المقالات

الشعب المغيب

424 10:00:00 2013-09-17

عمار جبار لعيبي

قالوا عدنا إلى المربع الأول ولكنهم نسوا إن يسألوا أنفسهم هل تجاوزنا هذا المربع لكي نعود إليه؟منذ عشر سنوات وسقوط نظام الطاغية وشعارات الكتل السياسية والأحزاب والتيارات تتلاطم كتلاطم أمواج البحر وتتسابق أيها تعطي وعودا ً اكبر للشعب لأنها وصلت إلى قناعة إن الشعب يستخدم عاطفته أكثر من عقله ويمكن التحكم فيه بسهولة وبأبسط الطرق وجره إلى النزاعات والحروب الأهلية لان الشعب وللأسف بدأ يتبع السياسيين في خلافاتهم بدلا ً من إن تجري الأمور بطريقة عكسية والمفترض هو إن يكون السياسي هو التابع للشعب لا إن ينصب نفسه زعيما ً لقطاع معين من الشعب يجرهم معه في خلافاته السياسية مع الإطراف الأخرى من اجل مكاسب شخصية ويكون الخاسر الأكبر في كل هذا هو الشعب لوحده وهذه مشكلة خطيرة حيث نحتاج إلى رفض الزعامات السياسية الملهمة مع الإبقاء على الزعامات الدينية والاجتماعية لأنها تشكل دعامة قوية توحد أبناء الشعب ولكن الزعامات السياسية هي ما يفرق الشعب فنحتاج إلى إنشاء ممارسات وأعراف وتقاليد تجعل من السياسي خادما ً للشعب لا سيدا ً عليه لان ما يحصل في خفايا السياسة ألان من سرقة لأموال الشعب تحت غطاء صفقات سياسية تغطي الواحدة الأخرى ولا احد يعلم أين تذهب أموال الشعب التي تسرق وتصرف هنا وهناك من دون إي حساب أو مراقبة والشعب يعاني من الفقر والعوز والبطالة وشيوع ظاهرة التجاوز على أملاك الدولة لأغراض السكن لعدم امتلاك قطاعات كبيرة من الشعب لمنازل يسكنون فيها .ولو أردنا إن نستعرض السلبيات الموجودة في الحكومة لاحتجنا إلى بنود من الورق لتدوينها في ظل تغييب دور المواطن وجعله تابع لجهات جل ما تبحث عنه مصالحها الخاصة ولا تكترث لمصلحة المواطن الذي يحتاج إلى إن يعي هذا الشيء لكي لا يستمر في الوقوع في هذا الخطأ باستمرار ويبحث عن الجهة التي تمثله وتسعى إلى تحقيق حاجاته ومصالحه.وهذا أدى إلى انعدام ثقة المواطن بالدولة لان السلطة أصبحت حاضنة للدولة وكل من يملك السلطة أصبح هو الدولة وقراراته وأفعاله لا ترد ولا تناقش وكأنها منزهة من الخطأ على الرغم من إن اغلبها خاطئة ولو لم تكن كذلك لما وصل بنا الحال إلى ما هو عليه من تفاقم المشكلات السياسية والاقتصادية والأمنية وعلى جميع الأصعدة حيث بدأت المنظومات المجتمعية بالانهيار واحدة تلو الأخرى وبدأ يرى عدم جدوى التمسك بأي من هذه المنظومات لكونها لا تشكل قيدا ً أو مانع للكثيرين من ارتكاب الإعمال التي تضر بالوطن والمواطن في ظل تغييب دور الطبقة المثقفة التي تكون همزة الوصل بين الجماهير الغير واعية بالسياسة ومتمردي السياسة حيث أصبحت هذه الطبقة تشعر بحالة اغتراب في بلدها نظرا ً لعدم السماح لها بأداء دورها في ظل توجيه الأضواء نحو الصراعات السياسية وتهميشهم المتعمد لإبقاء هذا البلد يدور في دائرة مفرغة لا يخرج منها أبدا ً.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك