الكاتب :قيس النجم
العراق وذكريات الماضي السحيق, والحاضر الاليم, هو الان بين مطرقة الإرهاب وسندان الحكام, والثمن كان غالياً, بعد إن خلّف واقعاً فرض علينا, وأهدانا ألاف اليتامى والارامل .بداية غير سارة, لكنها باتت جزءاً من حياتنا اليومية, حين جاء الينا من لبس زي الساسة, واصبحوا اليوم من كبار المدعين؛ والناطقين بالديمقراطية وتصريحاتهم الرنانة, وادعاءاتهم ببناء دولة متكاملة وبكل المعايير الصحيحة, وهنا سؤال يطرح بقوة اذا طبقت عليها مواصفات الدولة الحديثة فنحن الى اين؟؟؛ واذا لم تطبق ماذا سنفعل؟؟.ان حقيقة فشلهم رغم مرارتها لابد ان نتجرعها, لاسيما نحن نعلم ان الدول مثل اي كائن حي, تتأثر بالعوامل الداخلية والخارجية؛ ويصل بها الى درجة التفكك, وهذا يعني الموت البطيء, والدولة المريضة هي من تدعي النظام؛ وهي على علم انه فارغ من محتواه الحقيقي ولا يصلح تسميته بنظام, وهذا يعني فشل الحكام في صناعة دولة قوية متماسكة, وهذا مردود ما زرعوا من تخبط في ادارة البلد.اذن اصبحنا اليوم من الدول التي تدعي الديمقراطية, ونحن دولة بدت ملامحها واضحة, وقد كساها الفشل والاخفاق وهو كبير؛ لذا خرجنا من دولة فاشلة الى دولة دكتاتورية, لأنها تفتقد الى ابسط حقوق المواطن, وقد علاها الفساد والمحسوبية؛ الذي نخر جسدها المتعب اصلاً, وما مر عليها من حكام كانوا اقسى من الاعداء, والتاريخ يكره الحتمية ولكنه لا يحتمل المصادفات؛ لذا سنخرج من دولة فاشلة الى دولة فشلة وبامتياز!.ان العوامل التي تساعد على تفكك الدول واندثارها, تتلخص بثلاث عوامل رئيسية: هي احتلال بعض الدول من قبل دولة اخرى, أو الاتحاد مع دولة اخرى وكذلك العامل الداخلي, وهو مهم جداً لكونه مؤثر على البلدان العربية؛ بسبب تكوينهم وتعدد اطيافهم, والعامل الثالث هم الساسة وفشلهم في ادارة بلدانهم, لذا نجد ان هذه العوامل لو تجمعت لحطمت اكبر دولة مهما تكن متماسكة وقوية. العراق اليوم يمر بمرحلة التفكك والتخبط والضعف, بسبب النهج الخاطئ الذي سارَ عليه جميع الحكام, بعد إن تسيدوا الحكومات السابقة ولحد الان؛ ومن اهم الاسباب التي جعلة الدولة مريضة, وفي حالة الموت السريري هي العوامل الداخلية, رغم توفر العوامل الاخرى من احتلال وفشلٍ واختلاف؛ ووجود اساس غير رصين في تكوينها وتفككها بسبب كثرة الاطياف والديانات, وعوامل التضارب في الرؤى والافكار بينهما, وهذا (فايروس) خطير يدمر الشعوب ويحطمها.
https://telegram.me/buratha