المقالات

من يخطط لقتل شيعة العراق !!؟؟


بهاء العراقي

في الوقت الذي تسير فيه الامور بالمنطقة نحو الانفراج والحل يتعقد المشهد في الداخل العراقي مرة اخرى عبر عودة ظاهرة الاغتيالات والقتل على الهوية واشاعة الفوضى وتهجير الابرياء التي تنفذها عصابات وجماعات قتل تنطلق حاملة شعار نسف حالة التعايش والاطاحة بالمكتسبات التي تحققت في المراحل السابقة ولعل ما يحدث في اللطيفية وحزام بغداد اجمالا من تهجير وقتل اتباع اهل البيت عليهم السلام وما قابلها من ردود افعال غير محسوبة في البصرة وبعض المناطق الاخرى مصداق لمحاولة احياءالفتنة الطائفية التي يراد لها ان تعود هذه المرة لتصفية حسابات اقليمية غاية في الخطورة وستصل انعكاساتها الى عموم المنطقة لان اللعب بالنار لن يكون بالسهولة التي يظنها بعض من استهوتم عمليات القتل والتصفية والتي ستمتد حتما لبلدانهم ومناطقهم واقصد من ينظم وينظر لمثل هذه الاحداث في دول المنطقة كالسعودية وتركيا وغيرها من دول الاقليم التي ثبت تورطها سابقا وهاهي تتسلل بنفس الطريقة مجددا لاعلان حرب شاملة على الشعب العراقي الذي يقع ضحية اجندات قذرة تريد له ان يكون ضحية نزواتها ومزاجها الدموي وقد عملت منذ فترة ليست بالقصيرة على طرح مصطلحات وتسويق مطالب تتناقض مع روح الدستور وما تم الاتفاق والتوافق عليه سابقا مما اسهم في تعميق حالة التناحر والانقسام الداخلي بين القوى السياسية والتي نتجت اثر اخذ الاطراف السنية بعيدا قابلها عناد الكتلة صاحبة القرار الحكومي الشيعية والتي اخطات في التعاطي مع بعض الاحداث واوحت للجميع بانها ماضية في تكريس حالة الانفراد بالسلطة دون فتح قنوات للحوار والتفاهمات مما ادى الى تصعيد غير مسبوق وهو ما اطاح بهذه التوافقات الامر الذي صعب التعامل مع الاستحقاقات الكبيرة للعراق كبلد ينبغي ان يكون مؤثرا وفاعلا في منطقته ومحيطه , هذا من جانب من جانب اخر فان اختباء التنظيمات المسلحة الارهابية في العراق خلف بعض السياسيين ورمي المسؤولية بعد حدوث كل عمل ارهابي في خانة تنظيم القاعدة الارهابي بالرغم من وجود هذا التنظيم الفعلي وارتباطه الوثيق بهذه التنظيمات المحلية المدعومة سياسيا بشكل خفي يجعلها اكثر حرية في الحركة وارباك الاوضاع واشد خطرا على المواطن الذي يتعامل احيانا معها على انها جهات داعمة له او حامية لامنه كونها تمثل جهات شبه حكومية سواء كانت حزبية او عشائرية بحكم انها مشاركة في العملية السياسية وهي في الحقيقة تستهدف تخريبها من الداخل دون ان يفتضح امرها وحتى ان انكشفت فأن هذه الجهات السياسية تستخدم نفوذها وتسوي القضية بشكل اسهل مما لوكانت خارج العملية السياسية والحكومة وهو ما يفسر مقتل الكثير من العوائل والافراد بطريقة يصعب اكتشافها وتعقبها لاسباب يطول شرحها ابرزها التواطؤ وغياب الالية الناجعة للعقاب والمحاسبة كما ان هذا التكتيك يتيح لتنظيم القاعدة الارهابي التحرك بحرية لوجود مثل هذه التسهيلات والتداخل الكبير بينه وبين هذه المجاميع المسلحة التي تنسق على اعلى المستويات لارباك الوضع وتحول البلاد إلى جحيم في بعض المناطق الشاسعة التي يصعب السيطرة عليها امنيا, ولو اطلعنا على بعض التقارير الامريكية بشكل دقيق والتي تنشر حول مستقبل الاوضاع في العراق سيجد ان هذه التقارير المبنية على دراسة معمقة للنسيج الاجتماعي والتركيبة السياسية المعقدة نوعا ما نرى ان تصاعد موجة القتل وعودة حوادث التهجير والاضطرابات ليست عابرة ولن تكون كذلك لان من يقودها اطراف داخلية متواطئة واخرى اقليمية مؤثرة لها مصالحها ناهيك عن قوى اخرى منحازة لطرف ما تتحرك ضمن ادبيات اممية شاملة متطرفة في اشارة الى تنظيم القاعدة الارهابي وهي تعمل في جبهة موحدة ضد الحكومة ومن تمثلهم وما يريده هولاء من استهداف عامة الناس وارعابهم ودفعهم للتخلي عنها وعن مجمل المشروع السياسي هو الضغط والتضعيف وبعد ذلك ينتظرون ان تصدر ردود افعال من قبل هولاء العامة يمكنها ان تخلط الاوراق وتخرج التنظيمات الارهابية اكثر قوة ووجودا على الارض كما حدث في سوريا مع اختلافات وتعديلات يتم العمل عليها مرحليا لتكون اكثر فاعلية وقدرة على تحقيق الاهداف المرجوة وهو حصر الوجود الشيعي في مناطق معينة يمنعون فيه من استخدام امكانيات الحكومة والدعم الذي تقدمه لهم وبهذا يمكن السيطرة عليهم او مصادرة حقهم بشكل يجعلهم يفكرون الف مرة قبل العودة الى تبوء المناصب وادارة البلاد وهذا ملخص بسيط ومفيد لما يتم التحضير له اقليميا لكبح التمدد الشيعي كما يزعمون ,لكنهم في الوقت عينه يبدون تخوفا ملحوظا مما يمكن ان تقوم به قوى اخرى كايران لمنع مثل هذا المخطط وافشاله لانه بالنتيجة يستهدفها كنظام سياسي وكشعب ذي اغلبية شيعية ساحقة . اذن وبحسب هذه الرؤية نحن مقبلون على تحديات كبيرة واعتقد كما يعتقد الكثيرون ان على الدولة العراقية ممثلة بالحكومة ان تتنبه لمثل هذه الاستهدافات وتعمل على تصفير الازمات وتضغط على اصحاب القرار الاقليمي والداخلي من اجل حماية الشعب العراقي وتجنبيه مخاطر مغامرات غير محسوبة العواقب كما ان على من يفكر ولو لوهلة انه قادر على زعزعة الاوضاع عبر هذه العصابات الاجرامية ان لايربط مصيره بها فهي ستنقلب عليه في نهاية الامر كما حدث مع غيره من الانظمة المجرمة التي انهارت وذهبت الى مزبلة التاريخ و(يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين ) .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
كريم البغدادي
2013-09-19
السيد الكاتب تحليل جدا دقيق واقعي لكن المؤشر الذي اخشاه حزب السلطه مشترك في هذه اللعبه ولااعتقد بان السلطه غافله عن هذا السيناريو وهي قضية تبادل الادوار والشيء الذي يشغل بال الكثيرين خلال ثمان سنوات جعل الجيش العراقي والقوات الامنيه الاخرى مكشوفة الظهر للارهابيين وصفقات السلاح الفاشله بسب حاشية رئيس الوزراء والتواطؤ بتهريب السجناء مما هدد السلم الاهلي الذي ينادون به اليوم واراها لعبة مخابرات دوليه والشيعه غارقون بها والمشكله يتحملها المواطن البسيط
الدكتور شريف العراقي
2013-09-19
يقتلهم جبنهم
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك