المقالات

الحواضن السياسية والإقليمية للإرهاب في العراق

527 14:38:00 2013-09-10

بقلم _ داود نادر نوشي

إن ما يمارس اليوم من إرهاب أعمى في العراق هو سياسية تدمير منظمة وإبادة جماعية مخطط لها ، وقتل طائفي منظم ومدروس ، الهدف منه تمزيق النسيج العراقي السياسي والاجتماعي وتحقيق أهداف وأجندات إقليمية ، وبمساعدة البعض من القوى السياسية التي لعبت دورا كبيرا في احتضان ودعم الإرهاب من اجل تصفية حسابات سياسية رخيصة ، وأصبحت ثقافة القتل والتدمير والإرهاب شعارا علنيا للبعض من هؤلاء ، وتحت لافتة التهميش والإقصاء الذي اصبح عنوان ومفهوم للدعم المباشر للارهاب في العراق . ونتيجة لهذه الشعارات والسياسات والفتاوى التكفيرية تصحوا كل يوم بغداد وبقية المدن العراقية وهي على موعد مع اصوات التفخيخ والعبوات الناسفة .جرائم بشعة ترتكب ضد الأبرياء من العراقيين وبوسائل تفتقد لأبسط قيم الإنسانية والمروءة ، وتنفذ في ميادين الناس العزل والابرياء وفي الشوارع والأسواق والمدارس والحسينيات وملاعب الأطفال ، وفي خضم دخان التفجير ولحظات الانفجار تعلن الجهات المنفذة لتلك الجرائم عن مسؤوليتها عن هكذا أعمال وتحت عناوين الجهاد والمقاومة ، ويصفون أصحاب الأجساد النتنة التي تقوم بهذه الإعمال شهداء ومقاومين .ومن البديهي جدا أن هذه الإعمال التي تولد الفوضى وعدم الاستقرار لا يستفيد منها العراقي سواء كان سنيا أم شيعيا عربيا أو كرديا مسلما أو مسيحي ، فالدماء التي تسيل نتيجة الإرهاب الأعمى هي عراقية ، والمؤسسات التي تتحطم هي عراقية والخاسر الوحيد فيها هو العراق وأما الفائدة العظيمة من وراء ذلك هي لا صحاب المصالح السياسية القذرة الذين يتوهمون أن وراء هذه الفوضى والدمار بصيص أمل للحصول على مكاسب سياسية قد تصل بهم إلى السلطة تحت انقاظ تراكمات ارهابهم الاعمى بعد أن عجزوا عن تحقيق تلك الأهداف بواسطة الطرق الدستورية والديمقراطية التي جاءت بها العملية السياسية في العراق بعد 2003 . ومن هنا نرى البعض من هؤلاء السياسيين ورغم اختلاط الدم العراقي وأصوات الانفجار وأشلاء الأبرياء المتناثرة هنا وهناك ، ينادون وبأعلى اصواتهم بالكف عن اعتقال المجرمين والقتلة والمتسببين بسفك الدم العراقي ، لاسيما عندما تكون هناك جهود أمنية للقضاء على الحواضن الإرهابية في البعض من مناطق العراق ، بل أن البعض منهم أصبح ملاذا أمنا وحاضنة سياسة لهم ، وهناك صلات واتصالات بينهم . وقطعا الارتباط الأكبر يكون مع الحواضن الإقليمية للإرهاب في المنطقة المتمثل براعي الإرهاب التكفيري الأول وهي السعودية ومعها قطر وتركيا والأردن.ولم نسمع من هؤلاء السياسيين عبارات التنديد والاستنكار على جرائم العصابات الإرهابية مثلما نسمع صراخهم وعويلهم عند اعتقال القتلة والمجرمين من الإرهابيين والبعثيين . وهنا نتساءل كيف يمكن لهؤلاء السياسيين أن يكونوا شركاء في العملية السياسية ومتنفذين في الحكومة والبرلمان ومنابرهم لاتتوقف عن التحريض الطائفي والقتل العشوائي من خلال ما يسمى الاعتصامات المسلحة منذ أشهر في المنطقة الغربية والتي يمدها السياسيين والحواضن الإقليمية بالمال والفتاوى التكفيرية ، وأصبحت منطلقا لتنفيذ الكثير من الجرائم الإرهابية في أنحاء العراق .

لذا لابد للحكومة من اتخاذ إجراءات قوية وحازمة لتجفيف منابع الإرهاب وكشف الحواضن السياسية والإعلامية التي تلعب دوار رئيسيا ومحوريا في نجاح العصابات الإرهابية من تنفيذ مخططاتها ، وكذلك فأن على المواطن دور كبير في هذا الاتجاه من خلال المساندة والمساهمة في دعم القوات الأمنية سلوكا ومنهجا .والطريق في محاربة الإرهاب قد يكون طويلا ، ولكن المحصلة النهائية هي الانتصار عليه ، لأنهم مهما تفننوا في القتل والإرهاب فأن قضيتهم خاسرة لا محالة ، فأمامهم الديمقراطية وهي عدوا لهم لا يقهر .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
الدكتور شريف العراقي
2013-09-11
ضرورة الاستمرار في ضرب الإرهاب طالما المفخخات مستمرة
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك