بسم الله الرحمن الرحيم
هكذا كان مطلع الخبر الذي قرائته والذي يفاجىء فيه كاتبه شيعة امير المؤمنين ع بهذه الحقيقة وبالادلة! وتصورت ان الدليل سيكون احد الاوصاف التي تعود للسفياني لعنه الله وسيلبسها عنوة الى ابن رسول الله (ص) ولكنه لم يستطع ربط ملامح وصفات سماحة السيد بذلك الخارج عن طاعة الله فرمى السيد الجليل بصفة يتمتع بها الكثيرون وهي انه لم يزر مكة والمدينة وحقيقة لا اعلم ان كان السيد قد وفق ام لا لتلك الزيارة خلال حياته ولكني اجد التهمة تمطر حقداً على ذلك الابي وفعلا الخبر ماهو الا حجارة ترمى بها شجرة مثمرة ولكنه يفتح الباب لموضوع مهم .
فالخبر قد قادني الى البحث عن اخبار مشابهة ووجدت ان هناك فرقاً وافراداً قد شمرت عن سواعدها لاكتشاف شخص السفياني فالبعض اعتقد انه الملك عبدالله لكونه احمر اشقر ازرق ! رغم انه زار البيت الحرام والبعض تصوره بشار الاسد واخرون قدموا شاكر العنبسي وعدنان العرعور و... الكثير من الاسماء باستدلالات عددية بواسطة حساب الجمل الاكبر والاصغر للايات والاحاديث وتفسيرات ومحاولة ربط لا للسفياني فقط بل للخراساني واليماني وقد تفاجئت من كتاب لجابر البلوشي والذي وصل الى تحديد يوم دقيق لقدوم المهدي عليه السلام !! وكلنا نعرف ان الائمة عليه السلام اكدوا من ان " كذب الوقاتون " وقد علق على الامر من زاوية اننا في عصر الظهور وفي قلب الحدث ولسنا ننتظر وقثا ً اضافيا ً ولست هنا بصدد مناقشة هذه الظاهرة التي بدأت بالتزايد خاصة بعد عام 2000 والا اوجه اتهاما ً لاحد من عشاق مخلص البشرية فالبعض اخذتهم العجلة والبعض جعلوها تجارة والاعمال بالنيات والله مطلع عليها .
الاهتمام بعصر الظهور ومجرياته يجب ان يسري في عروق المؤمن ينام ويصحى يتأمل فيه ويربط الاحداث بما لديه من اقوال الائمة ويدعو بالفرج ويتمناه ويسمع لمن كرسوا قدر كبير من وقتهم لابحاث ومحاضرات ليصل الى حيث النجاة من فتن كانها قطع الليل المظلم ولكن هل هذا كل شيء هل المعرفة كافية لمعرفة صاحب الامر عليه السلام ومعرفة عصر ظهوره واصحابه واعداءه هل الامر يقتصر الى معرفة الروايات والاطلاع ام ان هناك امورا ً اخرى .
ان اول كتاب حصلت عليه بعد السقوط كان كتاب عصر الظهور للشيخ الكوراني حفظه الله والذي يمثل الكتاب رقم واحد في مكتبتي الدينية وكنت قد قرائته سابقا ً وطلبت من زوار السيدة معصومة ان يجلبوا لي نسخة ومنذ ذلك التاريخ وانا اطلع عليه مرارا ً وتكرارا ً حتى اخالني قد حفظته فلقد كان تصوري انني بقراءة احاديث ال محمد سأتحصن من اي فتنة وان اي قارىء للكتاب سيذعن !! والامر اعمق بكثير من هذا التصور الساذج فالمسألة هي بين "فتن كقطع الليل المظلم "وبين "امرنا كما هذه الشمس" كما جاء في احاديث ائمتنا عليهم السلام فكيف يمكن ان يجتمع الامران ؟!!
العين والقلب وروح الانسان هي الفيصل في هذه المسألة فالبعض يجدون انفسهم غارقون في متاهات وانحرافات لا لشيء الا لظهور نتائج اعمالهم السابقة والتي تنعكس على قلوبهم فيرون الامر بصورة يمكن ان يراها اخرعلى غير حال وهذا ما يحصل الان فعلماء الوهابية والسلفية يرون الامور بمنظار لا اجده استكبارا ً قدر كونه اعتقاد فاسد ونراهم يخلطون الامور ويروننا بذات الصورة وهكذا ولكنه طوبى لمن لايرى من كل الفوضى الا الشمس الواض1حة فاي ذات تلك التي لا تشعر بهذه الفتن وتنقشع امامها كل الغيوم ولا يبقى الا شمس الحقيقية .
ليس مهم ان نشخص السفياني الان فكفنا ان ننتظر ان يمتلك شخص الخمسة اكوار فنعرفه ولكن المهم هو اصلاح الذات وترويضها على قبول امر الله عز وجل فامامنا ابتلاءات كثر اولها انفسنا فهل خضعناها الى امتحانات لندرك انها تتقبل مشيئة الله بلا مقايسة كما فعل ابليس فطرد من رحمة الله وكما فعلت اليهود التي هاجرت للمدينة في انتظار رسول بعد عيسى وما ان عرفوا انه عربي حتى باتوا اعدائه لانهم استكثروا على العرب هذا الشرف وحسدوهم فهل نحن بعيدون عن المقايسة هل دسنا باقدامنا الكبر والغرور في انفسنا , هل سلمنا بان راية المشرق وراية اليماني يجب نخضع لها ونحترمها لان رايتهم سيسلمونها الى الامام المهدي عليه السلام هل سنتقبل بسطاء الناس وحفاتهم ممن يمكن ان يختارهم المهدي عليه السلام قادة له ام اننا سنتمسك برموز نتصورها احق ؟! انه عصر عسير لمن تعقل وقايس عند ظهور صاحب الامر ويسير لمن عمل بعشقه وقلبه وتسليمه لله فليحفظنا الله من شرور انفسنا ويقينا شر كبرنا ولا يجعل لشيء منهما عاتق امام قرب الحبيب.
لا تنتظر الى حيث الظهور لتختبر نفسك سواء قرب او ابتعد فابدأ من الان فالامتحانات قد ابتدءات فانظر مثلا الى السيد حسن نصر الله كلامه من كتاب الله يدعو الى الكرامة ويأبى الذل يدعو الى النصر ويأبى الخنوع عدو لاعداء الله شوكة بحلق اسرائيل كل هذه الحقائق والاالاف البشر من العرب تعتبره خائنا ً قاتلا ً وعميلاً ؟!! اليس هذا التناقض مخيف وكذلك بالنسبة الى ايران التي تطورت خلال ثلاثة عقود لتجاري اكبر الدور بعد ان توكلت على الله واتخذت من الاسلام راية فما كان من الالاف العرب الا اعتبارهم اعداء وامريكا قاتلة البشر والعدائية هي من تحمينا من ذلك العملاق الشيعي ؟!! .والامثلة كثيرة وعراقنا ملىء بها فالشخوص المجرمة لها شعبيتها .؟!!
المحاضرة الاخيرة للشيخ الصغير حفظه الله في الملتقى الاسبوعي كانت تحمل اشارات رائعة فتسأل الشيخ بعتاب فيه لطف تسأل كيف ستساند ؟ هل تساند بالمال كما فعلت السيدة خديجة ع ام بالسياسة كما فعل ابو طالب ع ام بالسيف كما فعل علي ع وفعلا تسائل في محله فالسلام قبلا قد قام على هذه ولابد له ان يقام على ذات الركائز الان فهل نحن جاهزون للبذل والاصح هل بذلنا فالشيخ لام من يستعد للبذل متى ما ظهر وعد الله وليس قبله ! ام هل يستعد الشباب لتعلم فنون القتال ؟ بماذا سنساند الاسلام الجديد سؤال بحاجة الى تأمل ؟!.
اصلاح الذات وطلب التوفيق والتوكل على الله وحفظ المذهب وعدم التنازل عن اركان العقيدة والصدق والاخلاص والامانة وحب الناس ومساعدتهم واصلاح المجتمع والامر بالمعروف والنهي عن المنكر هي المصابيح التي تنير لنا ظلمة الفتن ووحشة الدنيا وترشدنا الى شمس الحقيقية .
اللهم عجل لوليك الفرج واجعلنا من العارفين بحقه انك سميع الدعاء .
المنتظرة بغداد
https://telegram.me/buratha