فارس حامد عبد الكريم استاذ جامعي ـ نائب سابق لرئيس هيئة النزاهة
تتلاحق العمليات الارهابية وتتصاعد من خلال العمليات الانتحارية باستخدام العجلات المفخخة، ويلاحظ ان الاستخدام الواسع للسيارات المفخخة انما يتم في العراق اكثر من اية دولة اخرى تعاني من مشكلات امنية، وهذا يشير إلى ان هناك خللا ما في تنظيم سير المركبات والمحلات العامة ولا يبدو في الافق حلاً لحوادث تستنزف ارواح العراقيين باعداد واسعة وتنال من الاطفال والنساء والشباب والشيوخ وتنفذ بدم بارد وباقصى درجات الهمجية.وبدأً يمكن القول ان السيطرة على العجلات المفخخة امر معقد في ظل النظام المروري التقليدي، فهو ليس معد لمواجهة حالات استثنائية تستخدم فيها العجلات كقنابل متحركة ولا يمكن كشفها ظاهرياً بل ان الواقع يشير إلى ان رجل الامن وهو انسان لا شك انه يخاف على حياته، قد يجد نفسه في حيرة عندما يواجه سيارة مفخخة وكيف له ان يوقفها دون ان يخسر حياته لان من يقودها انتحاري مجرم مستعد ان يفجرها في وجهه في اية لحظة، مما يتطلب ايجاد الية مناسبة لمواجهة هذه الحالة ايضاً.وفي ضوء ما تقدم فان الحل يكمن في ايجاد نظام مرور استثنائي قد يعقد الامور نسبياً على حركة المواطنين ولكنه ينقذ حياة الالاف من المواطنين من الخطر ولا مفر من هذه المعادلة في ظل الظرف الراهن.ويمكن تقديم الاقتراحات التالية علما ان بعضها مطبق حتى في اكثر الدول استقراراً:1ـ ترقيم زجاج العجلات الامامية والخلفية ترقيم حراري برقم السيارة، بقصد اكتشاف السيارات المسروقة، لان السيارات المسروقة تبدل ارقامها بأرقام وهمية حتى لا تكتشف عند التبليغ عن السرقة، فعادة ما تستخدم سيارات مسروقة في الهجمات الانتحارية.2ـ منع قيادة العجلة الا من قبل مالكها الاصلي المثبت اسمه في سنوية السيارة أو المخول رسمياً بوكالة مع حمله ما يثبت هويته وفي هذه الحالة يجب تفتيش سيارته (المخول).3ـ لا يجوز قيادة عجلة الا من قبل من يملك اجازة قيادة نافذة.4ـ ان قرار السير بنظام الزوجي والفردي قرار مناسب جداً لهذه المرحلة والدليل ان الفضائيات الاعلامية المشبوهة قد طبلت ضده بكل قوة في محاولة لاحراج الحكومة لالغاءه.5ـ منع دخول العجلات التي تحمل لوحات تسجيل من محافظات اخرى إلى داخل المدينة وتخصيص مرآب خاص بها في مدخل المدينة، نقطة السيطرة مثلاً،مع توفير عجلات خاصة لنقل راكبيها إلى داخل المدينة واعادتهم مجاناً. 6ـ أو اصدار باج خاص بسيارات المحافظات الاخرى من محافظاتهم يحمل صورة السائق موقع من الاجهزة الامنية في المحافظة للسماح لهم بالدخول إلى محافظة اخرى يجدد كل فترة زمنية معقولة.7ـ جعل بدء مواعيد الدوام الرسمي وانتهاؤه مختلفاً من وزارة لاخرى وكذلك المدارس والجامعات، وقد اثبتت التجارب ان (15) دقيقة بين دوام وآخر تفرق كثيراً في أوقات الذروة. مثلا يكون بدء الدوام من وزارة لأخرى ( 7.15 ـ 7.30 ـ 7.45 ـ 8.00 ـ 8.15 ـ 8.30) وفي ضوئها تحدد مواعيد انتهاء الدوام. علما ان بعض الدول جعلت دوام المدارس في السادسة والنصف صباحاً، كما في السعودية مدينة الرياض المزدحمة.انظر رابط الخبر:
http://www.alsharq.net.sa/2013/08/31/931051
والرابط:
http://alhayat.com/Details/551432
8ـ نشر افراد من الامن والاستخبارات في محطات توزيع الوقود لمراقبة العجلات المشبوهة وخاصة بالنسبة للعجلات التي يقودها سائق واحد، بعد تخصيص مكان للتفتيش بالنسبة للحالات المشبوهة والمطالبة بوثائق السيارة عند الشك.9ـ يمكن تطوير سنوية السيارة لتحمل لوحة الكترونية تحمل معلومات عن السيارة ومالكيها. أو تثبيت هذه اللوحة في مكان مناسب من العجلة.10ـ رفع السن المطلوبة لمنح اجازة قيادة السيارة للتخفيف من الازدحام والحوادث التي يتسبب بها الشباب، مع التشديد في منح الاجازة.11ـ التوسع في النقل العام داخل المدن وخارجها مع تسهيلات ومواعيد ثابتة لتشجيع المواطنين على استخدامها بدلاً من عجلاتهم، وقد لاحظت ان الكثير من الناس في المدن الكبرى يفضلون ركوب وسائل النقل العام بدلا من عجلاتهم الخاصة بالنظر لمواعيدها الثابتة واجورها المتدنية، ففي تركيا مثلا تستخدم بطاقة الكترونية تباع في الاسواق وتستخدم للركوب في جميع انواع النقل (باص، مترو، باخرة) وعند الانتقال من واسطة إلى اخرى خلال ساعة تكون مجانا مع تخفيضات للطلبة واستخدام الهوية للمتقاعدين مجاناً، ولذا لا تجد اية اختنافات مرورية في المدن الكبرى في تركيا.12ـ غلق الفروع من الشوارع التي تشهد ازدحاماً للمواطنين.13ـ التشديد في منع وقوف السيارات قرب المدارس والجامعات والجوامع والحسينيات.ويمكن عمل باجات لدخول هذه الاماكن بالنسبة للأشخاص الذين يعتادون ارتيادها واخضاع من لا يحمل الباج للتدقيق والتفتيش للحد من تسلل الغرباء.14ـ البدء بانشاء مواقف للسيارات على شكل عمارات من عدة طوابق تراعي الجوانب الامنية، لتقليل وقوف العجلات على جوانب الشوارع. ويمكن ان تكون اجور الوقوف مجانية فيها خاصة في المناطق التي تشهد ازدحاما أو باجور مخفضة.كما هو الحال في بكين: انظر رابط الخبر:http://arabic.people.com.cn/31664/7337992.html
15ـ مشاركة الاذاعة صباحاً في التنبيه إلى مناطق الازدحام ليتمكن السائق من ايجاد طرق بديلة.16ـ منع دخول الشاحنات الكبيرة إلى داخل المدن وايجاد مناطق للتفريغ والتحميل خارج المدن لتنقل بشاحنات صغيرة، وان يتم تفريغها على بعد مناسب من الاسواق لتنقل بعربات أو عمال حمل.17ـ الاسراع في تنفيذ مترو الانفاق لقدرته الهائلة في استيعاب الالاف من الركاب دون ان يتسسبب بأية ازدحامات.18ـ هناك حلول اخرى مساعدة مثل انشاء الحكومة الالكترونية التي تقلل من المراجعات للدوائر الرسمية وتحد من الفساد، وفتح فروع للدوائر الرسمية في المناطق السكنية الكثيفة لتسهيل المراجعة.في الواقع ان تطبيق مثل هذه الحلول سيهم ولاشك في السيطرة على نظام المرور الذي ينبغي ان يستعين هو الاخر بأجهزة حديثة للمراقبة والمتابعة ونشر كاميرات مراقبة في المناطق المزدحمة وان يوسع من نظام السيطرات المرورية.17/9/2013
https://telegram.me/buratha