بقلم : عبود مزهر الكرخي
بالأمس القريب انطلقت مظاهرات وبالتحديد في يوم 31/8 تطالب بإلغاء الرواتب التقاعدية للبرلمانيين والدرجات الخاصة وفي اغلب محافظات القطر وقد تولت مسئوليتها منظمات المجتمع المدني والناشطين والمثقفين في مجتمعنا العراقي وقد كانت من التنظيم وحضاريتها قد لفتت أنظار الجميع من أخذ الموافقات الأصولية من الجهات المسئولة إلى حمايتها من قبل القوى الأمنية بحيث كانت من التنظيم والدقة بحيث بهرت من تابعها وكانت بالفعل كما وصفناها إلا حادثتين فرديتين حدثت هي في الناصرية وبغداد مع العلم أن المظاهرات الأخرى قد سارت بصورة حضارية وسلميةولكن وكما يبدو أن ما حدث في بغداد والناصرية يضع إلف سؤال وعلامة استفهام على كان هناك تعمد في عمل الحوادث حيث وكما نعلم إن بغداد العاصمة وتركيز الأضواء عليها وهذا يفسر وباعتقادي المتواضع إن هناك نفس بعثي وتخريبي من اجل تشويه صورة هذه المظاهرات وإعطاء الصورة المشوهة لنظامنا الديمقراطي وأن ما جرى في بغداد والناصرية وهو عمل مقصود ومبيت وذو مرامي خبيثة ودنيئة.ولو رجعنا إلى خبر أوردته شبكة ذي قار للأخبار حول المظاهرات الأخيرة والذي يذكر "ذكر مصدر مسئول الأحد، إن أوامر مباشرة من وزارة الداخلية إلى الشرطة دون الالتفات لاعتراضات محافظ ذي قار تسببت بقمع متظاهري إلغاء تقاعد البرلمانيين بالناصرية مما أسفر عن جرح20 شخص نصفهم من القوات الأمنية. وذكر المصدر لوكالة (أصوات العراق) ان "وزارة الداخلية ممثلة بوكيلها الأقدم عدنان الاسدي طالب أمس الجمعة، بإلغاء التصريح الأمني لتظاهرة إلغاء تقاعد البرلمانيين بالناصرية بأي وسيلة ورفض محافظ ذي قار يحيى الناصري الأمر لان الناصرية آمنة نسبيا كما إن الجهات التي طلبت التظاهر معروفة وقدمت تعهدات كافية حول سلمية التظاهرة ومحافظتها على الأمن العام". وأضاف المصدر إن "وزارة الداخلية تجاوزت صلاحيات محافظ ذي قار بوصفه رئيس اللجنة الأمنية بالمحافظة وفرضت حضرا للتجوال بعموم مدن المحافظة، وألزمت قيادة شرطة ذي قار والمديريات الساندة لها بإتباع أوامرها حصرا منذ فجر أمس السبت، ولم يلتزم مدير شرطة ذي قار شاكر كوين المعين حديثا بتعليمات محافظ ذي قار بعدها بالسماح للمتظاهرين بإكمال مسيرتهم السلمية وعدم اللجوء لاستفزازهم لكسب رضا وزارة الداخلية".(1)ونأتي لتصريح محافظ ذي قار يحيى الناصري الذي يقول "مع كل الذي حصل أقدم اعتذاري لأهلي في ذي قار عامة و لمن أصيب في المظاهرة بشكل خاص ، واعدكم بان لا تتكرر مثل هذه الممارسات " .وتابع " منذ تسلمت موقعي كمحافظ لم ارفض إي طلب بتنظيم مظاهرة، وأعطيت الموافقة للمظاهرة الأخيرة رغم الضغوطات الكبيرة " مؤكدا أن المطالب المقدمة هي مطالب مشروعة.وكشف عن ملابسات وقعت عشية المظاهرات وتدخلات من جهات لسحب الترخيص للمظاهرة ، رافضا الكشف عن تلك الجهات وطبيعة تلك التدخلات لاعتبارات خاصة" وهذا ما أوردته شبكة إخبار الناصرية على موقعها.