المقالات

الكاتم يغزو الشوارع وينشر الموت الهادي

582 21:42:00 2013-09-13

هادي ندا المالكي

بين المفخخات والأحزمة الناسفة والعبوات اللاصقة يدخل السلاح الكاتم طرفا أخر ينشر الموت والخوف واليتم دون ان يترك الدمار في الأبنية والممتلكات العامة لأنه سلاح شفاف ويعتمد لغة الصوت الهادئ البعيد عن الضجيج ولا يخطا ضحيته في كثير من الأوقات طالما كانت لغة الدفء والتقارب عنوانا له الا انه لا يختلف في أثره المميت عن أسلحة الموت الأخرى.وما يميز جولة استخدام الكاتم في الفترة الأخيرة انه كان ينشر الموت بالتساوي ودون قيد او شرط او منزلة فمثلما يحصد روح المسؤول والضابط يحصد أيضا روح الطالب والبقال وعامل التنظيف في طريقة تكاد تكون عادلة في توزيع القتل والموت والألم على جميع فئات أبناء الشعب وهذه ميزة تتوفر في الكاتم ولا تتوفر في وسائل الموت الأخرى التي تعتمد الكم الا في مرات قليلة عندما يكون المستهدف مسؤول كبير ومع ذلك فان المسؤول ينجو ويقع الموت والإصابات بقليلي الذنوب كما يقولون.وواضح ان هدف المجاميع الإرهابية والجهات التي تقف وراء هذه المجاميع من هذا العمل الإجرامي الفوضوي هو نشر الرعب والخوف والبلبلة في صفوف الناس وإيصال رسالة مفادها ان المجاميع الإرهابية بإمكانها ان تصل الى اي هدف تريد وانها هي من تمسك خيوط اللعبة وان الأجهزة الأمنية غير قادرة على المواجهة او التعاطي مع هذه اللعبة القذرة بمهنية واحترافية،والحقيقة ان هذا المعنى يكاد يكون مرادفا للواقع الذي يعيشه المواطنين الذي تيقنوا من عدم قدرة قادة الأجهزة الأمنية الحاليين من مواجهة خطط ومناورات المجاميع الإرهابية بدليل ان الموت الذي يحصد أرواح الأبرياء لم يتوقف رغم كثرة السيطرات الأمنية وقطع الشوارع وعسكرة البيئة المدنية .ان بقاء الوضع الأمني هشا مع تنوع خيارات المجاميع الإرهابية ستتواصل طالما بقيت الآليات المتبعة للعلاج عقيمة وتعتمد على خطط كلاسيكية مكشوفة ولا بد من اتخاذ جملة من الإجراءات التي من شانها ان تعدل من ميزان القوى لصالح الأجهزة الأمنية وامن المواطن من قبيل اقرار القوانين التي تجرم امتلاك مثل هذه الأسلحة وتفعيل الجهد ألاستخباري ووضع إستراتيجية بعيدة المدى لتأهيل عناصر كفوءة ومخلصة تعمل في الجوانب الإخبارية والاستخبارية وزجهم في دورات تخصصية والاستفادة من خبرات الدول المتقدمة والصديقة في هذا المجال وخاصة الدول التي واجهت مثل هذه المشاكل إضافة الى تنظيف المؤسسة الأمنية من العناصر المندسة والتي لا تدين بالولاء للوطن والمواطن والاهم هو تغيير القادة الأمنيين الماسكين بهذا المفصل المهم .ان مكافحة انتشار ظاهرة استخدام الأسلحة الكاتمة لا تتم بكثرة السيطرات وقطع الطرق لان معظم من يملكون هذه الأسلحة يتجولون في الشوارع بباجات مجلس الوزراء ومجلس النواب لهذا فان تفعيل الجوانب الاستخبارية وحصر وترقيم هذه الأسلحة ووضع قاعدة بيانات ثابتة ومتطورة من شانها ان تحد من هذه الجرائم وتقضي عليها.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك