سليم الرميثي
لنترك الماضي البعيد ومآسيه بكل سلبياته وايجابياته وفي كل الامكنة لنتكلم فقط عن جغرافية العراق وبالذات عن الطائفتين السنية والشيعية وصراعهما الذي يبدوا انه سيستمر الى وقت طويل والذي اوصل العراق الى الدرك الاسفل من التخلف والضياع بين درابين الموت الاسود..فالسنة يصارعون من اجل السلطة والحكم والشيعة يصارعون من اجل الدفاع عن وجودهم وحقوقهم التي سُلبت كل تلك الفترات المظلمة تحت سياط الجلادين ؟؟نتكلم فقط عن عشر سنوات مابعد التغيير التي راحت فيها ضحايا من شيعة العراق نتيجة للتفجيرات والقتل على الهوية ربما عشرات الالاف من الضحايا وبطرق قذرة تتميز بالجبن والغدر والنذالة وانعدام الغيرة والشرف لكل من قام ويقوم بقتل الناس الابرياء بهذه الطرق الوحشية والهمجية ومن اية ملة كانوا..انا اتكلم عن قتل الشيعة فقط.. ربما هناك من يقول ان اهل السنة يُقتلون ولا انفي ذلك ولكن نحن نرى من على شاشات التلفزة المحلية والعالمية ان خمسة وتسعين بالمئة من عمليات الذبح على الطرقات و التفجيرات اليومية هي في المناطق الشيعية بالتحديد ونشاهد بالعين المجردة يوميا عشرات الضحايا ومئات الجرحى.. ..عشر سنوات مرت واهل السنة في حالة هجوم واستخدموا كل وسائل القتل والدمار وبقي الشيعة الى هذه الساعة صابرين في عزاء لم ينتهي بعد..فهل تستمر هذه الحالة الى مالانهاية ام سيكون للشيعة موقف آخر لوقف هذا النزيف؟ان العنف الموجود في العراق حاليا يمارس بشكل دموي ويومي من طرف واحد فقط واغلبه ضد الابرياء.. عدوانية هؤلاء ودمويتهم لم تمارس مثلا ضد السلطة ورجالاتها كما هو الحال لبعض المعارضات والتنظيمات في العالم ولم يقتلوا فقط منتسبيها بل ان جميع الشيعة اصبحوا هدفا للقتل اليومي ..فهل سمع احدا مثلا ان مجموعة من الشيعة قطعت طريق ما في الوسط او الجنوب وذبحت او قتلت سنيا بينما نرى ونسمع يوميا قتل وذبح الشيعة امام الكاميرات في المناطق الغربية وبمباركة اهالي تلك المناطق الاّ القليل منهم..اذن من الذي يريد تمزيق العراق وشعبه ومن الذي يتسبب بكل هذا العنف الدموي الذي لم يشهده تاريخ العراق الحديث واي المناطق التي اصبحت تتفاخر باحتضان مرتزقة القاعدة وتستقبلهم من كل بقاع الارض للنيل من العراق واهله؟ وهل كل ذلك يحدث من اجل اعادة انظمة الظلم والطغيان لحكم العراق نقولها بصراحة ان الماضي ذهب ولن يعود وانه اصبح اضغاث احلام وستخيب كل المحاولات ؟ فلا يكاد يمر يوما الا نسمع ونشاهد الكثير من المتحدثين والخطباء باسم اهل السنة في العراق من سياسيين ورجال دين معروفين في المناطق الغربية وحتى في بغداد وهم يحثون علنا على قتل مايسمونهم بالرافضة وابادتهم وتُقابل هذه الخطابات بالهتافات والتكبير من قبل جمهور كبير في ساحات الاعتصام والجوامع.. ..بالمقابل لم نسمع يوما من سياسي شيعي او رجل دين شيعي يتحدث ويهدد اهل السنة بالقتل والابادة بل نحن نعتبرها عار علينا لو ان احد علماء الشيعة ومن اي مكان يفتي بقتل اهل السنة او محاربتهم لانهم سنة..اليست هذه معادلة شيطانية غريبة وغبية ظالمة وعمياء لاتوجد الاّ في عقول هؤلاء الرعاع الذين ينعقون من الصباح حتى المساء بدون هدف ولتحقيق غايات لا انسانية لتشتيت وتمزيق الاوطان وزرع الكراهية والحروب في المنطقة والعالم..قيادات الشيعة معروفة ومعلومة من سياسيين ومراجع دين وحتى مثقفين فهل سمع احد او شاهد احدهم في وسائل الاعلام وهو يتحدث بنفس لهجة اولائك الذين عميت بصيرتهم ويدعو لقتل اهل السنة في العراق او في اي مكان اخر..بل اننا نسمع من رجالات الشيعة وهم يحثون اتباعهم على الصبر والتحمل الى مالانهاية في سبيل وقف نزيف الدم ويدعون للالفة والمحبة بين كل مكونات الشعب العراقي تماما عكس خطب منصات التهريج والدعارة وفي جميع وسائل الاعلام المريضة للحث على القتل والتدمير للشعب وتبديد ثرواته..على كل من يتهم الشعب العراقي بالعنف والعدوانية كما هو معروف تاريخيا عليه ان يبحث وبشكل منصف عن مصدر هذا العنف وغاياته وهل هو من داخل العراق فقط ام ان هناك انياب دموية متعفنة تنهش بالجسد العراقي عبر التاريخ؟ الواقع الذي نعيشه يحدثنا يوميا بان هذه الحالة ليست بسبب وجود المذهبين الشيعي والسني وليست في العراق فحسب وانما هي حالة متأصلة عند كل الشعوب العربية والاسلامية ومانشاهده في البلدان السنية التي تخلو من الشيعة تقريبا من قتل ودمار وخراب لهو شاهد ودليل على مانقول..وهاهم علماء السنة يكفرون بعضهم بعضا وكل يحث اتباعه على قتل الاخر.. واصبحت الدول السنية عبارة عن ساحات حرب تصفية وخراب.. مع احترامنا وتقديرنا للكثير من اخواننا اهل السنة الذين ينكرون ويدينون كل انواع القتل والتدمير وكراهية الاخر..
https://telegram.me/buratha