المقالات

من بغداد إلى الشام محور الشر قادم

548 13:27:00 2013-09-14

محمد حسن الساعدي

يبدو أن الوقت لم يحن للولايات المتحدة الأميركية كي تنسى كم حاولت مراراً وتكراراً تسويغ غزوها وعدوانها على العراق بحجة امتلاكه أسلحة دمار شامل، ولكن وبعدما فُتحت الأدراج السرّية والعلنية أمام العالم تبين أن أمريكا سعت بكل ما أوتيت من فضائح لتدمير دولة عربية بحرب راح ضحيتها مئات آلالاف من الأطفال والنساء على خلفية تقارير وهمية، اختلقتها، وفبركتها أروقة مخابرات الـ «CIA» ، والتي كانت الداعمة لهذا النظام طيلة السنوات الماضية ، والتي فتح فيها النظام البعثي النار على جيرانه جميعاً، وبالتالي لم يبقى الا شعبه الذي ذاق الولايات في تسعينات القرن الماضي.اليوم الولايات المتحدة عادت من جديد إلى منطقة الشرق الأوسط ، والهدف سوريا ، وفي البداية لم تجد العذر الكافي للتدخل فيها ، فكان دورها ، الدعم اللوجستي للجماعات الإرهابية المسلحة ، " مقارنة بسيطة بين انتفاضة شعب في الجنوب المسحوق في العراق ، وبين الحرب الطائفية المعلنة على الشيعة في سوريا " والموقف من انتفاضة الشعب العراقي والتي أقمعت بغطاء أمريكي ، عكي الموقف اليوم في وسوريا ، والذي يدعم القتل والإرهاب للمدنيين العزل ، وتشجيع للقتال الطائفي بين مكونات المجتمع السوري .الاستطلاع الذي أجرته «الواشنطن بوست» قبل أيام تبيّن أن أربعة وستين في المئة من الأميركيين، الذين شملهم الاستطلاع، يعارضون تدخّل الولايات المتحدة في سورية على خلفية كيل الاتهامات لها، جزافاً، باستخدام «الكيميائي»، وحتى من دون التحقّق من ذلك، وإعدادها رأياً استباقياً لما تريد فعله مجدداً في المنطقة، من أهداف لتمتين قاعدتها في المنطقة ومحاولة بناء قاعدة لها في سورية، بعد الفشل الذريع الذي مُنيت به عصاباتها المسلحة، وتنظيم «قاعدتها» على الأرض السورية تحت ضربات الجيش السوري الذي أسند ظهره إلى صمود شعب أبى أن يمرّر مؤامرة العدوان، في حلقة جديدة من حلقات استعمار الشعوب وتدمير بنية دولها.الشعب الأمريكي، الذي طالما خدع بتضليل حكوماته المتعاقبة، وبخاصة عندما وجّهت إدارته عدوان على العراق استخدمت فيه كلّ ماكينات تضليلها الإعلامي، وحروب شائعاتها القذرة التي امتدت كذراع عسكرية أولى في خطوات الحرب الإعلامية الشرسة التي سبقت، وتماشت، وخُتمت مع خوذات الديمقراطية، وهي تدمر عراقة بلاد الرافدين..التهديدات الغربية بشان شن هجمة عسكريه علي سوريا تشكّل تهديداً كبيراً وخاصهً بالنسبة لايران والعراق؛ لما تتمتع به الاولي من علاقات وثيقه مع نظام "بشار الأسد" كما انها تعد كياناً تحاول منه الوصول الي المنطقه، اما العراق فيشعر بالقلق لما قد تحدثه هذه الهجمه من تفاقم لوضعها الامني .السلسلة التفجيرات والمنسقة بصورة جيدة ضد عدد من الاهداف الحكومية في 15 موقعا مختلفا تم تنفيذها من قبل الارهابيين في كلا البلدين ، تحمل بصمات كاملة لخلايا القاعدة الارهابية ، سواء في خصائص التخطيط والتنفيذ . وفي الحقيقة ن فان المجموعة المسؤولة عن التفجيرات العراقية ، القاعدة في العراق ، ، لا تخف سر انتماءها الى المنظمة الاصلية المشكلة من قبل أسامة بن لادن ،فما تسمى بـدولة العراق الإسلامية في العراق والشام " تسعى إلى تحشيد الجمهور عبر الإعلام لبلورة "انطباع" جمعي، بانها تسيطر على جغرافيا واسعة في كل من العراق وسوريا، وان الحدود الفاصلة بين البلدين تتلاشى أمام فعالياتها المسلحة.اليوم بدأت الحرب المعلنة ضد التشيع بصورة عامة ، وقد أعلنوها صراحة ولا تحتاج الى وقوف طويل ، لان الهدف من وراء هذه الحرب المفتوحة ،هي سوريا ومن ثم العراق ، والذي أصبح هدفاً سهلاً في ظل الوضع الأمني المتردي ليس في بغداد وإنما عموم مدن العراق من وسطه إلى جنوبه ، وبالرغم القوة والتجهيز الكبير للقوات الأمنية العراقية الا ان الارهاب لايزال يضرب العراق ولا نرى سوى المزيد من الاجرآت القاسية على التي لا تؤدي إلا إلى المزيد من الاذى للمواطن العادي من غلق للشوارع واعتقالات عشوائية وحضر تجوال وهنا نتساءل ما هل حصل جديد في الملف الأمني، وهل استطعنا القضاء على البؤر الارهابية ؟!! ان القوات الأمنية العراقية بعد 2003 تأسست بيد غير متخصصة بالأمن او قادة عسكريين وليسو أمنيين، كذلك ان اغلب الضباط في الجيش والشرطة اليوم هم ولائهم ليس للمؤسسة او الوطن ،بل للأجندات ، والدولار ، وهم مع الأهواء والمصالح والنفعية ، كذلك عدم الاهتمام بأجهزة المعلومات والكشف المبكر عن الإرهاب كالمخابرات والاستخبارات فأصبحت لها قدرة كبيرة في الهجوم وقت تشاء واي مكان تشاء ، لذلك لابد من إعادة النضر في بنية الجهاز الأمنية العراقي وإعادة هيكلته ونحن هنا لا ننكر دور قواتنا الأمنية في معاركها مع الإرهاب وسيطرتها على الأرض وتضحياتها في سبيل ذلك ،وآن الاوان لقيادات اخرى لها خبرات امنية ان تتصدر المشهد وتكمل المسيرة لاسقاط مراهنات عودة المعادلة الظالمة .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك