المقالات

أصل الذئاب !

685 10:21:00 2013-09-19

 

   كي نفهم لماذا وصل الإسلام الى ما وصل إليه من حال على يد الوهابيين، يتعين علينا أن نعرف الجذر، وإذا أردنا أن نجد تفسيرا لمشاهد الذبح في القرن الواحد والعشرين، علينا العودة الى القرن الثامن عشر..

   ففي خلال ثلاثة قرون نما دين جديد على يد أعراب نجد..

   في نجد كانت مدينتان صغيرتان جدا، لكنهما تقعان على ممر القوافل، الأولى هي "الدرعية" التي سيطر عليها أبن سعود المجهول الأصل، ببضع مئآت من مقاتلين أجلاف، يحلم بهم أن يشكل أمارة؛ وفي "العُيينة" ظهر رجل يبشر بعقيدة جديدة، يريد أن ينشرها في العالم الإسلامي، هذا الشخص أسمه محمد بن عبد الوهاب (1703 -1791م)، وهو رجل قبيلة بني تميم يعتنق المذهب الحنبلي المتشدد، متخذا من أفكار الشيخ إبن تيمية الحنبلي مرتكزا لعقيدته الجديدة..

   عقيدة محمد بن عبد الوهاب تقوم على فكرة لطالما تكررت في المرويات الإسلامية، وهي فكرة الفرقة الناجية من النار، وفسر الأمر هكذا: أن فرقته هي المقصودة بهذا الوصف، وأنه مادامت هي الناجية فسواها بالنار، ومادام الآخرون ذاهبين الى النار فهم كفار، لأنه لا يذهب الى النار إلا الكفار، وماداموا كفارا فيجب قتلهم؛ وكي يجد لتكفيرهم ثم قتلهم سببا، نقب في المرويات الإسلامية، فوجد حديث "خير القبور الدوارس"، وعليه فإن من بنى على قبر بناء ولو بشبر فقد كفر؛ أما من زار قبرا لولي صالح أو علم من أعلام الأمة، فهذا قد أشرك  شركا أكبر، ويتوجب قتله..!

   كان إبن سعود يقود ثلة من المقاتلين الذين لا عقيدة لهم يلتفون حولها، فتدفعهم لتطوير وضعهم وتوسيع نفوذهم، وكان الشيخ محمد بن عبد الوهاب يبحث عن رجال ينفذون عقيدته..وهكذا كان أن تبنى أبن سعود لجيشه النامي كي يغزو بها العالم الإسلامي فيما بعد، عقيدة أبن عبد الوهاب الذي طردته " العُيينة " التي ضاق أهلها ذرعا منه ومن عصابته، وكان في مقدمة من طرده وعلى رأس منتقديه ورافضيه، والده عبد الوهاب وأخوه سليمان..وألتف الأعراب الذين أستيقظت فيهم عقيدة الغزو من أنحاء نجد..وتكون جيش منهم وفقا لأتفاق مازال ساري المفعول الى يومنا هذا، يتعهد فيه أبن سعود بأن تكون الوهابية عقيدة دولته، فيما يكون أبن عبد الوهاب مرجعا إفتائيا لجيشه، ومشرعا لقانون الغزو والسلب البدوي..

وشرع جيش الأعراب الوهابي بالمهمة القائمة على قاعدتين:

 الأولى؛ أن يغزو هذا الجيش ويقتل "المشركين"، وينهب أموالهم، على أن يسلموا لأبن سعود خمس الغنائم..!

الثانية؛ أن محمد بن عبد الوهاب بمثابة النبي الجديد للعقيدة الجديدة، وأن الوهابيين هم الفرقة الناجية وهم المؤمنون، وأن من تبقى من المسلمين كفار يجب قتلهم ونهب أموالهم وسبي نسائهم وإسترقاق صغارهم..!

كلام قبل السلام: نمر مفترس أمامك..خير من ذئب خائن وراءك..!

سلام....

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك