المقالات

العراق وزمن القتلة ..!

420 09:30:00 2013-09-15

فلاح المشعل

تنتشر الجريمة الآن في بلادنا على نحو يبدو فيه الحال ، أننا نعيش في زمن القتلة ، وهذا الغياب لدور الحكومة والقانون في حماية أرواح الناس ، بل ان البعض صار يشعر بأن المؤسسة الأمنية صارت تنأى بنفسها وهي تتحاشى عصابات الجريمة الطائفية ،او تتستر عليها ، وفي الحالتين تواطئ جرمي شنيع ..!هكذا ترد البيانات الموثقة وروايات الشهود الأحياء عن الجرائم التي تحدث في ديالى والمحمودية وغيرها من مدن حزام بغداد ، وهو مايجري للأسف ضد أفراد وعوائل قبيلة السعدون في الناصرية والبصرة والسماوة من تصفية جسدية طالت نحو 16 شخصا من ابنائهم خلال شهرواحد ، وتهديد مئات العوائل بالتهجير او القتل في سعي مكشوف للتهجير الطائفي .لااريد القول بأن عشيرة السعدون أحدى مفاخر الوطن العراقي تاريخاً وشهامة ووطنية ، لأن جميع عشائرنا تتشارك في هذه الخصال ، ولكن وجودهم المميز في مدن الجنوب يعطي لهم اثرا استثنائياً في تلاوين الطيف العراقي ووحدة نسيجه الروحي الذي يعطي هوية المدن والمجتمعات تنوعا دون تفرقة طائفية او مذهبية .فقدان الأمن وفشل الحكومة وفساد مؤسستها الأمنية صار ينتج خسائر فادحة ليس في الأرواح والممتلكات والوضع النفسي وحسب ، وإنما يزحف بإتجاه التغيير الديموغرافي وزعزعة قاعدة المجتمع الأخلاقية ويحولها نحو أنماط سلوكية وحشية ،وغريبة عن طبيعة الفرد العراقي الذي يتصف التسامح والطيبة والكرم وصون الجار وحفظ الأمانة .ان الذي يحدث في حزام بغداد والبصرة والناصرية وديالى اي مدن التعايش المشترك، يكشف عن موقف عار وإنحطاط غير مسبوق يلحق بموقف الحكومة والقوى السياسية الفاعلة التي دفعت الصراع من منصة الطائفية السياسية الى الطائفية الإجتماعية ، وبواسطة عصابات معروفة التوجهات والمصادر ، وهو مالم يحدث في أكثر تواريخ وأزمنة العراق تخلفاً واضطراباً وانحطاطاً ..!استمرار هذا الحال وخضوع الوطن لسلوكيات القتلة وتغولهم ،لايطيح بالحكومة ومؤسساتها الأمنية والقانونية بل يمتد لسلطة المؤسسة الدينية والأخلاقية والعشائرية ، وهذا الأمر يدفع الجميع الى الخسائر والتعرض لذات النتائج في أوقات لاحقة .جرائم الإرهاب والقتل والتهجير تدمر الآن مجتمعنا العراقي وتزرع ماتبقى فيه بالخوف والشعور بالقلق وعدم الإطمئنان للمقبل من الأيام ، وهذا الحال ينذر بضياع واقعي للبلد وتمزق أوصاله تحت سلطة القتلة وعصابات الجريمة ، ولاادري ماهو السّر في تجاهل الحكومة لهذه الجرائم البشعة ، او صمت المرجعية في النجف الأشرف .؟؟

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك