الرقيب البرلماني
ليس حقداً على مجلس النواب ابداً، وليس من باب حسن الظن بالمؤسسات الفاسدة الاخرى في الدولة، لكن ركام الرقاعة التي سارفسها اليوم تكمن في ذلك المجلس، سلطتنا التشريعية التي تسن القوانين وتراقب الحكومة تمعن في انتهاك القوانين والتجاوز على المال العام، ففي الوقت الذي يئن فيه عشرات الوف العراقيين في مستشفياتنا الكئيبة من لوعة الالم ومرارة النزع وكلاحة وجوه بعض الممرضين الابتزازيين والاطباء الجشعين،
يستبيح مجلس النواب برئاسته الحالية المال العام ويغدق على عشرات موظفيه المقربين ممن يقضون ساعات دوامهم امام شبكة الانترنيت المغرية وتحت التبريد المستمر، يغدق عليهم عشرات الوف الدولارات ليعالجوا انفسهم وازواجهم في مستشفيات اوروبا وامريكا والهند ثم ليمصوا من دم يتامى العراق وثكالاه بعد عودتهم حتى اجور السكن في فنادق الخمس نجوم، وحتى اجور التكسي من الفندق والى المستشفى،
وحتى فاتورة الصيدلية التي تبيعهم ارقى انواع العلاج، وحتى اجور الطعام والشراب والترفيه. ثم يخرج علينا النجيفي ليشتكي حسرات العراقيين والمهم لما يعانون من ضعف الخدمات الحكومية في شتى المجالات في نفس الوقت الذي ينفق الاف الدولارات على عمليات استخلاق طفل انابيب لاحد مقربيه من موظفي مكتبه وعلى حساب مجلس النواب،
ثم يظهر د.قصي السهيل ليلاحق الشبيبي ويلعن اداءه في البنك المركزي لانه اثر على اموال العراقيين في نفس الوقت الذي انفق فيه مائة مليون دينار على عجوز مقربة من مكتبه مسؤولة عن قسم المصروفات في الدائرة المالية في مجلس النواب، وبين صديقنا الجبوري الذي فشلت عمليات تحبيل زوجته بطفل انابيب في مكتب النجيفي وصاحبتنا المقربة من مكتب السهيل توجد مئات حالات العلاج من المال العام الحرم دون ان يندى لرئاسة مجلس النواب جبين او يرف لهم جفن على العراقيين المساكين الذين يلعقون الاراض من شدة الفاقة والالم من جراء القصور الكبير الذي يكتنف اداء حكومتنا التي لا تمل استنفار مشاعر العراقيين وتعبأتهم ضد بعضهم لتشغلهم حين ينهب رموزها تريليونات العراقيين. والى جانب النهب الدائم
وعلى ذكر الترف والسرف الذي لا يفارق مجلس نوابنا الأثيم تذكرت بيتاً للنجيفي في المجمع الرئاسي الوزاري استغرق بناؤه سنتين ومليارين على وشك ان يؤثث بنصف مليار من مال اليتامى والارامل سيخصص له كهدية اخر الخدمة الجليلة التي بذلها للعراقيين،
اما مدير عام مكتبه العميد الركن مناضل توفيق فهو عضو قيادة شعبة في حزب البعث غير المقبور، بل ضحاياه هم المقبورون، محكوم بالاجتثاث ولكنه غير مجتث وغير مشمول بشيء اسمه دوام رسمي، لديه اسطول سيارات على حساب مجلس النواب يجوب فيها العراق ويحضر في كل سنة يوماً او يومين ثم ينطلق بعيداً مودعاً بدعاء العراقيين له بالنصر والثبات بعد ان يقبض الدفتر الشهري ابو الستين كراتب دون دوام، ولقد اختتم مناضلنا نضاله بالحصول على بيت في الحارثية وارض في بغداد وسيارات فارهة ويا محلا النصر بعون الله.
نوابنا الاشاوس مشمولون بالاستنزاف ايضاً، فهم يحثون على رؤوسهم وازواجهم الملايين للعلاج دون ضوابط بمباركة الرئاسة الكريمة، يجملون وجوههم القبيحة او يقومون اسنانهم النتنة ليستأنفوا نهش العراقيين ونهب مال الدولة قبل ان تنتهي الدورة الثانية للنهب والسلب والتسليب، ورغم ان القانون العراقي الملبوس يجيز علاج الامراض الخطيرة فقط للنواب لا شفاهم رب الا ان كرم الرئاسة يمتد لعلاج الخطير واليسير من الوجع.
نوماً هنيئاً يا هيئة النزاهة، ويا ادعاءنا العام الاخرس والاطرش والاثول، ادعاءنا الذي ينشغل فقط بالستر على غضنفر من الاجتثاث وكأن العراق بلا امين شريف غير مشمول بالاجتثاث، اقطعوا الاصابع ايها اليتامى والارامل والثكالى، حملةٌ انادي بها على الملأ، استحضروا ظلم صدام واستأنفوا الشعور المرير بالظلم، اقطعوها حتى لا يطرق الاوغاد بابكم من جديد، اقطعوها لتنعموا براس لا يحاصره نعيق اللصوص والكذابين واللغافين، ولمن لم يقنع بعد لينتظرني قريباً لآتيه بقصص تشجعه على القطع.
https://telegram.me/buratha