المقالات

لماذا تجميد الأزمات وليس تصفيرها ؟؟

463 22:30:00 2013-09-12

عباس المرياني

بذل زعيم المجلس الأعلى الإسلامي العراقي السيد عمار الحكيم جهودا كبيرة واستثنائية في السنوات التي أعقبت أزمة تشكيل حكومة الشراكة الوطنية عام 2010 وحتى يومنا هذا من اجل الخروج من الأزمات او تجنب السقطات والمنزلقات الخطيرة التي واجهت مسيرة التجربة الديمقراطية الفتية التي يعيشها الشعب العراقي دون ان يكون الحكيم رئيسا لمجلس الوزراء او لمجلس النواب او ان يكون له وزراء وممثلين في حكومة السيد المالكي.ومواقف الحكيم المساندة والمدافعة عن العملية السياسية وحقوق أبناء الشعب العراقي هذه يمليها عليه تكليفه الشرعي وواجبه الوطني ومنظومته الأخلاقية التي تربى وترعرع عليها في جميع مراحل حياته وتجاربه وجهاده فكان ثمرة لمرجعية خالدة وعائلة مجاهدة ومضحية قدمت القرابين تلو القرابين حتى كان أخرهم قمر دري تهاوى بين الباب والمحراب قرب ضريح جده امير المؤمنين فكان ان استقر بناء العراق الجديد على هذه الدماء الزاكيات.ومنذ فترة ليست بالقليلة اتخذ السيد الحكيم من الملتقى الثقافي الذي يعقد عصر يوم كل اربعاء تقريبا منبرا ومؤتمرا لارساء وترسيخ الكثير من المفاهيم والاعلان عن مواقف المجلس الاعلى في القضايا المختلفة التي تشهدها الساحة السياسية العراقية فكان هذا الملتقى محط اهتمام ومتابعة جميع ابناء الشعب العراقي والمعنيين بالشان العراقي في الداخل والخارج.وعند مراجعة مواقف السيد الحكيم التي تم طرحها في الملتقى الثقافي نجد انه جميع هذه المواقف متوازنة ومتصلة لذا فان كل مبادرة او دعوة او رؤية يطلقها الحكيم لها مبرراتها واسبابها دون ان يكون هناك تداخل او غموض او عدم وضوح في الرؤيا لهذه المتبنيات ولهذا فقد سمعنا وسمع الجميع خلال الملتقيات السابقة دعوة السيد الحكيم لتصفير الأزمات التي تواجه العملية السياسية وهذه الدعوة عامة ولا زالت قائمة لان تصفير الازمات يعني نهوض العراق معافا سالما من كل أوجاعه واحزانه وهي دعوة تظل محل عمل وامنيات للسيد الحكيم لان يقوم بها جميع القادة السياسيين الا ان ظهور ازمة الوضع السوري وتلويح امريكا ومن ورائها اسرائيل ودول الخليج بتوجيه ضربة عسكرية الى سوريا مقابل تهديد روسيا وايران وحزب الله وسوريا برد معاكس من شانه ان يشعل المنطقة ويفجر برميل البارود فيها دعا السيد الحكيم الى التحرك بسرعة لان يحذر الجميع من خطورة الاوضاع في المنطقة والتي هي ليست بعيدة عن الواقع العراقي ليس هذا فقط بل ان تداعيات المشكلة السورية تتحرك بسرعة كبيرة دون ان تمنح فرص كبيرة للاخرين لحل مشاكلهم ومواجهة الازمة السورية بتفرد لهذا كانت رؤية السيد الحكيم تتلائم مع طبيعة تحرك الازمة السورية لهذا دعا الى تجميد الازمات من اجل التحرك الفوري لاتخاذ الاحتياطات اللازمة لمعالجة ما يمكن ان يترتب على العراق من تداعيات الازمة السورية طالما ان التصفير امر غير منطقي ومن الصعوبة تحقيقه خلال هذه الفترة الزمنية الحرجة.ان تجميد الازمات من شانه ان يساهم فيما بعد بتصفيرها لان تجميدها يعني توقفها عن النمو عند حد معين وبالتالي عدم تضخمها او انفجارها كما ان توقفها يعني ان هناك فرص جيدة للحل طالما ان الاطراف المعنية وافقت على التجميد بدل التمدد والتوسع .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك