هادي ندا المالكي
اثار قرار مجلس الوزراء اعتماد الية الفردي والزوجي في سير المركبات للحد من الاعمال الارهابية المتزايدة في العاصمة بغداد حالة من التذمر والتندر في وقت واحد لان مثل هذا القرار ما كان ليحتاج الى اجتماع مجلس الوزراء اولا ولان هذا القرار لا صلة له بالارهاب وبالعمليات الارهابية ثانيا كون هذا القرار يمثل هروب الى الخلف من قبل الحكومة وواضح ان قرار الزوجي والفردي بما يسببه من اثار سلبية على كثير من المواطنين والموظفين العاديين دون غيرهم لان غيرهم قد تم استثنائهم من القرار فانه كذلك ليس له علاقة بجوهر الموضوع وهو مكافحة الارهاب والتقليل من الهجمات الارهابية او القضاء عليها وحتى لو تم فرض حظر تجوال على سير المركبات جميعها وتم استبدالها بالخيل والبغال والحمير والجمال فان العصابات الارهابية ستقوم باعمال اجرامية من قبيل تفخيخ هذه البهائم اجلكم الله او تلغيم الاعلاف والسروج والعجلات.ان العصابات الارهابية في كل الاوقات ستكون لديها خيارات اخرى للمناورة والوصول الى الاهداف المرسومة في حال اعلن مجلس الوزراء قرارا بوقف سير المركبات نهائيا لان هؤلاء لديهم من التجربة والذكاء الخارق في تغيير الخطط وتبديلها وبدل تفخيخ سيارات المنفيس سيقوم الارهابيين بتفخيخ البغال والحمير كونها منفيس ايضا ورخيصة اما الخيول والجمال"البعران" فان ارقامها اصلية وغالية الثمن ووارد الشركة العامة للثروة الحيوانية وفي قليل من الاوقات تستورد من اربيل والسليمانية رغم انها غير اصيلة وربما تلجا العصابات الاجرامية الى تفخيخها وتلغيمها في حال ارادت هذه العصابات الوصول الى المنطقة الخضراء باعتبار ان وسائل النواب الدايحين وغيرهم ستكون الخيول والجمال وبكامل المواصفات وقد يلجا الارهابيين الى تفخيخ الصخول اكثر من غيرها للوصول الى المنطقة الخضراء لان الصخول مشاكسة ولديها سرعة في الوصول الى كل ما هو اخضر ومثمر.ان قرار الزوجي والفردي يؤشر حالة واضحة من التخبط والقصور في الرؤية الامنية لان مثل هذه القرارات لن توقف الارهاب او تحد منه وبدل السيارات ستكون هناك الف طريقة وطريقة لتوزيع الموت والدمار واخر هذه الطرق الطريقة الحديثة القديمة ما حدث في حسينية التميمي من استهداف المصلين بالاحزمة الناسفة والتي خلفت عشرات الشهداء واكثر منهم جرحى في يوم دام ومريع لم يكن للفردي والزوجي اثر في وقف هذا التداعي الخطير.ان اصل المشكلة الامنية في العراق استخباري وتكتيكي واستراتيجي ولن يتم معالجته بالتخبط وبالهروب من المشكلة الحقيقية الى علاجات وهمية من قبيل الفردي والزوجي انما يتم من خلال تبديل الخطط الامنية وتفعيل الجهد الاستخباري وتفعيل المصالحة الوطنية والتعاون مع دول الجوار والقضاء على البطالة والقضاء على الفضائيين وعلى الفساد المالي والاداري وبث وزرع روح المواطنة والانتماء الى كل العراق.لن يكون قرار الفردي والزوجي اخر تقليعات القيادات الامنية وربما سنتفاجا بمنع سير المركبات نهائيا طالما ان القيادة العقلية الامنية لا تريد التعلم من اخطاء الماضي ولا تريد ان تسمع نصائح المقربين
https://telegram.me/buratha