المقالات

الشعب المغيب


عمار جبار لعيبي

قالوا عدنا إلى المربع الأول ولكنهم نسوا إن يسألوا أنفسهم هل تجاوزنا هذا المربع لكي نعود إليه؟منذ عشر سنوات وسقوط نظام الطاغية وشعارات الكتل السياسية والأحزاب والتيارات تتلاطم كتلاطم أمواج البحر وتتسابق أيها تعطي وعودا ً اكبر للشعب لأنها وصلت إلى قناعة إن الشعب يستخدم عاطفته أكثر من عقله ويمكن التحكم فيه بسهولة وبأبسط الطرق وجره إلى النزاعات والحروب الأهلية لان الشعب وللأسف بدأ يتبع السياسيين في خلافاتهم بدلا ً من إن تجري الأمور بطريقة عكسية والمفترض هو إن يكون السياسي هو التابع للشعب لا إن ينصب نفسه زعيما ً لقطاع معين من الشعب يجرهم معه في خلافاته السياسية مع الإطراف الأخرى من اجل مكاسب شخصية ويكون الخاسر الأكبر في كل هذا هو الشعب لوحده وهذه مشكلة خطيرة حيث نحتاج إلى رفض الزعامات السياسية الملهمة مع الإبقاء على الزعامات الدينية والاجتماعية لأنها تشكل دعامة قوية توحد أبناء الشعب ولكن الزعامات السياسية هي ما يفرق الشعب فنحتاج إلى إنشاء ممارسات وأعراف وتقاليد تجعل من السياسي خادما ً للشعب لا سيدا ً عليه لان ما يحصل في خفايا السياسة ألان من سرقة لأموال الشعب تحت غطاء صفقات سياسية تغطي الواحدة الأخرى ولا احد يعلم أين تذهب أموال الشعب التي تسرق وتصرف هنا وهناك من دون إي حساب أو مراقبة والشعب يعاني من الفقر والعوز والبطالة وشيوع ظاهرة التجاوز على أملاك الدولة لأغراض السكن لعدم امتلاك قطاعات كبيرة من الشعب لمنازل يسكنون فيها .ولو أردنا إن نستعرض السلبيات الموجودة في الحكومة لاحتجنا إلى بنود من الورق لتدوينها في ظل تغييب دور المواطن وجعله تابع لجهات جل ما تبحث عنه مصالحها الخاصة ولا تكترث لمصلحة المواطن الذي يحتاج إلى إن يعي هذا الشيء لكي لا يستمر في الوقوع في هذا الخطأ باستمرار ويبحث عن الجهة التي تمثله وتسعى إلى تحقيق حاجاته ومصالحه.وهذا أدى إلى انعدام ثقة المواطن بالدولة لان السلطة أصبحت حاضنة للدولة وكل من يملك السلطة أصبح هو الدولة وقراراته وأفعاله لا ترد ولا تناقش وكأنها منزهة من الخطأ على الرغم من إن اغلبها خاطئة ولو لم تكن كذلك لما وصل بنا الحال إلى ما هو عليه من تفاقم المشكلات السياسية والاقتصادية والأمنية وعلى جميع الأصعدة حيث بدأت المنظومات المجتمعية بالانهيار واحدة تلو الأخرى وبدأ يرى عدم جدوى التمسك بأي من هذه المنظومات لكونها لا تشكل قيدا ً أو مانع للكثيرين من ارتكاب الإعمال التي تضر بالوطن والمواطن في ظل تغييب دور الطبقة المثقفة التي تكون همزة الوصل بين الجماهير الغير واعية بالسياسة ومتمردي السياسة حيث أصبحت هذه الطبقة تشعر بحالة اغتراب في بلدها نظرا ً لعدم السماح لها بأداء دورها في ظل توجيه الأضواء نحو الصراعات السياسية وتهميشهم المتعمد لإبقاء هذا البلد يدور في دائرة مفرغة لا يخرج منها أبدا ً.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك