المقالات

المعادلة المقلوبة

499 18:18:00 2013-09-09

رياض ابو رغيف

حين من الله علينا نحن ضحايا النظام العبثي البائد بسقوط الطاغية وجلاوزة البعث الفاشي الكافر لم تكن في حساباتنا أبدا ولا في تصوراتنا مطلقا ولا في خيالاتنا حتى ان يأتي يوم يمكن فيه ان نرى أولئك الجلادين الذين أذاقوا العراقيين مرارة الانبطاح لإراداتهم والخضوع لأهوائهم المريضة وتخبطاتهم المعتوهة وهم يصرخون في وجوهنا اليوم بذات الأفواه النتنة العفنة التي أسمعتنا في يوم مضى أقذع الشتائم والسباب والعبارات البذيئة التي لا تصدر إلا من أولاد الشوارع وأبناء العاهرات ...لم يدر في خلدنا أبدا ان ترتفع ذات الأكف الملطخة بدماء آباءنا وإخواننا وأبناءنا والتي التفت في يوم مضى حول أعناق الأبرياء لتخنق صرخة مظلوم أو عبرة ثكلى لم نتوقع ان ترتفع اليوم ملوحة بإشارات حقيرة لا يلوح بها الا من لم يكن ابنا لابيه ... حين سقطت رموز الظلام وانبلجت صباحات الحرية كان يكفينا نحن المنتظرون لذلك النور ان تختفي خفافيش صدام في كهوفها وكان يرضينا نحن المذبوحون من الوريد الى الوريد ان تسقط تلك الخناجر من ايديهم وتختفي تلك الاكف الملطخة بدماءنا في جرابهاانشغلنا بمداراة جروحنا ومواساة الثكالى من امهاتنا ولم نكن نريد ان نلاحق الخفافيش حتى الكهوف وكان يكفينا اختفاء اكف القتلة بدلا من قطعها وكنا نرضى بكلمة تواسي جراحاتنا بدلا من ان نمزق افواه الشاتمين ونحطم اسنان السبابين لم تكن كهوفهم مجهولة ولاجرابهم مخفية ولا افواههم مستورة ....وماهم عنا ببعيدين ولا عنهم نحن بغافلين ....لكننا تصبرنا وطوينا جراحاتنا واحتسبنا الله الذي لاتضيع عنده الحقوق ولا المظالم ...لقد بدات خفافيش البعث تخرج من كهوفها وعادت افواههم النتنة تصرخ وتشتم وتسب وهاهي خناجرهم تشحذ من جديد لتتسلط على رقاب العراقيين و كنا السبب في كل هذا !!حين بدات بدلات (الزيتوني ) و(البوت الاحمر) تعود لتظهر من جديد وهي تمثل رمزية لاقسى انواع الظلم والطغيان الذي يمثله صدام وجلاوزته وهما ( اي الزيتوني والبوت الاحمر ) لهما مالهما في ذاكرة العراقيين الاليمة وحينما يقف احد اعضاء البرلمان ليقول علنا انه يمثل كتلة البعثيين في البرلمان !!! وحين يخرج مسؤول في الدولة العراقية ليتهم شهداء الانتفاضة الشعبانية المجيدة بانهم خونة وحين تمتلئ مؤسسات الدولة باستثناءات رخيصة لقيادات البعث الكافر كي يسمح لها بالعمل في اخطر الاجهزة الحكومية الامنية والسياسية وحين تبقى قرارات مايسمى بمجلس قيادة الثورة بظلمها وظلامها يحكم بها هذا الشعب المسكين رغم مايزيد على عشرة سنين على حله وانحلاله وحين تكمم افواه الاحرار بحجة (فرض القانون ) !!!وحين تكون طباع المحقق والسجان والقاضي اليوم هي ذات الطباع الظالمة المتوحشة الرخيصة التي قاومناها وعملنا على استنكارها والثورة عليها قبل عام 2003... وحين ندعو رؤوساء العصابات البعثية والوهابية القتلة للمصالحة ((الوطنية )) وحين نتجاهل حقوق الشهداء والسجناء والمعتقلين !!! ونصر على مصافحة القتلة والطغاة والبعثيين حينها تصبح المعادلة مقلوبة وينقلب الباطل حقا والحق باطلا تسامحنا وعفونا وسكوتنا واستثناءاتنا ومصالحتنا ومداراتنا ومراءنا واهمالنا قلب المعادلة راسا على عقب قصار الاستثناء (من كثرته ) قاعدة وحقا يطالب به وترتفع الاصوات من اجله ويعلو صوت الشتائم والاتهامات الرخيصة من اجل تحقيقه الجلادون يريدون اسقاط النظام !!!!!دماء الضحايا هي من جاءت بالنظام وعلى اكتافهم ارتقى من استثنى الجلادين وجعلهم يعودون الى |(بدلاتهم الزيتوني )) وصالح القتلة وصمت على افتراءاتهم وفوق هذا منحهم الامتيازات !ودماء الضحايا هي من جاءت برجالات النظام الذين يفاوضون القتلة اليوم ليعطوهم مالم يعطوا لضحايا العبث الصداميمعادلة مقلوبة وقسمة والله ضيزى

لازالت عوائل شهداء المقابر الجماعية وسجناء نظام صدام منذ عام 2003 والى الان لم يحصلوا على ماصادرته قرارات ظلم صدام منهم !!!وازلامهم اليوم ينعقون في وجوهنا ويريدون اسقاط نظام من المفروض انه نظام يقولون انه جاء من اجل (الشهداء والضحايا والسجناء السياسيون ) !!

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك