المقالات

معادلة ظالمة وغريبة بين الشيعة والسنة

944 08:46:00 2013-09-19

سليم الرميثي

لنترك الماضي البعيد ومآسيه بكل سلبياته وايجابياته وفي كل الامكنة لنتكلم فقط عن جغرافية العراق وبالذات عن الطائفتين السنية والشيعية وصراعهما الذي يبدوا انه سيستمر الى وقت طويل والذي اوصل العراق الى الدرك الاسفل من التخلف والضياع بين درابين الموت الاسود..فالسنة يصارعون من اجل السلطة والحكم والشيعة يصارعون من اجل الدفاع عن وجودهم وحقوقهم التي سُلبت كل تلك الفترات المظلمة تحت سياط الجلادين ؟؟نتكلم فقط عن عشر سنوات مابعد التغيير التي راحت فيها ضحايا من شيعة العراق نتيجة للتفجيرات والقتل على الهوية ربما عشرات الالاف من الضحايا وبطرق قذرة تتميز بالجبن والغدر والنذالة وانعدام الغيرة والشرف لكل من قام ويقوم بقتل الناس الابرياء بهذه الطرق الوحشية والهمجية ومن اية ملة كانوا..انا اتكلم عن قتل الشيعة فقط.. ربما هناك من يقول ان اهل السنة يُقتلون ولا انفي ذلك ولكن نحن نرى من على شاشات التلفزة المحلية والعالمية ان خمسة وتسعين بالمئة من عمليات الذبح على الطرقات و التفجيرات اليومية هي في المناطق الشيعية بالتحديد ونشاهد بالعين المجردة يوميا عشرات الضحايا ومئات الجرحى.. ..عشر سنوات مرت واهل السنة في حالة هجوم واستخدموا كل وسائل القتل والدمار وبقي الشيعة الى هذه الساعة صابرين في عزاء لم ينتهي بعد..فهل تستمر هذه الحالة الى مالانهاية ام سيكون للشيعة موقف آخر لوقف هذا النزيف؟ان العنف الموجود في العراق حاليا يمارس بشكل دموي ويومي من طرف واحد فقط واغلبه ضد الابرياء.. عدوانية هؤلاء ودمويتهم لم تمارس مثلا ضد السلطة ورجالاتها كما هو الحال لبعض المعارضات والتنظيمات في العالم ولم يقتلوا فقط منتسبيها بل ان جميع الشيعة اصبحوا هدفا للقتل اليومي ..فهل سمع احدا مثلا ان مجموعة من الشيعة قطعت طريق ما في الوسط او الجنوب وذبحت او قتلت سنيا بينما نرى ونسمع يوميا قتل وذبح الشيعة امام الكاميرات في المناطق الغربية وبمباركة اهالي تلك المناطق الاّ القليل منهم..اذن من الذي يريد تمزيق العراق وشعبه ومن الذي يتسبب بكل هذا العنف الدموي الذي لم يشهده تاريخ العراق الحديث واي المناطق التي اصبحت تتفاخر باحتضان مرتزقة القاعدة وتستقبلهم من كل بقاع الارض للنيل من العراق واهله؟ وهل كل ذلك يحدث من اجل اعادة انظمة الظلم والطغيان لحكم العراق نقولها بصراحة ان الماضي ذهب ولن يعود وانه اصبح اضغاث احلام وستخيب كل المحاولات ؟ فلا يكاد يمر يوما الا نسمع ونشاهد الكثير من المتحدثين والخطباء باسم اهل السنة في العراق من سياسيين ورجال دين معروفين في المناطق الغربية وحتى في بغداد وهم يحثون علنا على قتل مايسمونهم بالرافضة وابادتهم وتُقابل هذه الخطابات بالهتافات والتكبير من قبل جمهور كبير في ساحات الاعتصام والجوامع.. ..بالمقابل لم نسمع يوما من سياسي شيعي او رجل دين شيعي يتحدث ويهدد اهل السنة بالقتل والابادة بل نحن نعتبرها عار علينا لو ان احد علماء الشيعة ومن اي مكان يفتي بقتل اهل السنة او محاربتهم لانهم سنة..اليست هذه معادلة شيطانية غريبة وغبية ظالمة وعمياء لاتوجد الاّ في عقول هؤلاء الرعاع الذين ينعقون من الصباح حتى المساء بدون هدف ولتحقيق غايات لا انسانية لتشتيت وتمزيق الاوطان وزرع الكراهية والحروب في المنطقة والعالم..قيادات الشيعة معروفة ومعلومة من سياسيين ومراجع دين وحتى مثقفين فهل سمع احد او شاهد احدهم في وسائل الاعلام وهو يتحدث بنفس لهجة اولائك الذين عميت بصيرتهم ويدعو لقتل اهل السنة في العراق او في اي مكان اخر..بل اننا نسمع من رجالات الشيعة وهم يحثون اتباعهم على الصبر والتحمل الى مالانهاية في سبيل وقف نزيف الدم ويدعون للالفة والمحبة بين كل مكونات الشعب العراقي تماما عكس خطب منصات التهريج والدعارة وفي جميع وسائل الاعلام المريضة للحث على القتل والتدمير للشعب وتبديد ثرواته..على كل من يتهم الشعب العراقي بالعنف والعدوانية كما هو معروف تاريخيا عليه ان يبحث وبشكل منصف عن مصدر هذا العنف وغاياته وهل هو من داخل العراق فقط ام ان هناك انياب دموية متعفنة تنهش بالجسد العراقي عبر التاريخ؟ الواقع الذي نعيشه يحدثنا يوميا بان هذه الحالة ليست بسبب وجود المذهبين الشيعي والسني وليست في العراق فحسب وانما هي حالة متأصلة عند كل الشعوب العربية والاسلامية ومانشاهده في البلدان السنية التي تخلو من الشيعة تقريبا من قتل ودمار وخراب لهو شاهد ودليل على مانقول..وهاهم علماء السنة يكفرون بعضهم بعضا وكل يحث اتباعه على قتل الاخر.. واصبحت الدول السنية عبارة عن ساحات حرب تصفية وخراب.. مع احترامنا وتقديرنا للكثير من اخواننا اهل السنة الذين ينكرون ويدينون كل انواع القتل والتدمير وكراهية الاخر..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
شيعي
2013-09-20
لا يوجد سني يقتل شيعي ولا يوجد شيعي يقتل سني ..ان من يمارس القتل لا ينتمي لا الى السنه ولا الى الشيعة هؤلاء يعملون لاجندة خارجة عن الملتين وتكفيريين يكفرون السنة والشيعة
محمد علي الهيتي
2013-09-20
لايوجد في المناطق الغربية مواطن يقبل بقتل الشيعة . فقط هم الارهابيون من يفعل او يوافق على ذلك وهولاء لادين لهم وهم اعداء للجميع سنة او شيعة مسلمين وغير مسلمين وارى ان الكاتب قد بالغ في كثير من الامور التي ذكرها والواقع انه لايوجد عداء بين السنة والشيعة مع الاعتراف بوجود متطرفين من الجانبين واجندات خارجية لاتريد للعراق الامن والاستقرار.
الدكتور شريف العراقي
2013-09-20
بارك الله بهذا الكاتب الشريف
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك