عمار جبار لعيبي
في احد ازدحامات بغداد المرعبة واصوات اجهزة التنبيـه مرتفعـة كان هنالك شخص جالس في احدى سيارات الاجرة وقد بـدا عليــه التعب رافعـا ً بصره الى السماء يتـأمل ويتسائل مع نفسـه وقد بــدأ يكلم نفسه وكأنه يكلم شخصا ً اخر غيره لماذا هذه الفوضـى وهــذا الضجيج ؟ هل اصبحت الفوضى جزء مـن شخصية المـواطن العراقــي ام ان جلّ الثقافة والتقاليد التي تؤطر المجتمع العراقي وتعمل على تفعيـل سلوكه مازالت تعبر عن رواسب التقاليـد الابويـة المتسلطــة التـــي يريدها الحاكم المستبد وباتـت طباعـا ً لايستطيع المواطن التخلــص منها فبدأ يسايرها؟ ام ان ذات المواطن مازال يقودها الماضي تحت عنوان خذ حقــــك وحق غيرك قبل ان تفقدهما معا ً ؟! وتحت ضغـط هـذه التسـاؤلات تخظـع ذات المواطـن الى معركــــة داخلية بين التقاليد والعادات التي تطبعت فيه وبين العادات والتقاليـد التي هجمت عليـه جـراء الانفتـاح وعـدم وجــود (سيطـرة نوعيــة) توضح له وترشده الى الاراء والمعتقدات التي تتلائـم معـه دون ان تحدث له تناقظا ً في شخصيته جراء انفتاح العراق على مصراعيه واستقبالـه لجميـع الاراء والمعتقدات برحابـة صدر ٍ تحـت عنــوان الديمقراطية وحرية الاعتقاد وابداء الرأي.........................الخ التي اصبحت الذريعة التي لا تنتقض من قبل اي شخص. فلــه الحق في ان يكتب ويقول ويفكـر ويلبـس مادام لايضر بالنظـام العـام دون ان ننظـر الى مخاطـر هذه الحرية وتاثيرهـا على عقليـة المواطن الذي لايملك الثقافة الكافية لمقاومة هذه الافكار التي تغزوه وتحطم ثقافته الاصيلة وتحل محلها دون قيد او مانع !فلـو دخلنـا الى عقـل المواطن لأحتجنا الى رجل مرور ينظم سيــر عمليـة تفكيـره نتيجة تقاطع الافكار والازدحامات وكثرة المعتقدات والاراء المتناقضة التي تتلاطم كتلاطم امواج البحر !وفجأة سكت هذا المواطن وأبتسم وكأنه وجد جوابا ً لهذه التساؤلات فترجل من السيارة ونظر الى الازدحام وهز يده وهو مبتسم ورحل ولكنـي لـم اعلـم سبب ابتسامتـه تلـك وعلـى الرغـم مـن ذلـك فقـــد اشعرتني ببعض الامل الذي كنت افتقده !
https://telegram.me/buratha