المقالات

على وقع عار قمع تظاهرات 31 آب..!

820 06:39:00 2013-09-12

 

 قاسم العجرش      

   لعل من سعود طالعنا ـ كدعاة للحرية ـ في هذا الزمان الأغبر، أن صحوة الشعوب الراهنة أو ما أطلق عليه أسم الربيع العربي خطأ، قد كشفت مستور تيارات وأبواق وأفواه، لطالما سمعناها تعزف ألحان الحرية على وقع تضحياتنا؛ ولكن عندما يُطلب منها التضحية والفداء، أو على الأقل مشاركتنا آلامنا ـ ولو بمراسم العزاءـ تجدهم يهيمون في أبراجهم العاجية البعيدة عن أحلام البسطاء, وقد أصبحت الحرية في خيالهم المطلي بصبغة سوداء؛ مثل ما وصفنا: ترف أو نزق يمارسه الشعب....

   فالحرية وفقا لسكنة الأبراج العاجية من ساسة زماننا الأغبر "ترف" لا يجب مقاربته من قبل الشعب، وإن قاربه "بعض" هذا الشعب فإن التهم جاهزة: العمالة والخيانة والارتباط بـ " أجندة" خارجية، لأن من يطالب بالحريات؛ لابد أن تكون أصابع أجنبية قد حركته، وفقا لخيال ساسة هذا الزمان الأغبر ..! أما من يكتب عن الحرية أو ينظر لها، فإنه مستورد لنظرية غربية لا تتلائم مع "خصوصياتنا" و" تراثنا" و"مبادئنا" و" واقعنا"..!

   ساسة هذا الزمن الأغبر عبأوا رؤوسنا قبل أن يعتلوا ظهورنا، بأحاديث دسوا بينها مفردات عائمة هائمة..الأمجاد..المواقف...القيم..الثوابت الوطنية..التضحيات من أجل الأوطان..حب الوطن من الإيمان......(إستطراد ليس مزعجا على أية حال): لا أعرف لم تذكرت للتو وصايا صدام حسين، ومنها وصيته العجيبة: "عملك شرفك فمن لا عمل له لا شرف له"..حينها كان البلد كما هو اليوم، يعج بالعاطلين!!..لاحقا عرفنا أن الرجل كان يقصد بالعمل خدمة النظام وطاعته..

   ساسة هذا الزمان الأغبر "يطالبون" بتحقيق الأحلام، ويفترض أنهم الأولى بـ " السعي" لتحقيق تلك الأحلام..لكنهم متدرعين بمتاريس وآهاب فشلهم الذي ألبسوه ثيابا رسمية، جالسين في أماكنهم، منشغلين بأنفسهم لا يبحثون عن صناعة أمجاد حقيقية تعبر عن جسارتهم, لا ينظرون للواقع الذي نحياه..وببساطة أشد أنهم لا يمتلكون آمالا حقيقية، وحتى إهتماماتهم لا هوية لها...

   ساسة هذا الزمان الأغبر هم وليس غيرهم، وليس من سبب آخر قطعا، سبب تعاستنا، ولعلهم يعرفون ذلك، بل من المؤكد أنهم يعرفون...لكن الذي لا يعرفونه أو ـ ربما ـ يعرفون ولكن إعلان المعرفة يرعبهم، أنهم إن عاجلا أم آجلا ستسقط أوراقهم كما تسقط أوراق الشجر في الخريف..

 كلام قبل السلام: أوراق الأشجار التي تسقط في الخريف تنزل الى الأرض دائما...

 سلام....

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك