محمد الحسن
كدنا نتجاوز حدود بغداد الغربية (سهواً), تخيلنا الموت بأحدى الوسائل التكفيرية المعروفة (ذبح مثلاً), صديقي الذي يقود العجلة كان مرتبكٌ كثيراً, هو أعرف بنتيجة المغامرة كونه عاش الأحداث عن قرب!!...وجدنا طريق العودة بعد أن ظللناه دقائق معدودة فقط كأنها دهراً, أستأنف الدم رحلته في الشرايين من جديد...لم نتجاوز الخط الأحمر (حدودالأنبار)!بلد واحد, رغم أمتلاءه بجدران "كونكريتية" تكشف بين طياتها ضغائن تترجمها الدماء المهدورة. يغذّون رؤوس الأطفال بالأباطيل, "فمن قتل نفسٍ بغير ذنب" دخل الجنة, ولعله يجد الرسول ينتظره ليولم على شرف مقدمه الولائم ويقيم الحفلات!! تلك الأفكار لصقوها في "الدين", فصار قتل البريء الأعزل منقبة لا يمتاز بها إلا المؤمن المحض؟! ثمة من يصرّ على بقاء الوضع كما هو, فقصورهم لا يصلها إضطرام نيران الحقد, وطالما سلمت عوائلهم يهون الأمر كثيراً. تلك عقول مرهونة بفكر الماضي, لا يعيش أصحابها دون عدو, مهما كان لونه..لهم أدواتهم التي يؤججون بها أحقاد الجهل, فمرة تكون الوطنية أداة مستخدمة لضرب أبناء جلدتهم, وأخرى تكون الطائفة ذريعة لرفض الآخر بكافة أشكاله ومهما أقترب من الوطن.لا يمكن لأنسان أن يتصور أمن دون سلم, ولا شك أن عوامل إنعدام الثقة لها أرتدادت سلبية مباشرة على السلم المجتمعي..غياب الثقة حالة وليدة الصراع على "عرش بغداد", نتيجتها أوضاع أمنية مزرية.في السلطة عقول بائسة, تمخضّت عنها خطط أمنية بدائية أدت إلى تقسيم المجتمع وأتاحت لعصابات الأجرام التحكم بمصائر وقرارات مناطق بعينها حتى طُبعت بطابعِ الإرهاب..أغلبية صامتة تعيش في المناطق الساخنة, تخلت السلطة عن حفظ سمعتها وحياتها, وأغلبية مقتولة تكتض خلف جدران الأمن ولم يتوقف نزف دمائها.لا يمكن أن تتطابق مصلحة ضيقة مع مصلحة شعب, وليس لجيوش العالم أن تحقق الأمن دون أن تكون ركيزته صلدة تقاوم شتى أنواع المتغيرات, ركيزة الأمن هو السلم القائم على الوئام. أجمعوا على تجميد أزماتكم ستجدون النفوس متقاربة والإرهاب مُحارَب, وستنهدم أسوار الخوف وتمتد جسور الثقة..لا داعي حينها لحواجز (الكونكريت)..فمن يُصغي لصوت العقل؟!
https://telegram.me/buratha