المقالات

المالكي يترجل من فوق مصاعد مدينة الطب

868 22:32:00 2013-09-11

هادي ندا المالكي

لا اتمنى لاي شخص ان يكون من مريدي مدينة الطب ومراجعيها في ظل ظروف البؤس والتخلف التي تعاني منها هذه المؤسسة الطبية العريقة التي كانت من اهم المراكز الطبية في الشرق الاوسط في يوم من الايام وكانت محطا وملاذا لمرضى العديد من الدول العربية ودول الجوار الا ان واقع هذه المدينة يخبر عن بقايا صرح تهاوى كل شيء فيه حتى المصعد الكهربائي الوحيد المخصص لنقل المراجعين واصحاب العمليات الجراحية ومن الغرابة ان يتم الاعتماد على مصعد واحد رغم وجود العدد الكبير من المصاعد الاخرى العاطلة ،فكان من يريد ان يزور مريضا في احد طوابق المدينة الطبية عليه ان ينتظر ساعة او اكثر حتى ياتيه الفرج ولا اعلم كم الوقت الذي يحتاجه صاحب العملية الجراحية لتشرفه بالصعود الى غرفته.وحكاية مصعد مدينة الطب ليست هي الهدف المقصود حتى يتم التركيز عليها الا انها ترسم صورة حقيقية عن الواقع الصحي ومن خلال اعرق مؤسسة صحية كونها تفتقر الى ابسط مقومات عملها حتى ان وجودها في قلب العاصمة بغداد لم يشفع لها ان تحضا بالاهتمام او القيمة المعنوية التي تتميز بها وجريا على هذا الواقع يمكن للمرء ان يتخيل واقع المؤسسات الصحية في المحافظات وفي الاقضية والنواحي دون المرور على قلة الكادر الطبي وغلظته في التعامل مع المراجعين وشحت الأدوية وفسادها وانتشار الرشوة وتفشي الفساد المالي والاداري والتجاوز على الكوادر وهجرة الكفاءات الطبية وانعدام الانسانية والمتاجرة بالام وهموم الفقراء والمعدمين وغيرها من المشاكل التي لم تعالج وليس في النية ان تعالج؟.ان الواقع الصحي في البلاد يمثل حالة يصعب وصفها لانها حالة فريدة ولا يوجد ما يماثلها في اي دولة من دول العالم فاذا قلنا واقع متخلف فهذا الوصف يميزها وان قلنا واقع بائس فبكل تاكيد ليس هو الوصف الدقيق وان قلنا مزري ومخيف فلا يمكن ان يلامس حقيقة الواقع ومع كل ما يمكن وصفه فان حقيقة الامر ان كل معاني البؤس والتخلف والرعب يمكن ان تتضمنها حقيقة الواقع الصحي في العراق فالمستشفيات ترسم لك وضعا يعود بك الى العصور المظلمة من خلال مشاهدات تجول الكلاب السائبة والقطط والجرذان وهي تتخذ من هذه الاماكن مرتع وملعب لها بينما تمثل الغرف والممرات بقايا اثار تركت ذكرياتها لمن مروا بها وذهبوا الى دار الاخرة من مرضى وعاجزين قد قامت قيامتهم ولن يكون امر المراكز الصحية بافضل مما هو في المستشفيات الكبيرة.ان الواقع الصحي تعرض للاهمال المزمن رغم اهميته وتماسه المباشر بحياة المواطن بل ان الواقع الصحي يمثل رمزا من رموز الوعي والحضارة والثقافة والشعور بقيمة الانسان وكل هذه المفردات والعناوين لا تجد لها مكانا في عراقنا الجديد وفي عراق ام المعارك وعراق ما قبل 2003.ان عجز الحكومات التي جاءت بعد عام 2003 من بناء مؤسسة صحية واحدة في البلاد يمثل اسوء معاني احتقار الانسان وهدر كرامته ..بل كيف يمكن لحكومة ان تبني مؤسسات صحية متطورة وهي عاجزة عن توفير او تصليح مصاعد عاطلة منذ سنوات عديدة وربما مثل سقوط مصعد مدينة الطب صدمة للسيد المالكي لانه لم يكن يعتقد ان المؤسسات الصحية في العراق تعتمد على المصاعد طالما ان من يصاب بجلطة او وعكة او تخمة يعالج خارج العراق او في اقليم كردستان اما وزير الصحة فقد يكون محظوظا لان لا احد يعلم ان في حكومتنا الحالية وزيرا للصحة.في دول الجوار قامت حكوماتها بتوفير مصاعد وشوارع سيارة في المطارات وفي الاسواق وفي المتنزهات من اجل توفير الراحة والفرجة للجميع وفي بلدي لا يوجد مصعد في اعرق مؤسسة صحية يمكن من خلاله نقل المريض من غرفة العمليات الى سرير رقوده.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
احمد الطيب
2013-09-12
في الواقع انا مستأنس لهذا السقوط .لاأقصد سقوط المصعد طبعاً ولكن سقوط الحكومة التي لم تستطع ان تصلح حتى مصعد لمستشفى. اخواني السقوط عام شامل وبدا اليوم بمصعد وستنهار امور اخرى لان سقوط المصعد كناية عن سقوط الحكومة كون المصعد سقط بسبب الفساد الاداري وهو حال الحكومة الحالية سيسقطون اسرع من سقوط مصعد مدينة الطب بيد اننا قرأنا الفاتحة على ارواح ضحايانا في مدينة الطب ولكننا سوف نرمي سبع حجارات على سقوط حكومة تعتبر الآن بكل موازين التمدن اسوأ حكومة توالت على حكم العراق و اسميها حكومة لصوص المالكي
هادي ندا المالكي
2013-09-12
الاستاذ الفاضل ابو موسى العراقي السلام عليكم ..اقدر ما جاء في دعوتك لتوخي الدقة في النقل وما كتبته لا اريد به النيل من طرف او التسقيط لاجل التسقيط لكنك تفاجئني بنفيك امر سقوط المصعد وتصفه بالامر الخيالي ..سيدي العزيز الواقعة حقيقية وما عليك الا ان تنقر نقرة واحدة على زر الكيبورد وتكتب في الكوكل هذا المعنى وستجد ان خبر سقوط مصعد مدينة الطب اشهر من نار على علم ..تحياتي مرة اخرى
ابو موسى العراقي
2013-09-12
لايوجد خلاف كيبر على معظم ما جاء في المقال الا ان العمود الفقري للمقال (سقوط المصعد ) خيالي وينم عن ان الكاتب لم يرى من الخادث (وللأسف الا الغبار) لذا ندعوه وغيره الى توخي الدقة في النقل عن الغير لما لمثل هذا الخبر من تأثير سلبي على المرضى .
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك