نور الحربي
مع تكرار عمليات القتل الاجرامية المنظمة بحق الابرياء من اخواننا الشبك والتركمان في نينوى وطوز خرماتو لابد من القول ان الموقف الجدي العاجل الذي يجب ان يتخذ هو توفير الحماية لهم ومنع يد الاجرام من ان تطالهم لتنشر الرعب والدمار في مناطقهم مخلفة مئات الضحايا والعوائل التي بدات بالنزوح عن هذه المناطق وكان الحكومة واجهزتها تنتظر ان تخلو هذه المناطق من اهلها المنكوبين لتتخلص من مسؤوليتها في حمايتهم والسؤال الذي يدور في ذهن الاهالي وفي ذهن المهتمين والمراقبين هو لماذا تصمت الحكومة واجهزتها الامنية المسؤولة بشكل مباشر عن توفير الامن امام هذه الجرائم وما المفترض ان تعمله لوقف ذلك وكيف تتغاضى وسائل الاعلام الممولة من ثروات الشعب كموسسات شبكات الاعلام العراقي عن الحديث في مثل هذا الموضوع والتركيز عليه كونه موضوع يمس مصير هولاء الضحايا الذين يتعرضون للابادة بشكل منظم دون ادنى شك وسلوك جماعات القتل يجعلنا نتيقن ونصر على ان غياب الاجهزة الامنية وتقاعس البعض في حماية ارواح هولاء الابرياء هو من يدفعها لان توغل بذبح وتمزيق اشلاء مولاء المواطنين العراقيين العزل المنتمين لهذه القوميات المعتقدين بالولاء لاهل البيت أي انهم من قوميات تثير حفيظة الارهاب اولا ولانهم اتباع لمدرسة اهل البيت عليهم السلام وهذا ما يجعلهم عرضة للاستهداف على اساس طائفي ثانيا وهذا الغياب الامني الواضح يدعزنا للتعبير عن استياءنا بشكل واضح وجلي وربما لو اردنا ان نوجه كلمة لمن يقومون بهذا الدور فلن تكون اقل من كلمة السيد عمار الحكيم الذي وصف الحالة بقوله ان ان ما يجري هو وصمة عار في جبين من يتقاعس عن حماية هولاء الابرياء ولايقوم بواجبه بصورة وبالتاكيد فأن الدولة العراقية هي اول المتقاعسين ولم تقم بحل المسألة بشكل يضمن سلامة سكان هذه المناطق من الاخطار المحدقة بالبقية الباقية منهم وهو تساؤل ينبغي ان يجاب عنه لماذا كل ذلك وان كانت الدولة غير قادرة على حل هذه المشكلة بحيث تتكرر عمليات الاستهداف والهجمات الارهابية بشكل دائم حتى اشتدت مؤخرا وتحولت الى حرب معلنة مفتوحة لايمكن قبولها او التغاضي عن نتائجها فهل يمكن ان نفترض وجود حلول اخرى وما هي ولعل الاجابة مطروحة ليس اليوم وليس في حديث السيد عمار الحكيم في الملتقى الثقافي بل في اطروحة عزيز العراق الراحل السيد عبد العزيز الحكيم قدس سره الذي دعا الى تشكيل لجان شعبية من نفس ابناء المناطق يقومون بحماية مناطفهم وما طرح السيد عمار الحكيم الا تاكيد على هذه الاطروحة الناجعة في انهاء حالة الخروقات الامنية لهذه المناطق المعرضة للاختراق من قبل جماعات القتل وربما بمساعدة بعض المندسين في السيطرات ونقاط التفتيش المؤدية الى هذه المناطق من هنا فان كان المنطق يقبل ان يباد هولاء العزل المسالمين بطبيعتهم فلماذا لايقبل ان يدافعوا عن انفسهم بالطرق المشروعة وان كانت شرعية الحكومة تقتضي حصر السلاح والسلطة بيد الدولة لئلا تفقد هيبتها فهل بقيت هيبة مع كل عمليات القتل التي تمارس بحق هاتين القوميتين في نينوى وصلاح الدين اما اذا كانت الامور تسير باتجاه انهم لايملكون العدد ومن ينتصر لقضيتهم فنحن كاتباع لمدرسة اهل البيت ندعو الى حماية اخواننا والكثير منا لديهم الاستعداد للتطوع في تامين مناطقهم وهذا ليس منطقا ميليشياويا كما يعتقد بعض من يريد النكاية بنا لان الشيخ عبد الملك السعدي الذي بقي صامتا طوال اشهر لم يصدر فيها استنكارا لما يجري من انتهاكات بحق الابرياء من الشيعة نطق اخيرا ليقول ان على الحكومة العراقية ماية الوجود السني في محافظات الجنوب وهو امر لايعاب عليه بينما يعاب علينا المطالبة بحقوق اخواننا في تلك المناطق مع ذلك نقول لماذا يدان الامر عندما يتعرض السنة للتهجير ويسكت عنه عندما يحدث مع الشيعة مع اننا نرفض ان يتعرض أي مواطن عراقي في هذا البلد لانتهاك يمس حياته او ماله وعرضه وهذا ليس موقفا ارتجاليا تفرضه دبلوماسية وكارزما من يدعي الانتساب لمدرسة سياسية معتدلة بقدر ما هو استحقاق وموقف ينبغي تاكيده بحكم الانتساب للاسلام العظيم فكلنا مسلمون وما يجمعنا اكثر مما نختلف عليه ويستدعي رجوعنا الى مدارسنا الفقهية الخاصة . اذن نحن امام اختبار صعب لابد ان تتنبه اليه الحكومة وتعمل على اخراجنا منه واعتقد ان المسؤولية تقع عليها والكرة في ملعبها لتامين حياة المواطنين عموما وابناء هذه المناطق المنكوبة خصوصا وعلى الحكومات المحلية في تلك المحافظات ايضا ان تعطي انها في دائرة الاتهام وما نريده منها يتعدى التبريرات وخطابات الاسى الادانة والا فلا تؤمن عواقب الانفلات ومن يرى غير ذلك فسيجد نفسه غارقا في بحر من الدماء التي لن تنتهي وستعيدنا الى مربع القتل على الهوية وحالة الاقتتال الدائم وماذا جنى منها روادها وادواتها سابقا حتى ينتظر تجار الدماء والقتلة ان يجنوا منها اليوم غير الخسران العظيم !!!
https://telegram.me/buratha