وقد تداولت مواقع التواصل الاجتماعي وثيقة تثبت رفض مدير شرطة ذي قار لطلب الترخيص لعمل المظاهرات وهي موجودة في شبكة إخبار الناصرية لمن يريد الرجوع إليها..ونستنتج أن هناك أياد خفية قد حاكت الحوادث التي حصلت في بغداد والناصرية من أجل تشويه هذه المظاهرات وتعامل الحكومة معها ومن اجل تجييرها إلى هذه الجهات ومحاولة المزايدة والاستفادة من هذه الحوادث في الدعاية الانتخابية ولاسيما إن الانتخابات مقبلة وعلى الأبواب ونسوق دليل آخر على ما نقوله هو اعتقال الناشط فيصل عبد السهلاني بالرغم من نفي كل الجهات الأمنية بذلك وتدخل المالكي لإطلاق سراحه وكذلك جلال الشحماني وهذا يضع النقاط على الحروف لمن يريد التحليل وأخذ الأمور من ناحية التحليل بحيادية وبدون أي تحيز.وهو بالتالي يبين مدى تغلغل العناصر الفاسدة والبعثية والتي لا تريد الخير العراق وشعبه ومحاولة تشويه كل ما تجري من حوادث في العراق وجعله في صالحها وهذا هو ما نبهنا عنه في الكثير من مقالاتنا السابقة عن مدى تغلغل تلك القوى المجرمة في كل مرافقنا الحساسة وبضمنها الأمنية وهي السبب الرئيسي في كل ما يحصل في العراق من ويلات ومحن وسفك لدماء الأبرياء من شعبنا الصابر الجريح والذي هو ناتج لوجود مبدأ المحاصصة الطائفية والذي يصر ساستنا كلهم على العمل به وهو يجلب الدمار في كل مرة وبشكل أقوى وأخطر والذي سيتعاظم خطره بشكل أعم وأخطر كلما مر به الزمن والتي كما يبدو أن الحكومة والبرلمان وكل القوى تعمل بهذا القانون والذي يجملونه ويطلقون عليه سياسة التوافق وهذه السياسية هي مرفوضة من قبل كل الشعب العراقي ومن قبل أبسط مواطن عراقي والذي أدى إلى نشوء حكومة عاجزة وضعيفة لا تقدر فرض سلطتها والقانون وهذا مانلاحظه الآن على أداء حكومتنا وكذلك ما ظهر في أداء الحكومات المحلية والتي تبين مدى تعثر أداءها وعدم تلبية طموحات ناسها في المحافظات.ولغرض استجلاب الفائدة من مقالنا هذا سوف أقوم بمقارنة بسيطة بين مظاهراتنا التي جرت في 31 / 8 وبين مظاهرات المنطقة الغربية والتي هي قائمة وبفخر ولحد الآن ولا تحرك ساكناً الحكومة تجاهها بعمل مايشبة الجدول في ذلك.والتي سوف تكون بالأرقام لمظاهراتنا وتحتها بالنجمة لمظاهرات المنطقة الغربية التي تقابلها :
مظــــاهـــــــــــــرات 31 / 8*** مظاهرات المنطقة الغربية------------------------------1 ) مظاهراتنا كانت قد سارت بشكل قانونيوتم أخذ كل الموافقات الأصولية.*** خرجت المظاهرات بدون أي مسوغقانوني وكانت عبارة عن تظاهر جماعة من الناس الغوغائيين والهمج الرعاع.
2 ) مظاهراتنا كانت قد جرت في أماكن محددة وقانونية ولم تخرج عن القانون أو تعمل الفوضى.*** خرجت على القانون وعملت على الفوضى بكل أشكاله وقد قطعت الطريق الدولي بين العراق وعمان وهو يمثل فوضى وخرق للقانون.3 ) مظاهراتنا كانت تضم كل أطياف الشعب وشرائحه ولم تقتصر على مكون معين.*** خرجت المظاهرات وكانت من مكون معين بدعوى التهميش والإقصاء.
4 ) مظاهراتنا كانت تنادي لمصلحة العراق وإيقاف الهدر في المال العام وكل شعاراتها كانت لمصلحة العراق.*** المظاهرات كانت تنادي لصالح مكون معين وهو السنة وكلها كانت تدعو دعوات مصلحية وطائفية الغرض منها خلق الفوضى في العراق.5 ) كانت المظاهرات كلها بقيادة النخب المثقفة ومنظمات المجتمع والتي تضم كل أطياف الشعب العراقي.*** كانت المظاهرات بيد ناس أقل ما يقال أنهم مصلحيين وتضم مناطقهم الغربية فقط وهم رؤساء العشائر وشيوخهم الدينيين.6 ) لم تنادي ولم تتخلل كل المظاهرات أي دعوة للطائفية أو الدعوة للفتنة بل كلها كانت تدعو إلى حب العراق وشعبه ومصلحته.*** لاحظنا وبوضوح من خلال اعتلاء منصات المظاهرات كيف كانت تدعو إلى الطائفية والتحريض على الفتنة وحتى القتل وبشكل واضح وصريح.7 ) المظاهرات خرجت من رحم المجتمع العراقي ومن عمق ألآلامه وجراحاته ولم تتلق أي دعم من إي جهة داخلية وخارجية.*** هذه المظاهرات كانت مدعومة ومسندة وبشكل معروف من أجندات وخارجية وبشكل واضح وصريح ومعروفة من قبل الكل.8 ) مظاهراتنا رفعت أعلام العراق وتغنت بحبه ولم ترفع أي من رموزنا السياسية.*** المظاهرات والكل شاهد رفع أعلام القاعدة وصور أردوغان وأعلام الجيش الحر والعلم العراقي القديم في تحدي واضح وصريح للحكومة.9 ) مظاهراتنا لم تدعو إلى العنف أو عمل استعراضات بل كانت مدنية وسلمية100 %*** لاحظ الكل وعلى أشرطة الفيديو كيفية عمل استعراضات لمجاميع القاعدة وأهازيج للقاعدة وكذلك اعتلاء المنصات ممن هم في القاعدة ومجرميها.10 ) لم تنادي مظاهراتنا لأي نوع من أنواع العنف أو التحريض عليه*** كانت دعواتهم واضحة وصريحة للعنف والزحف على بغداد والتهديد بالقتل من قبل المأفونين اللافي وعلي السليمان وخطبائهم من المشايخ.11 ) كانت المظاهرات سلمية 100% *** كانت مظاهرات ذات طابع دموي وعنفي وخير مثال ما حدث في الحويجة وفي الرمادي من قتل للجنود المسلمين وتشكيل مليشيات مسحة لهم.12 ) مظاهراتنا كانت تدعو لوحدة العراق وحب شعبه ووحدة مختلف اطيافه*** كانت الدعوات صريحة وعلنية بإنشاء إقليم سني وتقسيم العراق.
وأود أن أشي إلى مسألة مهمة والتي لا يستوعبها جدولنا أن في مظاهراتنا لم تخرج أحزابنا و تياراتنا لمؤازرة المظاهرة ومساندتها بل كانوا مراقبين للوضع ومتفرجين وعندما شاهدوا مدى قوة المظاهرات سارعوا إلى أطلاق التصريحات والمزايدات وكل حسب حزبه لأنهم لم يبادروا في أول الأمر لمشاهدة قوتها والحكم عليه ولأنها قلبت الطاولة عليهم.بينما لاحظنا في مظاهرات الغربية أنه ومنذ أطلاقها سارعت وكل الأحزاب والتيارات وبإطلاق الدعوات للاستجابة لمطالب المتظاهرين والمزايدة عليها والذهاب حتى إلى ساحاتهم وتشكيل لجان خماسية وسباعية ووصل الأمر حتى ذهاب ممثلين من الأمم المتحدة ودعوات الساسة ومن الطرف المقابل لتحقيق مطالبهم وبدون أي قيد وشرط وحتى بقائهم في ساحاتهم من أمثال العلواني والعيساوي إلى أخر هذه الأمور التي كانت مرافقة للمظاهرات بحيث تم تصديع رؤوس العراقيين من كثرة إطلاق التصريحات والتي كانت كل هذه المظاهرات معروفة النوايا والاتجاهات ومن قبل ابسط مواطن عراقي.وعند استقرائنا للمشهدين نلاحظ إن مظاهراتنا نجحت بامتياز لأنها خرجت من رحم المجتمع العراقي ولأنها كانت عراقية خالص لتنقل كل آمال وطموحات شعبنا العراقي الصابر الجريح ولهذا لم تستغرق هذه المظاهرات أكثر من ثلاث ساعات ولكنها حققت مطلبها الوحيد بإلغاء تقاعد البرلمانيين والدرجات الخاصة ولتكن فاتحة خير لشعبنا وأمل في أن يكون شعبنا هو مصدر السلطات وليس كما قال أحد البرلمانيين المتفلسفين في بروز سلطة رابعة ولكن نقول أن شعبنا هو مصدر لكل سلطاتكم الثلاث وهو له كلمة الفصل والبت في كل أمر مصيري يخص العراق وشعبه.وعلى العكس لاحظنا مظاهرات المنطقة الغربية والذين طالت أكثر من ثمانية أشهر ولحد الآن والتي يدعون أنها موجودة مع العلم أنها انتهت وأخذت تعربد وتبوق وبدفع من أجندات خارجية وداخلية ولكنها لم تحقق مطالبها لأنها لم تكن عراقية الأصل والمنشأ بل كانت غريبة التكوين والنشأة فسرعان مابهتت أضوائها وبرغم الدعم والمساندة ومن جميع الأطراف بل وبالعكس جاءت بمردودات عكسية على المكون السني في إن الشعب رفضها ولم يقبل بها وبكل أطيافه ومكوناته وحتى من قبل السنة الشرفاء المعتدلين لأنها لم تكن تمثلهم وهذا هو الفرق بين مظاهراتنا التي كانت على حق أما مظاهرات الغربية التي لم تكن خالصة للعراق فهي كانت على باطل منذ يوم قيامها وما كان لله فهو يربوا عند الله وما كان لغيره فهو كالزبد الذي يذهب جفاء وهذا مصداق لقول الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه {أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَابِيًا وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ}.وكلمة أخيرة لحكومتنا ممثلة برأس الهرم فيها انظروا إلى شعبكم بعين المساواة ولاتغمطوا حق فئة أو طائفة من الشعب على حساب الأخرى بحجة أعطاء الحقوق وعدم التهميش أو الإقصاء بل بالعكس أنتم من تمارسون التهميش والإقصاء عليهم وهم من أبناء طائفتكم وأن ساستنا وقادتنا أول من يأتون بالضرر الأكبر إلينا وهذا ليس نفس طائفي بل هو الحق يجب أن يقال وإلا أين قانون البصرة عاصمة اقتصادية وكل القوانين التي تفيد محافظات الجنوب والفرات الأوسط وتنقذه من واقعه المزري والبائس والتي يقف الكثير من نوابنا وحكومتنا والمحسوبين علينا ضد هذه القوانين كما يجب ونعيد وأن نكرر أن يتم تنظيف كل أجهزتنا الأمنية وكذلك أجهزتنا الحساسة من كل العناصر الفاسدة والمندسة والتي تعمل من أجل أيراد الشر لأهلنا وعراقنا ولا تحب الخير له وتريد النيل من تجربة الحكم للعراق وعلى طول الخط مما يتطلب بذل جهود عالية وخارجة عن السياقات الاعتيادية من اجل بناء البلد والدولة وهذا يتطلب وجود ناس مؤهلين لهذه المهمة الجسيمة لإيصال سفينة العراق وشعبه إلى شاطئ بر الأمان والسلامة.والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
https://telegram.me/buratha