المقالات

قراءة في وجوه من وقعوا ميثاق الشرف..!

614 20:45:00 2013-09-21

 

لأول وهلة تبدو مفردتي التنوع والإختلاف وكأنهما من سنخ واحد، غير أن واقع معمارهما يشي بغير ذلك، فالتنوع الذي لا يفضي الى خلاف، طاقة تكمن فيها أقصى محصلات البناء؛ فيما تكمن في الاختلاف إمكانية التحول الى خلاف منتج لأسوأ ألوان الدمار والخراب.

غير أن المجتمعات هي الضابط في تحقق أي من هذين المسارين، فهي ذاتها التي تنتقي أي المسارات أو الدروب لتسلكه.

إذ أن أي نظام مجتمعي لا يمكنه التحصل على مقومات الديمومة والنجاح، ما لم تتفشى فيه إيمانات الانتماء للمشترك الواحد، وللذات الجمعية الواحدة, تتشكل من خلالها هويته الموحدة، الناتجة من تفاعل الهويات والجزئيات الفرعية والفئوية، ليتحول التنوع الى ثابت أصيل، وواقع يعتز به المجتمع؛ وليس الى إختلاف مخيف، يشكل خطرا داهما على حاضر ومستقبل المجتمع، كما هو حاصل مع الأسف في  بلدنا ومجتمعنا..

ويكمن الخطر الذي نعنيه، في تضخم الأنتماءات والخصوصيات العرقية والفئوية والفرعية، ويزداد تضخمها فتتحول الى أورام سرطانية، إذا ما وجدت بيئة صالحة، تتغذى بالمؤثرات الخارجية؛ واللعب على حبال الزمن الرديء، والنبش بالتاريخ لإستحضار أسوأ ما فيه، فتنفجر الأورام داخل جسم الذات، ثم لا تلبث أن تنتقل عدواها، الى صميم الهوية الوطنية، والذات الواحدة المشتركة، ليحصل الوهن فالاغتراب، ثم فالخراب.

إذ أن فقدان المكونات المجتمعية رزانتها الوطنية، نتيجة للتغذية التي أشرنا اليها، ونبش الأحقاد وإذكاء الكراهيات وبعث العداوات، لن يبقي من عناوين الانتماء الوطني الذاتي الواحد، إلا لدى مجموعات قليلة، ألفت التنفس برئة المشترك الواحد رغم الإحباط والخراب، لأن هيمنة الهوية الوطنية راسخة في عمق ذاتها، رغم محاولات تلويثها.

الذين أجتمعوا قبل عدة أيام لتوقيع ميثاق الشرف ووثيقة السلم الأجتماعي، معظمهم من هذه القلة القليلة، أقول "معظم" وليس "كل"، لأن قراءة وجوه "بعضهم" تفيد أن هذا "البعض"، حضر لطقس إحتفالي للحصول على الوجاهة، التي هو بحاجة إليها في قادم الأيام المليئة بالأستحقاقات السياسية، فيما البعض "الآخر" شارك لإسقاط فرض، إذ أنه ليس في وارد الموضوع من أصله، وثمة "بعض" أيضا تم حشده بالقاعة لتكثير العدد..

غير أن إستمرار التطلع في الوجوه يكشف عن إخفاقة كبرى، تكمن في أن مكونات مجتمعية مهمة ومعنية بالسلم الأجتماعي قد إستبعدت، لأسباب غير مفهومة كما حصل مع "القومية الشبكية"، مع أنهم مثال ونموذج حي يطبق ضده الإجتثاث المجتمعي بحذاقة ومهارة..!

كلام قبل السلام: الآمال كالماء لا تحمل في غربال!

 

سلام. 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك