المقالات

تأملات مواطن عراقي

683 11:26:00 2013-09-12

عمار جبار لعيبي

في احد ازدحامات بغداد المرعبة واصوات اجهزة التنبيـه مرتفعـة كان هنالك شخص جالس في احدى سيارات الاجرة وقد بـدا عليــه التعب رافعـا ً بصره الى السماء يتـأمل ويتسائل مع نفسـه وقد بــدأ يكلم نفسه وكأنه يكلم شخصا ً اخر غيره لماذا هذه الفوضـى وهــذا الضجيج ؟ هل اصبحت الفوضى جزء مـن شخصية المـواطن العراقــي ام ان جلّ الثقافة والتقاليد التي تؤطر المجتمع العراقي وتعمل على تفعيـل سلوكه مازالت تعبر عن رواسب التقاليـد الابويـة المتسلطــة التـــي يريدها الحاكم المستبد وباتـت طباعـا ً لايستطيع المواطن التخلــص منها فبدأ يسايرها؟ ام ان ذات المواطن مازال يقودها الماضي تحت عنوان خذ حقــــك وحق غيرك قبل ان تفقدهما معا ً ؟! وتحت ضغـط هـذه التسـاؤلات تخظـع ذات المواطـن الى معركــــة داخلية بين التقاليد والعادات التي تطبعت فيه وبين العادات والتقاليـد التي هجمت عليـه جـراء الانفتـاح وعـدم وجــود (سيطـرة نوعيــة) توضح له وترشده الى الاراء والمعتقدات التي تتلائـم معـه دون ان تحدث له تناقظا ً في شخصيته جراء انفتاح العراق على مصراعيه واستقبالـه لجميـع الاراء والمعتقدات برحابـة صدر ٍ تحـت عنــوان الديمقراطية وحرية الاعتقاد وابداء الرأي.........................الخ التي اصبحت الذريعة التي لا تنتقض من قبل اي شخص. فلــه الحق في ان يكتب ويقول ويفكـر ويلبـس مادام لايضر بالنظـام العـام دون ان ننظـر الى مخاطـر هذه الحرية وتاثيرهـا على عقليـة المواطن الذي لايملك الثقافة الكافية لمقاومة هذه الافكار التي تغزوه وتحطم ثقافته الاصيلة وتحل محلها دون قيد او مانع !فلـو دخلنـا الى عقـل المواطن لأحتجنا الى رجل مرور ينظم سيــر عمليـة تفكيـره نتيجة تقاطع الافكار والازدحامات وكثرة المعتقدات والاراء المتناقضة التي تتلاطم كتلاطم امواج البحر !وفجأة سكت هذا المواطن وأبتسم وكأنه وجد جوابا ً لهذه التساؤلات فترجل من السيارة ونظر الى الازدحام وهز يده وهو مبتسم ورحل ولكنـي لـم اعلـم سبب ابتسامتـه تلـك وعلـى الرغـم مـن ذلـك فقـــد اشعرتني ببعض الامل الذي كنت افتقده !

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك