لعلي لست آت بجديد أذا قلت أن لديننا الحنيف أثر كبير في بناء الإنسان, فهو يرسم الطريق الصائب لحياته الفكرية والأخلاقي والاجتماعية, ويصنع السلوك, يحدد العلاقات مع الآخرين؛ ويوضح طريق مستقبله وقدرته على بناء حياة حرة كريمة, ويكون على قدر المسؤولية في التكليف الشرعي والأخلاقي.
أنها صفات لا بد أن تنطبق على من يريد ان يتصدر, ويدخل الى عالم السياسة, ولكن أغلب من دخلها لا يدرك أنها تبدأ أولاً من مخافة الله, وثانياً من قوة شخصيته, ومسؤولية الأنسب مهمة كبيرةٌ تقع على عاتق الكيانات, وإن تكون مقتنعة تمام الاقتناع بمرشحيها, وبمواصفاتهم الفكرية والاجتماعية والأخلاقية, لكونهم سيحتلون مقاعداً في البرلمان والوزارات, وهي المراد منها خدمة الشعب لا التسلط عليه, هنا يأتي السؤال, ما الضمانات التي تقدم الى الناخبين بعد فوز المرشحين بالمناصب وأمتطاء ظهورنا؟, ومن المؤكد ستفرض عليهم التزامات وقوانين وسلوكيات محدده, ومختلفة عن أفكارهم السابقة, قبل دخولهم الانتخابات, والفوز بشعاراتهم, وبرامجهم الانتخابية, والتي سيطبق القليل منها لكثيرٍ كان متأملاً.
إن همهم الوحيد هو جمع الملايين بشتى الطرق على حساب دينهم وأخلاقهم, حتى صاروا على ألسن كل الفضائيات.
ومن غير المعقول لمثلهم إن يتذكروا الأصوات, التي أوصلتهم لهذه المناصب التي حلموا بها, هنا أقول لا تهمنا المسميات, أو الانتماءات الحزبية والطائفية, بل تهمنا الخدمات ورفاهية هذا الشعب, الذي وضع ثقته بكم, ولا تنسوا أنكم اليوم ستأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر, وتلتزمون حدود الله, وأيضاً عليكم مخافة الله في شعبكم الذي انتخبكم.
بقول الرسول الأكرم صلى الله عليه واله وسلم (الخلق السيء يفسد العمل كما يفسد الخل العسل) صدق رسول الله.
أن بعض الساسة تغيرت أخلاقهم, وتقمصوا شخصيات دكتاتورية, وسلوكيات جديدة, لا تخدم المواطن الذي أعطى صوته الثمين بكل بساطة الى هؤلاء البهلوانات1!!, وإن الثمن لكل ذلك كان باهظاً جداً, عند ساسة الغفلة, الذين ضمنوا تلك الكراسي اللعينة, بحثاً عن مصالحهم, ومصالح أحزابهم ومواليهم, وخالوا أنهم قد أصبحوا عظماء, بل هم سفهاء, متناسين إن العظمة لله وحده, وإن الكراسي وزمن الجلوس عليها إن طال أو قصر, فهو بالتالي زمنٍ منقضٍ, وستكون أخشاب تلك الكراسي حطباً تتوقد نيرانها فيهم.
51/5/13911
https://telegram.me/buratha