المقالات

طنطل .... المنطقة الخضراء

1913 13:41:00 2013-09-12

الحاج هادي العكيلي

أبقى متحمسا لمتابعة الحكاية التي تقصها جدتي حتى نهايتها وحتى لو انتهت الحكاية فاني لا استسلم لسلطان النوم بل أضع راسي على مخدة مصنوعة من ريش الطيور مغمض العينين و صورة الطنطل تراودني دون أن تعطيني مجالا كي أغفو قليلا ونتيجة لبلوغ التعب والجهد العقلي مبلغه أغيب نائما على فراشي لكن صورة الطنطل تلازمني في كل أحلامي فكنت أتخيله بعدة أشكال لحيوانات مختلفة او صورة قائد ديكتاتوري يقتل ويعذب شعبه ، أو قوات سوات تضرب المتظاهرين العزل بالهراوات وخراطيم الماء الحار والقنابل المسلية للدموع ، أو وحش كاسر يهاجم السكان في القرى البعيدة عن المدن لقلة الحماية حولها ولكن ليس من المعقول أن يهاجم الطنطل المنطقة الخضراء المحصنة من جميع جهات ليصبح هاجس الخوف والرعب لكل من سكنها خوفاً من ظهور الطنطل بانقلاب عسكري أو سيارة مفخخة بأطنان المتفجرات أو عبوة لاصقة توضع في أحدى السيارات أو اختيال بكاتم الصوت ليصبح طنطل الخضراء محارباً في النهار وشجاعاً في الليل تخاف رجالات الدولة من ظهوره مشددة الحماية ومعلنة الإنذار بأقسى درجاته . الطنطل في العراق له حكايات وروايات يتداولها جميع الناس . وكان من أغلب رواة حكاية الطنطل هم الفلاحين والجنود العراقيين عند واجباتهم في الحدود وأهل الترحال البدو ، ولكن أن يظهر الطنطل في المنطقة الخضراء شيئاً غير معقول ليهدد بالاغتيال بكاتم الصوت أو الانقلاب أو تفجير عبوة أو سيارة مفخخة أمر غير معقول لأنها من أكثر المناطق المحصنة ويخشاها الطنطل من الاقتراب إليها ولكنه وجد النفوس التي تسكنها ضعيفة وخاوية وفاقدة الثقة بالأقرب منها تنتهز الفرصة لكي تحوش وتنهزم ، معلنة استسلامها ولكن (ألبيها ما خليه ) ، حاكية للآخرين همها وتخوفها مما يحيط بها ، ليقول لهم الطنطل عليكم بالرحيل لأنكم دمرتم البلاد وخذلتم العباد وكوشتم الملايين فبقائكم طال والحساب قد نال ، فما عليكم إلا الفرار ، فيوم لا ينفع لا مال لا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم .ومع هذا كنت أتمنى أن أرى طنطل المنطقة الخضراء لأحكي له حكاية الشعب العراقي المظلوم لاقول له أن القتل على الهوية وما من مغيث يغيثهم ، والتهجير والرحيل من البيوت وما من أحد ينصرهم ، والتفجير بسيارات المفخخة ولا من أحد يحميهم ، إلا تنصر المظلومين يا طنطل الخضراء لتزرع الرعب في نفوس هؤلاء لتفرض وجودك في نفوس العراقيين ، ولترهب رجالات المنطقة الخضراء ، فأن للطنطل القديم في قرانا كان الخوف يرهب منه كبار القرية وصغارها ، فأن في تلك المنطقة الخضراء ليس شقاوات بمعنى الكلمة فقط أنهم شقاوات في الإعلام . ومع ازدياد المخاطر حول المنطقة الخضراء من ظهور الطنطل في المنطقة في أي لحظة وتخوف من يسكنها ، يتوهم البعض أن تلك المنطقة مستقرة وبعيدة عن المخاطر لان الذين سكنوا المنطقة قد مارسوا طقس وضع سكين تحت الوسادة كنوع من الحماية بالرغم من أنهم كانوا يسخرون من هذا الطقس وهي ثقافة تتضمن تقديس شخص لا ينفع ولا يضر معتقدة أن هذا الشخص هو ما يمنع عنها الخطر الأسطوري الذي يهددها .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك