدعم من حلفائه الإيرانيين والروس ومقاتلي حزب الله، أنتقل من الدفاع الى الهجوم، متحديا الكثير من معارضيه الذين توقعوا يقينا اقتراب سقوطه؛ وأصبح يمسك بزمام المبادأة، والأخبار من سوريا تفيد بأن الجيش السوري الذي كانت الجبهة المضادة تتصور أنه قد أوشك أن يتفكك، أستعاد الكثير من قوته وتشكيلاته.

   ونعيد الى الذاكرة أنه في أواخر عام 2012، أي في كانون الأول (ديسمبر) من ذلك العام، صرحت وكالة الاستخبارات الخارجية الألمانية، بأن حكومة الأسد تبدو "في مراحلها الأخيرة"، مستشهدة بما فقدته من سيطرة على مساحات شاسعة من الأراضي، وإشارات تعكس تنسيق مقاتلي المعارضة في ما بينهم بشكل أفضل.

   لكن لم تمض سوى خمسة أشهر، حتى غيرت وكالة الاستخبارات الألمانية، تقييمها للوضع في سوريا؛ وتعتقد ألمانيا الآن أن المعارضة هي التي تواجه صعوبات خطيرة، إذ تعيقها الصراعات الداخلية، واضطرت إلى التراجع بعد وصول مقاتلي حزب الله، المدربين تدريبا عاليا، والذين شاركوا في الحرب ليس من أجل بقاء الأسد فحسب، بل لأهداف إستراتيجية بعيدة المدى، ترتبط بجوهر الصراع مع الصهيونية؛ ولقد أحدث وجود حزب الله فارقا كبيرا، لأنهم قوة عقائدية حقيقية، فجنود الجيش يمكن أن ينشقوا، فيما مقاتل حزب الله يقاتل حتى آخر رمق..

   هذا الواقع نقل الصراع الى مرحلة جديدة، تتمثل بلجوء أعضاء التحالف المضاد للعب على المكشوف، ومع أنه لعب في المساحة الخطرة، لكنه وبتصور العديد من المهتمين بتحليل الوقائع بناءا على خلفياتها، لا إستنادا الى معطياتها أو إفرازاتها؛ فإنه لعب يجري وفقا لأحد سيناريوهات بدائل الإستراتيجية الدولية المهمة، والمتمثل بسيناريو حافة الهاوية، وهو ما يجري الآن من تلويح أمريكي بالقوة وإستعراضها..

   الحقيقة أن أمريكا في ورطة، وسوف لن تستخدم القوة للإطاحة بالأسد، وإذا إستخدمتها فإنها ستستخدمها فقط لحفظ ماء وجهها؛ وحتى هذا الإستخدام المشبع بالخيبة والخسارة على المستوي المتوسط والبعيد، تحيطه شكوك الخوف من رد غير متوقع من سوريا وحلفائها..

كلام قبل السلام: أمريكا أعلنت بوجل وخوف عن قائمة بـ 50 هدفا داخل سوريا، وحلفاء سوريا لديهم مئات الأهداف بدءا من مضيق هرمز مرورا بالدوحة في قطر، وإنتهاءا بمفاعل ديمونا الإسرائيلي، وتل أبيب في مرمى صواريخ شهاب 6..!

 

سلام....

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
محمد المالكي
2013-09-10
الاستاذ العجرش: تحية لقلمك المبدع .
محمد المالكي
2013-09-10
الأخ (مواطن ـ امريكا): لقد زحفت الجحافل العسكرية الأمريكية بترسانتها وتكنلوجيتها المتطورة من قبل في افغانستان والعراق ولم تجني إلا الخسائر الكبيرة، نعم الأبرياء دائماً هم وقود الحرب .. تحياتي
عابد
2013-09-09
أمريكا تريد التدخل بشكل مباشر بعد ان فشل عملاؤها في تحقيق أهداف إسرائيل وحلفائها. وهي مترددة ليس خوفا من نظام بشار الاسد الفاسد ولكن من ليوث حزب الله.
مواطن
2013-09-09
عندما تزحف جحافل الامركية بترسانته العسكرية ذو لتكنلوجية المتطوره لانعتقد ان الاسد بجيشه وعسكره وسلاحه الروسي يقف امام ذاك الزحف نتمنى ان نكون على خطاء.فمهما يكن فان الابرياء هم دوماً وقود الحروب ...
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك