المقالات

هل اطفات روسيا وإيران فتيل حريق اوباما في المنطقة

536 17:18:00 2013-09-10

هادي ندا المالكي

لم تنتهي مخاطر توجيه ضربة عسكرية الى سوريا بعد لكنها بكل تأكيد ستكون اقل خطرا وضررا مع أسوء الاحتمالات في ظل التطورات السريعة والمتلاحقة التي شهدتها المنطقة خلال اليوميين الفائتين بعد محادثات موسكو وبغداد والتي تم خلال تعزيز جبهة دول الممانعة مقابل تشظي جبهة العدوان التي تقودها أمريكا وتقف خلفها إسرائيل والسعودية ودول الخليج بقوة بعد موافقة سوريا على إخضاع برنامجها الكيماوي لمراقبة دولية لم يجد اوباما وصقوره بدا من الاعتراف بقيمة العرض وأهمية النظر فيه ودراسته.ويعتبر موقف سوريا إخضاع برنامجها الكيماوي للمراقبة الدولية موقف عقلائي عملت على بلورته روسيا بكل تأكيد من اجل سحب البساط من أمريكا وحليفاتها ومن اجل تجريدهم من أسلحة ومبررات الاعتداء... عززت هذا الموقف تحركات إيران وترصينها لجبهة الممانعة وتوسيع هذه الجبهة بعد ان ضمت العراق الى هذه الجبهة والذي يحاول بدوره ان يقنع تركيا من خلال سفر رئيس مجلس نوابه أسامه النجيفي المعروف بحضوته لدى القادة الأتراك لإقناعهم بالوقوف على الحياد وعدم المشاركة في الهجوم في اضعف حالات الدبلوماسية اذا لم يتم استمالتها برفض العدوان وهذه الاستمالة لها امتيازاتها وحقوقها.على الطرف الأخر فان إسرائيل تعمل جاهدة على الدفع باتجاه توجيه ضربة عسكرية مميتة الى سوريا من اجل الانتهاء من سوريا ومن اجل التخلص من المواجهة مع إيران لان أمريكا ستكون وجها لوجه مع الإيرانيين وهنا تكون قد ضربت دولتين بهجوم واحد لهذا فإنها قامت بإرسال العديد من خبرائها ودبلوماسييها الى واشنطن للمساهمة في إقناع أعضاء الكونكرس الأمريكي بالتصويت على قرار توجيه الضربة العسكرية وليس إسرائيل وحدها من يريد ضرب سوريا بل ان السعودية اشد حماسة ورغبة وبذلا للأموال في توجيه مثل هذه الضربة العسكرية لان هذه الضربة ستمكنها من تنفيذ مخططها الرامي لإسقاط الأسد وأجزاء من المنطقة الغربية في العراق وعدم تنفيذ هذه الضربة سيعقد ملف سوريا بالنسبة لها وستفشل مخططها بالعراق وستضطر أمريكا الى التخلي عن هذا الملف بعد ان فشلت قطر من قبل في إسقاط نظام الأسد رغم الدعم الدولي المادي والإعلامي الكبير وسحب هذا الملف من السعودية يعني بقاء الأسد وانتصار دول الممانعة التي تقودها روسيا وإيران وهذا الامر لم تفكر به السعودية ولا يمكن ان تقبل به،لهذا فان من المتوقع ان تحاول هذه الدول ان تقنع اوباما ومن قبله أعضاء الكونكرس الأمريكي باي طريقة من اجل اتخاذ قرار توجيه الضربة الى سوريا،الأمريكان من جانبهم لم يحسموا امر توجيه الضربة من عدمها وهل ستكون مميتة او تأديبية وهل تستمر ام تتوقف.الواضح ان أمريكا تريد الخروج من هذا المأزق وتحديدا اوباما باي طريقة يمكنه من خلالها حفظ ماء وجهه خاصة بعد تخلي بريطانيا عنه وحالة الرفض الكبيرة في الشارع الأمريكي لشن هجوم على سوريا، شرط ان يكون في هذا الخروج الحفاظ ولو على الشيء القليل من هيبة أمريكا وسطوتها وهذا ما وفرته موسكو لواشنطن عندما أقنعت دمشق بالموافقة على قبول الرقابة على برنامجها الكيماوي.الشيء المؤكد ان روسيا وإيران نجحتا في لجم الغرور الأمريكي إلى حد بعيد وواقفا إشعال فتيل حرب إقليمية في المنطقة إلى حد ما لكن المخاوف لا زالت قائمة من ان تقدم واشنطن على عمل أهوج تدفعها السعودية وإسرائيل دون ان تأخذ عواقب هذا الفعل على محمل الجد.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابو منتظر
2013-09-12
يستأجر قاتلا مأجورا ينفذ جرائم ورعبات كل من يدفع له بكل خسة ونذالة ؟ وهذا مايحدث الأن في الباكستان بيد التكفيرين ضد أتباع أهل البيت ع والشيء نفسه يحدث في أفغانستان على جماعة طلبان والشيء نفسه يحدث في القوقاز والشيشان وهي من دول الأتحاد لروسي والشيء نفسه يحدث في سوريا والعراق على يد الأوباش والساقطين بما يسمى ب(بالدولة الا اسلامية في العراق وبلاد الشام ) أقول أليس من حق هذه الدول المتظررة من النظام السعودي المجرم وعلى رأسها روسيا بأن توجه له ضربة موميتة وتجتث بؤرة الفساد لأنه أخطر من الكيمياوي؟
ابو منتظر
2013-09-12
سؤال يطرح نفسه أذا كان أل سعود هذا الكيان والنظام الخبيث والجاثم على صدر أخوتنا المستضعفين من أهل ديننا وفي أطهر بقعة من أرض الله عز وجل هذا النظام الجائر والذي يحمل فكرا وهابيا تكفيريا يترفع عنه حتى التتار والمغول ؟وستخدم أموال النفط لنشر الفساد في الأرض من زرع وأثارة الفتنة الطائفية وما يعقبها من ويلات من قتل وذبح وسفك للدماء البريئة في أكثر دول العالم الأسلامي وغيره وبهذا المال تستخدم طغيان أمريكا وجبروتهاوحليفاتها من دول الأستكبار الغربي والأتحاد الأوربي وعملها الخبيث هذا أشبه بمن يتبع
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك