هادي ندا المالكي
لم تصمد توقعات البعض طويلا عندما أعلنوا عن تخوفهم من ان الجيش الحر سيكون على أبواب بغداد اذا ما سقط نظام بشار الأسد او استمرت الأعمال الإرهابية في الدولة الجارة منطلقين من اعتبارات وحسابات اقرب ما تكون الى الواقع منه الى الخيال في تلك المرحلة الا ان تأخر صمود بشار الأسد وتغير استراتيجيات التنظيمات الإرهابية وتبدل اللعبة الدولية المتعلقة بسوريا تبدلت معه لعبة المجاميع الإرهابية في بغداد والمحافظات الوسطى والجنوبية ليتم معها تشكيل الجيش الحر وإعادة بناء التنظيمات الإرهابية التابعة لتنظيم القاعدة في بغداد وفي المحافظات الأخرى بقيادة وإشراف مباشر من قبل ضباط المخابرات وحرس المقبور صدام وبهذا فان الجيش الحر وتنظيم القاعدة والمجاميع الإرهابية تجاوزوا حدود بغداد وهم الان في قلبها وعلى تخومها وليس على اسوارها.ان تشكيل الجيش الحر كتنظيم إرهابي في العراق يمثل امتداد للجيش الحر وتنظيم القاعدة ودولة العراق والشام الإسلامية في مناطق حزام بغداد خاصة في مناطق المحمودية واليوسفية وناحية الرشيد يمثل نقلة وتكتيك خطير في عمل المجاميع الإرهابية واستباق للإحداث مقابل تساهل وتهاون القوات الأمنية والقيادات العسكرية حيال هذه التطورات التي لم تعد سرية او بعيدة عن أنظار ورصد الأجهزة الأمنية ،ليس هذا فقط بل ان هذه المجاميع الإرهابية تجاوزت مرحلة القلق والخوف والعمل بسرية وباتت تستعرض قوتها أمام مرأى ومسمع الجميع.ان تشكيل المجاميع الإرهابية في المناطق الداخلة ضمن حدود بغداد لن يجعل المعركة بعد اليوم على حدود بغداد بل يجعلها في قلب بغداد وستكون معركة صعبة ومصيرية وما يحدث يوميا من تفجير عشرات السيارات المفخخة والأحزمة الناسفة والاستهداف المباشر للمواطنين الأبرياء كلها أعمال إرهابية تمثل مقدمة واضحة لما هو أسوء واخطر.ان تهاون الأجهزة الأمنية وضعف سلطة الدولة واتساع دائرة الفوضى والاستعداء الطائفي يمثل بيئة خصبة لنمو وانتشار هذه المجاميع وبصورة سريعة يجعل معها من الصعب السيطرة او الحد من خطورة هذه المجاميع بل ان تواجد هذه المجاميع داخل بغداد وتدريبها وتسليحها يمثل خطرا يتجاوز الخطر الذي يمكن ان يهدد بغداد من خارجها.ويبدو ان خطط التنظيمات الإرهابية للمرحلة المقبلة تسير بانسيابية وبما مخطط له بدرجة عالية مستغلين بذلك تهاون القوات الأمنية ووجود غطاء سياسي داخلي ودعم دولي وتشظي سلطة الدولة وهذه كلها عوامل تساعد على اكمال بناء الشبكات الإرهابية.ان الحكومة وأجهزتها الامنية امام اختبار ومهمة عسيرة يجب فيها التحرك بسرعة من اجل تنظيف حزام بغداد من جيوب هذه المجاميع الارهابية وتحقيق الامن والاستقرار وتعزيز سلطة الدولة والا فان خيار عودة سيناريو عام 2006 او الحرب الداخلية هما عناوين المرحلة المقبلة وبوقت قياسي..
https://telegram.me/buratha