المقالات

العراق .. والنوم العميق

480 09:53:00 2013-09-09

منتظر العمري

المتيقظون دائماً تطاردهم حكوماتهم ، وتجعلهم في اغلب الأحيان عرضتاً للرصد وتحت عيون الأمن ، هذا ما ذكرته هو الثابت في اغلب حكومات العالم حتى التي تدعي الديمقراطية وحمايتها لحقوق الإنسان .. بل أن هناك علاقة عكسية ، هي إن النظام يحبذ الشعب النائم وخاصة الشعب الذي يغط في نوم عميق ، وذلك يمنحهُ البقاء أطول مدة ممكنة في سدة الحكم . إما العكس فان الشعب المتيقظ الواعي الذي يميز ما يدور من حوله ويفكر بالعقل الجمعي سيكون مهدداً حقيقياُ للحكومات ، بل يُعتبر الخطر الأول على قمة هرم السلطة " السلطان " وتجد هذا في اغلب الدول النامية أو ما يصطلح عليها بالدول " النائمة " لأنها تغط في سبات عميق لم تخرج منه من زمن ، وحتى الذي يساعد على أيقاضها من خلال هزة يحدثها بطريقة ما ، لا يقدر أن ييقضها أكثر من جيل .ولو رجعنا إلى قراءات تاريخية معاصرة لمنطقتنا العربية عامة ، والعراق خاصة تجد إن أكثر المناطق الغارقة في نوم عميق هي منطقتنا ، بل تعاني من مرض الشخير الذي لا يأتي عليها إلا بالسلب ونفور الجميع عنها ويجذب السراق والمستغلين لها وذلك لأن الشخير هو مؤشر على النوم العميق .فالعراق وبعد نوم خمسة وثلاثين سنة في أحظان الدكتاتورية إبان حكم البعث ، تجد انه هذه الأيام يعود للنوم مرة أخرى حيث لم يستيقظ إلا لفترة قصيرة جدا بعد إسقاط النظام ، وحتى يقتضه لهذه الفترة القصيرة كانت يقضه غير واعية في حالة ترنح مستمر , فالتظاهرة الأخيرة التي دعا إليها ونظمها الكثير من الناشطين التي تخص إلغاء رواتب التقاعدية لأعضاء مجلس النواب والدرجات الخاصة وشهدتها عدد من المحافظات . هذه التظاهرة رغم أنها تحمل مطلب شعبي يخص جميع شرائح المجتمع ، إلا أن الخروج إلى ساحات التظاهر لم يكن بالعدد المطلوب ، الذي يتناسب مع المطلب الجماهيري والحيف والسرقة المالية العلنية لقوت الشعب تحت غطاء القانون .وهذا الأمر يُنبئ بخطر كبير يحدق بالبلد . إذا بقينا في هذا النوم فليس بالبعيد أن نصنع دكتاتورية من جديد ، رغم إننا نعيش الدكتاتورية اليوم في جميع مفاصل الدولة " دكتاتورية كبار الموظفين " فنحن شعب نجيد التصفيق وصناعة الطغاة . والواجب علينا ، بما أن الفرصة سانحة إمامنا إن نقوم بالأستيقاض والتفكير طويلا بحالنا والتحرك تحرك واعي يحقق ما نصبوا إليه .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك