سليم الرميثي
منذ بداية مايسمى بالربيع العربي في بعض الدول والحكومة التركية تعيش حالة من الهيستيريا مما جعل من رئيسها على راس المصابين بهذا المرض الخطير الذي ادى به الى اتخاذ قرارات غريبة ومتسرعة ادت الى فتح ابواب تركيا ومن كل الاتجاهات الى دخول مرتزقة القاعدة الذين اصبحوا يصولون ويجولون في العاصمة التركية ويملأون فنادقها وأزقتها بل اصبحت المدن التركية جميعها منطلقا لعصابات القاعدة الى البلدان التي تعيش حالة من الفوضى الامنية ولقرب سوريا من الحدود السورية جعل الاخيرة لها حصة الاسد من تسلل تلك العصابات الى داخل اراضيها وتنشر الفساد والدمار هناك..وفي نفس الوقت ادت سياسة اردوغان هذه الى غلق ابواب تركيا امام اصدقائها وابعادهم عنها.. هذا النهج الهستيري اعتبره أغلب الشعب التركي و الكثير من ساسة المعارضة الداخلية تدخل سافر في شؤون الآخرين وهو نهج ابتعدت عنه تركيا منذ زمن بعيد ونجحت كثيرا في ترتيب اوضاعها الاقتصادية والاجتماعية.. الاّ ان غرور اردوغان بنفسه اعاد تركيا الى الوراء والى زمن السلاطين وبدأ باتخاذه قرارات جرّت تركيا الى وحل القاعدة والتورط بادخال عناصرها الى قلب العاصمة التركية.. والمعروف ان القاعدة ليست لها قاعدة اصلا وليست لها ارض معركة ثابتة وتستغل اي ضعف وفي اي مكان لتنقض على فريستها حتى لو كانت من داعميها وهذا مايحصل في تركيا الان وبموافقة ومباركة اردوغان..اي ان هذا الرجل وقع في فخ القاعدة دون ان يشعر وفتح ابواب تركيا امامها لتخطط لمراحل قادمة داخل الاراضي التركية.. فالقاعدة بدات تخطط وترسم خرائط المدن التركية لتصبح هدفا مستقبليا سهلا وهذا طبعا يعرفه ويعلمه الامريكان والغرب لكنهم يغضوا الطرف عنه لاسباب هم يحتاجونها في المستقبل القريب وجعل تركيا تحت رحمة الارهاب المقنع والمصبوغ بصبغة اسلامية قاعدية..وهذا ايضا سيخدم السياسة الاسرائيلية في المنطقة والتي ستلعب دور المنقذ لتركيا وتحاول اظهار المساندة والدعم لها لتبتز الاتراك وتجعلهم ينفذوا ماتريده اسرائيل وبثمن بخس.. فان بقيت سياسة الحكومة التركية على هذه الحال فانها تماما كمن يحرق بيته بيديه دون ان يشعر..وشاء اردوغان ام ابى ومن حيث لايشعر فان القاعدة ستغزو تركيا عاجلا ام آجلا بغزواتها وتفجيراتها لانها الآن تعمل وبسرية تامة على زرع خلاياها في الاحياء والمدن التركية خصوصا وان المجتع التركي مليء بالمتشددين الذين يتعاطفون مع القاعدة ونهجها ومستعدين لتنفيذ مايطلب منهم في الوقت الذي تراه قيادات القاعدة مناسبا وسيجعلون من تركيا ساحة حرب مثل ماهو الحال في سوريا وغيرها وسيجد اردوغان نفسه وحزبه وسط حرائق ونيران مستعرة لاتنتهي ولن يستطيع اخمادها رغم تبجحه بقوة تركية العسكرية والامنية فذلك لن يصمد امام الفوضى القادمة الى الساحة التركية..وبما ان تركيا تدعم الجيس الحر(المعارضة المعتدلة) كما تدعي والتي تشهد الساحة السورية هذه الايام بداية للتناحرات والاقتتال بين امراء الحرب فان هذه الحجة ستكون مبررا للقاعدة لتحريك خلاياها النائمة تحت سرير اردوغان وبداية لمرحلة جديدة من الصراع مع انقرة ..واكبر عامل مساعد للقاعدة في الحرب مع الاتراك هو وجودها وانتشارها في محيط قريب جدا من تركيا مما سيصعّب الامور على حكومة اردوغان وعسكره..
https://telegram.me/buratha