منتظر العمري
المتيقظون دائماً تطاردهم حكوماتهم ، وتجعلهم في اغلب الأحيان عرضتاً للرصد وتحت عيون الأمن ، هذا ما ذكرته هو الثابت في اغلب حكومات العالم حتى التي تدعي الديمقراطية وحمايتها لحقوق الإنسان .. بل أن هناك علاقة عكسية ، هي إن النظام يحبذ الشعب النائم وخاصة الشعب الذي يغط في نوم عميق ، وذلك يمنحهُ البقاء أطول مدة ممكنة في سدة الحكم . إما العكس فان الشعب المتيقظ الواعي الذي يميز ما يدور من حوله ويفكر بالعقل الجمعي سيكون مهدداً حقيقياُ للحكومات ، بل يُعتبر الخطر الأول على قمة هرم السلطة " السلطان " وتجد هذا في اغلب الدول النامية أو ما يصطلح عليها بالدول " النائمة " لأنها تغط في سبات عميق لم تخرج منه من زمن ، وحتى الذي يساعد على أيقاضها من خلال هزة يحدثها بطريقة ما ، لا يقدر أن ييقضها أكثر من جيل .ولو رجعنا إلى قراءات تاريخية معاصرة لمنطقتنا العربية عامة ، والعراق خاصة تجد إن أكثر المناطق الغارقة في نوم عميق هي منطقتنا ، بل تعاني من مرض الشخير الذي لا يأتي عليها إلا بالسلب ونفور الجميع عنها ويجذب السراق والمستغلين لها وذلك لأن الشخير هو مؤشر على النوم العميق .فالعراق وبعد نوم خمسة وثلاثين سنة في أحظان الدكتاتورية إبان حكم البعث ، تجد انه هذه الأيام يعود للنوم مرة أخرى حيث لم يستيقظ إلا لفترة قصيرة جدا بعد إسقاط النظام ، وحتى يقتضه لهذه الفترة القصيرة كانت يقضه غير واعية في حالة ترنح مستمر , فالتظاهرة الأخيرة التي دعا إليها ونظمها الكثير من الناشطين التي تخص إلغاء رواتب التقاعدية لأعضاء مجلس النواب والدرجات الخاصة وشهدتها عدد من المحافظات . هذه التظاهرة رغم أنها تحمل مطلب شعبي يخص جميع شرائح المجتمع ، إلا أن الخروج إلى ساحات التظاهر لم يكن بالعدد المطلوب ، الذي يتناسب مع المطلب الجماهيري والحيف والسرقة المالية العلنية لقوت الشعب تحت غطاء القانون .وهذا الأمر يُنبئ بخطر كبير يحدق بالبلد . إذا بقينا في هذا النوم فليس بالبعيد أن نصنع دكتاتورية من جديد ، رغم إننا نعيش الدكتاتورية اليوم في جميع مفاصل الدولة " دكتاتورية كبار الموظفين " فنحن شعب نجيد التصفيق وصناعة الطغاة . والواجب علينا ، بما أن الفرصة سانحة إمامنا إن نقوم بالأستيقاض والتفكير طويلا بحالنا والتحرك تحرك واعي يحقق ما نصبوا إليه .
https://telegram.me/buratha