الشيخ حسن الراشد
في خطوة غير مرتقبة وبتزامن مع خطابين وفي يوم واحد لم يفصل الواحد عن الاخر سويعات ، خطاب لكيري وزير خارجية امريكا يصرح فيه بعد لقاءه مع وزير خارجية بريطانيا هيغ - يهودي الاصل - وفي مؤتمر صحفي (( اذا ما سلم النظام السوري خلال اسبوع المقبل الاسلحة الكيمائية سوف لن يتم الهجوم))!!وخطاب لوزير خارجية روسيا وفي مؤتمر صحفي في موسكوا جمعه مع نظيره السوري معلم يدعوا فيه سورية الى تسليم اسلحته الكيمائية الى الامم المتحدة - او وضعها تحت الرقابة الدولية !! - ، يوافق فيه النظام السوري على ((المبادرة)) الروسية ويبدي استعداده للتجاوب والتعاون في هذا الخصوص!هذه الخطوة المفاجأة اثارت الكثير من الشكوك حول المبادرة الروسية وخلقت نوع من عدم الارتياح في اوساط من راهنوا على مقاومة النظام السوري وصمود حلفاءه في وجه الهجمة الصهيووهابية الغربية وقد رحبت واشنطن بقرار التخلي عن الاسلحة الكيمائية ! فيما اعتبره عدد من المراقبين بانه خطوة الى الوراء تتبعها خطوات قاتلة قد تنتهي الى ما انتهى اليه صدام ونظامه البعثي(غير مأسوف عليه) - وكلا النظامين يعتبران من البعث ونهجهم بعثي - حيث ان قرار الموافقة على التخلي عن الاسلحة الكيمائية والتوقيع على اتفاقية منع انتشار اسلحة الدمار الشامل يعني الخضوع لقرار التفتيش الدوري والدخول حتى الى غرف نوم بشار وباالتالي التمهيد لاسقاط النظام وتحويل سورية الى نظام فاشل على غرار ما انتجه الاحتلال في العراق واسوء لان الذي سوف يحكم سورية بعد بشار لن يكون الا وهابيا وناصبيا متطرفا ..المبادرة الروسية جاءت في وقت حرج بالنسبة للامريكيين والغرب حيث اجمع المراقبين والمحللين ان اوباما في حرج كبير وانه يبحث عن مخرج للمأزق الذي اوقع نفسه فيه بعد ان وضع خطوط حمراء اسماه "السلاح الكيمائي" واليوم جاء حبل الانقاذ من الروس ليعطوا الغرب ما حلموا به اي تحقيق ما لم يستطيعوا تحقيقه بالحرب خلال ثلاث سنوات ..ان قبول التخلي عن ترسانة الاسلحة الكيمائية من قبل النظام السوري والترحيب بالمبادرة الروسية وبالشكل السريع اي مباشرة بعد لقاء المعلم ولافروف وفي ذات اليوم يعني ان هناك قرار متسرع اتخذ من قبل القيادة السورية وبضغط روسي وتنسيق الاخير مع الامريكيين والاسرائيليين لتجريد سورية من اسلحة الردع الاستراتيجية التي تحميها من النووي الاسرائيلي وترسانته الضخمة التي لم يطالب احد من الغربيين ولا المجتمع الدولي بنزعها ووضعها تحت الرقابة الدولية ، فلماذا اذا فقط سورية؟؟ أاليس ذلك من اجل توفير الامن لاسرائيل واضعاف كل الجيوش العربية والاسلامية في المنطقة ؟؟اذا هل نحن امام سيناريوا عراقي جديد في سورية يفضي بالاخير الى استسلام بشار والسماح للمفتشين بدخول غرفة نومه وبالتالي التمهيد لاسقاطه وتغيير نظامه وتسليم سورية الى السعودية والقاعدة ؟؟بالطبع هناك من يرى عكس ذلك ويعتبر ان المبادرة الروسية بسحب اسلحة بشار الكيمائية هي شبيهة بما جرى في كوبا حول ازمة الصواريخ النووية الروسية وعملية غزو خليج الخنازير التي كادت ان تقود الى حرب نووية بين الاتحاد السوفياتي السابق والولايات المتحدة حيث هدف الروس كان في وقته بناء قواعد سرية في كوبا للصواريخ النووية تطال معظم الاراضي الامريكية فجرى التصعيد بين الطرفين حتى تم سحب الصواريخ ونزع فتيل الحرب وبقاء كوبا كدولة حليفة للاتحاد السوفياتي ولم يتم اسقاط نظام فيدرل كاسترو ، هذا التحليل فيه من التبرير ما يكفي للتنازل الذي قد يحصل بعد التوقيع على اتفاقية عدم انتشار اسلحة الدمار الشامل وهو ما يعني استسلام بشار ورفع سقف الشروط ضده وضد نظامه واضعاف موقف محور المقاومة وخواء كل الشعارات التي كان كتاب المراهنين على صمود النظام السوري يطلقونها استنادا لما يملك النظام من نقاط قوة وتحالفه مع ايران وحزب الله .
فهل يرفع بشار الاسد يداه؟ ام ان خطوة القبول بالمبادرة الروسية هي مناورة من اجل تعميق مأزق اوباما؟لسنا من المتشائمين ولكن المبادر الروسية غير مريحة !
https://telegram.me/buratha