المقالات

موطن غني مواطن فقير

463 01:05:00 2013-09-17

علي الغراوي

معادلة غريبة من نوعها يتحملها العراقيين الذين يعيشون تحت خط الفقر فأرضهم التي تنبع بالخيرات والموارد الهائلة التي بأمكانها جعل كل مواطن عراقي ملك زمانه باتت للصوص والمرتزقة تمرح بها ما تشاء , ربما هذا قدر العراقيين عندما تكون خيراتهم لسراقهم . سيبدو من قبيل المفارقة المحزنة أن بلداً نفطياً مثل العراق يقع 23 في المئة من سكانه، أي سبعة ملايين نسمة، عند خط الفقر, وهو ما رصدته منظمات دولية، واعترفت به ما يُسمى بـ "الاستراتيجية الوطنية" في الحكومة العراقية التي أخذت على عاتقها "التخفيف من الفقر ودراسة مستوياته بين الريف والمدينة" لتقديم الحلول الممكنة بما يحقق مستوى آمناً من العيش في بلاد افترعها نهران عظيمان وقبعت على بحيرات هائلة من النفط الخام.يكتفي الاعتراف الحكومي بالفقر بإحالة الامر الى مرحلة النظام السابق الذي تسببت حروبه العبثية وتبديد أمواله على الأسلحة، وسنوات الحصار التسعينية، بتهشيم كل الخطط الاقتصادية الموضوعة للعراق وتحويله من بلد منتج الى مستهلك فوق العادة.كما أن الفقر هو السبب الرئيسي الذي يؤدي الى أنهيار الدولة والمجتمع , حيث اكد باحثون اجتماعيون على ان الفقر يلعب دورا اساسيا في الانحراف السلوكي لدى الاحداث في العراق، منوهين الى ان تصاعد معدلاته في العراق ادت الى زيادة نسبة العنف والجريمة في المجتمع . فهذا ما كان يخشاه أمير المؤمنين علي (عليه السلام )خوفاً على رعيته عندما قال (( لو كان الفقر رجلاً لقتلته )) مقولة عظيمة بعظمة قائلها سيد المتكلمين والبلغاء أجمعينفماذا لو أردنا تنفيذها وتطبيقها في يومنا هذا وقد بات الفقر يلازمنا في كل مكان وحين .فهاهو اليوم يتلون بألوان جديدة في وجوه جميع السياسيين العراقيين الذين أوصلوا بلادنا إلى حافة الهاوية دون رحمة .وها هو الفقر تمثل بصورته البشعة في وجوه الفقراء البائسين والمحرومين المعوزين من ملايين العراقيين المشردين المهجرين المبعدين العاطلين .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك