محمد الحسن
في العقد السابع من القرن المنصرم ترأس مجلة "ألف باء" التابعة للسلطة, وقد أستخدمه صدام حسين قبل وصوله للتبشير بقائدٍ ملهم. ومن الطريف إن تلك المجلة كانت موسومة بسمة التساؤل في كل ما تكتب, "فإلى أين" عنوانها المفضل والمكرر, (الفن العراقي إلى أين, الطرب إلى أين, وكل شيء إلى أين)...فإلى أين يا حسن العلوي؟!لا يتفوّه بكلمة إستنكار أو شجب, ولا تُذرف له دمعة على ما يحصل في بغداد وسائر المدن العراقية المذبوحة, غير إن ضميره يستفيق عندما يتوصل ساسة البلد لإتفاق يتضمن حفظ السلم أو يدعو للتعايش بين أبناء البلد!..يعترض على كل شيء ولا يقدم بديل, فهو يشبه نرجسية بائعات الهوى اللواتي يتباهين بجمالهن الذابل تحت أجساد أصحاب الرذيلة والبغاء.لا أدري في أي عاصمة يقبع "حسن العلوي", ولماذا يُصر على معاداة كل ما من شأنه تخفيف وطأت الحمل عن كاهل الشعب العراقي؟ منذ سنة لم أسمعه سوى ثلاث مرات: الأولى معترضاً على المجالس الثقافية التي يقيمها "عمار الحكيم", والثانية مندداً بمطالب الشعب أثناء حملة إلغاء الرواتب التقاعدية للمسؤولين بداعي "أنه حق عياله", والثالثة هذه المرة ومعترضاً أيضاً على وثيقة السلم الإجتماعي, وبتصريح يكشف عن إن سبب الإعتراض هو للفت الأنظار ليس أكثر. " انا ادين هذه الوثيقة و أعدّ الحاضرين في مؤتمر توقيعها مجرد لاعبين إتفقوا في صفقة سياسية واحدة على كسب الوقت الذي يداهمهم، وستذهب الطبقة السياسية الحالية إلى الأبد ، لكنها ستذهب مع أموال لاتنتهي إلى الابد ".. لا أجد بهذه الإدانة أي بديل أو رؤية صالحة للخروج من مسلسل الأزمات, سوى إرتدادات مصلحية بدأها "بأنا" وختمها "بإموال"!!قد لا نأمل كثيراً بهذه اللقاءات والوثائق, لكنها تمثّل حراكاً إيجابياً للعملية السياسية الراكدة والتي تلقي بظلالها على الواقع بشكل عام..نحن هنا نعيش في قلب الحدث, وعلى المترفين في العواصم الهادئة إكرامنا بسكوتهم إن لم يتخلصوا من عقد النقص المتوارثة. "حسن العلوي" الذي يعيش خريفه ببيانات الشجب والإستنكار, صار واضحاً إنه في "أراذل العمر" فالرذالة ليست بعددِ السنين, بل بقدرة العقل على الإنتاج والضمير على البقاء حياً.
https://telegram.me/buratha