الحاج هادي العكيلي
قال الله في كتابه الحكيم {فَقَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قِوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلاَّ بَشَراً مِّثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلاَّ الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ وَمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ } . تقاس شعبية أي مسئول في دول العالم ، كبيرا كان أم في الدرجات الأدنى من مستوى السلطة بما يقدمه لجمهوره وشعبه من خدمات ، وبما يحقق لهم من أهداف عليا يحلمون بالوصول إليها ، لكن الغاية الأساسية المطلوبة لشعبية أي مسئول ، كبيرا كان أم دون ذلك ، بمقدار ما يحقق لهم الأمن والاستقرار والطمأنينة في مجال عملهم وفي الوطن الذي يسكنون.وشعبية المسئول الأعلى تكون أكثر أهمية في منطقتنا العربية وفي عموم دول المنطقة وتقاس هذه الشعبية ، بمقدار اقترابه من تحقيق كل هذه الآمال العريضة ، التي تحلم بها شعوب المنطقة في إن يتم تحقيق الأمن والاستقرار والحياة البعيدة عن حالات التوتر والاضطراب ، ويحترم أرادة شعبه وحقه في الحرية والعيش الكريم ، وان يتوفر قدر محترم من حقوق الإنسان، وان ينظر إلى إي مواطن على انه قيمة عليا يجب الانحناء إمام مطالبيه ، وتحقيق ما يصبو إليه من برامج العيش المطلوب في الحفاظ على الحد الأدنى من العيش المقبول، وان يسعى للانتقال بهم نحو الأفضل، وهذه هي مقياس شعبية إي مسئول صغيرا كان أم كبيرا ، لكن المسؤولية تعاظم وتتصاعد وتيرتها وأهميتها بالتأكيد ، كلما كان رأس البلد والذي يقود السلطة هو من يتحمل قيادة هذه التحولات والانتقال بالشعب والوطن والمصير إلى الحالة الأفضل ، التي يتمناها الشعب لحاكمه ، ومن يتقلد مناصب السلطة العليا.ورغم إن العراق يختلف بعض الشيء في معالم تقييم أي حاكم أو أظهار الميل له، إلا إن هناك مشتركات يمكن إن تتحقق لو أحسن القائمون على العملية السياسية سياسيين وبرلمانيين وقادة من أقطاب السلطة ، التعامل مع الشعب ومع القطاع الذي يقودونه ، وحققوا له الحد المقبول اجتماعيا من الأهداف التي كان يتمنى تحقيقها ، وبهذا يحصل على القبول المطلوب ، إن أراد إن يكون له حضور شعبي داخل القطاع الذي يعمل فيه ، او عموم الشعب الذي يعلق عليه الآمال في ان يكون لهم معينا على الملمات ، ويوفر لهم الخدمات المطلوبة وتوفير مستوى لائق من العيش الذي يجاري الدول الإقليمية ، التي تهتم بالإنسان كثيرا وتعلي من شأنه وتحقق له الكثير مما يتمناه، ومن لا يحقق لهم بعض هذه الأمنيات فيطلبون منه الاستقالة ، أو يجنح إلى خدمتهم وتحقيق مطالبهم، بل إن البعض منهم يقدم استقالته حالما تظهر أزمة أو فضيحة تطيح به ، ونرى عشرات الشخصيات في دول العالم وقد تركت مناصبها إن واجهته أزمات أو طلب الجمهور مساءلة هذا المسئول ، أو انه اخفق في مهمته أو شعر انه إمام مسؤولية لم يكمل حلقاتها ، فشعر بالتقصير إمام شعبه ووجد إن من المصلحة الوطنية إن يتنازل عن سلطته لصالح آخرين يحققون لجمهورهم ما يصبون إليه من عيش كريم.ولكن المسئول العراقي متمسكاً بالمنصب والكرسي رافعاً شعاراً ما نطيها .وبمقدور أي قائد أو مسئول قيادي في السلطة ان يكسب رضا الجميع ، أو رضا الغالبية الكبرى من أبناء شعبه ، وهذا يتأتى من خلال ما قدمه لهم من مكاسب وحققت طفرات متقدمة في مجالات عيشهم ورفاهيتهم وأحسن سلطاته التعامل معهم بمسؤولية وطنية وأخلاقية وتعامل معهم وفقا للقانون والنظام العام ولم يتم التجاوز على حقوق أحد ، وكان تعامل أجهزة أمنه أو قواته العسكرية ، بمستوى يليق من أشكال التعامل الإنساني والخلقي الرفيع، ووفر للغالبية من أبناء شعبه مجالات وفرص عمل ووظائف في أجهزة ومؤسسات الدولة ، وأن لا يتعامل مع شعبه على أساس طائفي أو قومي أو طبقي أو حزبي أو عشائري، وقضى على البطالة أو خفف من وقعها على المجتمع ، وحقق ما يصبون إليه في مجالات الحياة المختلفة من آمال وتطلعات.. عندها يحصل أي مسئول على شعبية تمكنه من إن يحظى بالقبول من شعبه ، وعمل من اجل الحفاظ على مصالحه والسهر على أمنهم وراحتهم، وبغير ذلك لن يحصل على القبول أو الشعبية المطلوبة ، ولهذا فقد تجد السخط يتزايد عليه وتتصاعد المطالبات الداعية لإزاحته عن السلطة وكرسي الحكم.فشعبية المسئول لا تقاس على قدر من يلتف حوله عند تسلمه المنصب وإنما تقاس عندما يترك المنصب .
https://telegram.me/buratha