المقالات

الدولة الخبيثة..!

711 22:03:00 2013-09-15

 

   ثمة أسئلة محرجة بعض الشيء، ولذلك فإن إجاباتها، مسكوت عنها، أسئلة من قبيل: هل يلزم أن تكون خبيثا لكي تكون إداريا أو سياسياً ناجحا؟ وهل أن السياسية فعلا لعبة خبيثة يلعبها خبثاء؟ وهل الخبث في العمل الإداري والسياسي إحتراف أم هواية؟ وهل هو ضرورة أم ترف؟!

   العقل الإداري والسياسي الخبيث ينتج دوما ما يخدمه، لا ما يخدم الشعب..وفي قراءة للصفحة الثانية من بعض الإجراءات الحكومية الأخيرة، نلمس بوضوح أصابع هذا الخبث..فتشكيل لجان حكومية رفيعة المستوى لحسم قضايا المعتقلين والموقوفين، كشفت عن قضية ربما لم تكن تخطر على بال صناع القرار..

   فبعض المعتقلين مضت عليهم فترات طويلة، دون أن تحسم قضاياهم أو توجه إليهم أتهامات واضحة، وحسنا فعلت تلك اللجان وأطلقت سراح هؤلاء، لكن في الوجه الآخر من الورقة، سنكتشف أن علينا أن لا نتوقع من هؤلاء المطلق سراحهم، أن يكونوا مواطنين منضبطين و"حبابين"، يرتدون حزام الأمان وهم يقودون سياراتهم في طريقهم الى مخبز الصمون لشراء إفطار أسرهم؛ فعدد كبير منهم وتحت عامل الشعور بالتعسف والظلم الذي وقع عليه، سيلجأ الى خيارات أخرى، ليس من بينها أن يكونوا مثلما وصفنا..

   ونفس العقل الإداري والسياسي الخبيث، و بتفعيل مخرجات نظرية الحكم القائمة على كيفية إستخدام القوة والنفوذ، ضمن مجتمع ما أو نظام معين، أنتج من بين ما أنتج حكاية الزوجي والفردي في سير المركبات، وفي قراءة للصفحة الخلفية من هذا القرار، الذي حاول حتى نواب من كتلة الحكومة تبريره بالوضع الأمني، نقرأ أن وراء هذا القرار عقلية تريد تطبيع الشعب على نظام من الطاعة بوسائل مبتكرة، ومن خبثه أنه وضع إستثناءات خبيثة، ليخلق حالة من الإرباك والتحاسد والتباغض المجتمعي، والشرطي الذي قتل مواطنا في بغداد قبل يومين لأنه خالف هذا القرار، كان يمارس مفردات هذه العقلية من حيث لا يدري، لأن رؤساءه ثقفوه عليها، وهم بدورهم ورثوها عن العقل الإداري الخبيث الذي خلفه لنا نظام صدام..

   إن التفكير المنطقي والإيجابي، يذهب بإتجاه البحث عن تفسير للسياسة، يستخدم للدلالة على تسيير أمور أي جماعة وقيادتها، ومعرفة كيفية التوفيق بين التوجهات الإنسانية المختلفة،والقيام بما يصلح الأمور وفقا لأجراءات وطرق ووسائل وغايات مشروعة؛ فليست السياسة هي الغاية تبرر الوسيلة، وليست العاب قذرة خبيثة، فهذا منطق المنافقين الأنتهازيين..

   وربما ولأن نظامنا القائم لم يستوعب بعد دهاء هذا العقل المستحكم بالدولة العراقية، نراه ينساق مع مخططاته متصورا أن هذا هو ما يناسب شعبنا، واليوم نقف كشعب إزاء مشكلات اقتصادية واجتماعية كبيرة، لا بد من معالجتها لصالحنا، وليس لصالح الخبثاء...!

   إن التحدي الحقيقي الذي تواجهه طبقتنا السياسية المأزومة دوما, والذي يتعين عليها النهوض به, ولكن ليس بأدواتها الحالية؛ بل بأدوات جديدة، تحتاج الى تنوع جديد، وقوى إضافية جديدة، ونهج جديد وسياسات جديدة، ودماء جديدة: دماء عاملة وليست دماء قتلى!

   إن الحاجة ماسة جدا لمن يريد المضي الى نهاية المرام، أن يصول على ذاته أولا، والصولة على الذات تبدأ بتطهير الذات من آثامها المتمثلة بقوى إدارية وسياسية صارت خارج التغطية، وبدولة مثقلة بجهاز إداري مشبع بالجمود والفساد والخبث..!

كلام قبل السلام: لا يظهر المستحيل ...سوى فى أحلام العاجز!

 

سلام. 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
اخت الشهداء
2013-09-18
قبل اربع سنوات رأيت رجل دين معمم في احدى الولايات في اميركا فقلت له ان البعثية لازالوا يحكمون والذين ظلموا اليوم صاروا اكثر بسببكم جاوبني بكل ثقة وعصبية شنو انسويلهم قابل انذبهم بالبحر!! فقلت له اقرز السلام على العراق اذا هجي افكار ونمايمم متخفيه تحت العمامه. رديته قلت على الاقل المجرمين الذين كانوا سبب قتل الوف من شبابنا حاكموهم .فقال هولاء كانوا مجبورين !!!!!ابكاني بهذا الجواب وجعلني اخرج من المؤتمر.... فهولاء لايهمهم شى لانهم كانوا يأكلون بزمن صدام واليوم صار عندهم مناصب كبيرة ..............
أخت الشهداء
2013-09-18
تحية طيبة ياسيد العجرش: هل يلزم أن تكون خبيثا لكي تكون إداريا أو سياسياً ناجحا؟ اعتقادي الشخصي والذي ارى العراق انه كذلك يجب ان خبيثا!! لعددة اسباب .لو اجريتم مسح على دوائر الدولة من اعلى منصب الى ابسط المكاتب كلها مراوغة رشاوي خباثة تعطيل بوك لااخلاق لاضمير والقصة لاتنتهي ابدا الى يوم تقوم الارض، اليوم لااستطيع ان اقرأ اي خبر عن العراق لانه مؤذي والذي يولمني هناك قلة قليلة من شرفاء هم مساكين العراق في حين ثلث ارباع شعب العراقي هم من اهل التصفيق وبالروح وبالدم كانوا يهتفون هولاء لليوم بمناصب !
كريم البغدادي
2013-09-17
نعم انها سياسة الخبثاء تعلوموها من عمو صدام وزادوا عليها اطنان بعدما خبروا ان الشعب كثرت عليه الضربات لم يحرك ساكنا وهواسلوب مبرمج للتمسك بالسلطه حتى وان لم ينتخبهم الشعب سيستدرجون من يأس من هذه العمليه السياسيه ولم يخرج للانتخابات لتكريس افكارهم المطبوخه في دهاليز المخابرات الدوليه .جحه بائسه الفردي والزوجي بتقليل العمليات الارهابيه ولايعلمون ان الانفجارات تضرب اليوم صباح ومساء بعد ان كانت تنفذصباحا بالامس البعث يبطش بنا واليوم شيعة السلطه والارهاب عقدوا القران على قتلنا باي حجه كانت
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك