هادي ندا المالكي
بين المفخخات والأحزمة الناسفة والعبوات اللاصقة يدخل السلاح الكاتم طرفا أخر ينشر الموت والخوف واليتم دون ان يترك الدمار في الأبنية والممتلكات العامة لأنه سلاح شفاف ويعتمد لغة الصوت الهادئ البعيد عن الضجيج ولا يخطا ضحيته في كثير من الأوقات طالما كانت لغة الدفء والتقارب عنوانا له الا انه لا يختلف في أثره المميت عن أسلحة الموت الأخرى.وما يميز جولة استخدام الكاتم في الفترة الأخيرة انه كان ينشر الموت بالتساوي ودون قيد او شرط او منزلة فمثلما يحصد روح المسؤول والضابط يحصد أيضا روح الطالب والبقال وعامل التنظيف في طريقة تكاد تكون عادلة في توزيع القتل والموت والألم على جميع فئات أبناء الشعب وهذه ميزة تتوفر في الكاتم ولا تتوفر في وسائل الموت الأخرى التي تعتمد الكم الا في مرات قليلة عندما يكون المستهدف مسؤول كبير ومع ذلك فان المسؤول ينجو ويقع الموت والإصابات بقليلي الذنوب كما يقولون.وواضح ان هدف المجاميع الإرهابية والجهات التي تقف وراء هذه المجاميع من هذا العمل الإجرامي الفوضوي هو نشر الرعب والخوف والبلبلة في صفوف الناس وإيصال رسالة مفادها ان المجاميع الإرهابية بإمكانها ان تصل الى اي هدف تريد وانها هي من تمسك خيوط اللعبة وان الأجهزة الأمنية غير قادرة على المواجهة او التعاطي مع هذه اللعبة القذرة بمهنية واحترافية،والحقيقة ان هذا المعنى يكاد يكون مرادفا للواقع الذي يعيشه المواطنين الذي تيقنوا من عدم قدرة قادة الأجهزة الأمنية الحاليين من مواجهة خطط ومناورات المجاميع الإرهابية بدليل ان الموت الذي يحصد أرواح الأبرياء لم يتوقف رغم كثرة السيطرات الأمنية وقطع الشوارع وعسكرة البيئة المدنية .ان بقاء الوضع الأمني هشا مع تنوع خيارات المجاميع الإرهابية ستتواصل طالما بقيت الآليات المتبعة للعلاج عقيمة وتعتمد على خطط كلاسيكية مكشوفة ولا بد من اتخاذ جملة من الإجراءات التي من شانها ان تعدل من ميزان القوى لصالح الأجهزة الأمنية وامن المواطن من قبيل اقرار القوانين التي تجرم امتلاك مثل هذه الأسلحة وتفعيل الجهد ألاستخباري ووضع إستراتيجية بعيدة المدى لتأهيل عناصر كفوءة ومخلصة تعمل في الجوانب الإخبارية والاستخبارية وزجهم في دورات تخصصية والاستفادة من خبرات الدول المتقدمة والصديقة في هذا المجال وخاصة الدول التي واجهت مثل هذه المشاكل إضافة الى تنظيف المؤسسة الأمنية من العناصر المندسة والتي لا تدين بالولاء للوطن والمواطن والاهم هو تغيير القادة الأمنيين الماسكين بهذا المفصل المهم .ان مكافحة انتشار ظاهرة استخدام الأسلحة الكاتمة لا تتم بكثرة السيطرات وقطع الطرق لان معظم من يملكون هذه الأسلحة يتجولون في الشوارع بباجات مجلس الوزراء ومجلس النواب لهذا فان تفعيل الجوانب الاستخبارية وحصر وترقيم هذه الأسلحة ووضع قاعدة بيانات ثابتة ومتطورة من شانها ان تحد من هذه الجرائم وتقضي عليها.
https://telegram.me/buratha